عملية “الأسد النامي”… كيف تمكنت إسرائيل من “خداع” إيران؟

عملية “الأسد النامي”… كيف تمكنت إسرائيل من “خداع” إيران؟

تم تحديثه الجمعة 2025/6/13 09:40 ص بتوقيت أبوظبي


طغت التحليلات عن إمكانية حل الكنيست والانتقادات لترتيبات حفل نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المشهد في إسرائيل خلال الأيام الماضية.

ولكن في حقيقة الأمر كان نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير يضعون اللمسات الأخيرة على ضربة غير مسبوقة لإيران أطلقت عليها لاحقا “الأسد الصاعد”.

لماذا هاجم الجيش الإسرائيلي إيران الآن؟.. زامير يُجيب

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية فإن نتنياهو اتفق مع كاتس يوم الإثنين الماضي على موعد الهجوم وأبلغا زامير بالقرار.

ولم تكن الولايات المتحدة الأمريكية بعيدة عن القرار، وإن كانت أكدت على أنها لم تشارك بالهجوم، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أنه علم بالهجوم مسبقا.

ومثل هذه الهجمات لا تتم بدون ضوء أخضر أمريكي.

ولكن الهجوم سبقه عملية خداع يبدو أن الإيرانيين سقطوا فيها.

ولمن يتابع الشأن الإسرائيلي الداخلي فإن الهجوم على إيران لم يكن على الطاولة لا سيما في ضوء انعقاد جلسة مفاوضات جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران يوم الأحد.

ونشرت في وسائل الإعلام الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية سيلا من التقارير عن استعدادات إسرائيلية لمهاجمة إيران ولكن لم تصل حد اليقين بأن الهجوم سيحدث بالفعل خاصة في ضوء استمرار المفاوضات الأمريكية-الإيرانية.

وقالت صحيفة “إسرائيل هيوم”: “ظاهريا، كانت عملية الخداع المثالية تجري في السطح: الانشغال السياسي الداخلي بقانون التجنيد الإجباري، والتفكيك المشكوك فيه للائتلاف من أجل الانتخابات، ونضال نتنياهو للحفاظ على حكومته، جرى كل هذا بينما تم التوقيع على أمر العملية الهجومية على إيران يوم الإثنين”.

وأضافت: “أعلنت تقارير من الخارج عن مزيد من المحادثات النووية يوم الأحد، وأعلن مستشار الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف نفسه أنه سيهبط هناك لهذا الغرض. كان هذا في وقت تم فيه إبلاغ الولايات المتحدة قبل الهجوم من قبل إسرائيل وكانت على علم بالأمر”.

وتابعت: “كجزء من عملية الخداع، فإن رئيس الموساد ديدي بارنيع ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر موجودان في إسرائيل ولم يسافرا إلى واشنطن، وكانت الإحاطة التي قدمها مصدر إسرائيلي كما لو كان من المفترض أن يلتقيا بستيف ويتكوف قبل الجولة السادسة من المحادثات جزءا من تدريبات الخداع”.

وأردفت: “ومع ذلك، في الساعات الأربع والعشرين الماضية، زادت التقارير عن إخطارات إخلاء البيت الأبيض لمواطنيه وجنوده في بلدان بالمنطقة، وزاد ضجيج التقارير عن هجوم محتمل، في حين لم تلمح إسرائيل إلى أدنى احتمال لوجود هجوم على جدول الأعمال في المستقبل القريب، ومن جانبه، أصدر ترامب أيضا تصريحات متناقضة قبل ساعات قليلة فقط حول إمكانية شن هجوم إسرائيلي، قائلا إن الولايات المتحدة تفضل التوصل إلى اتفاق”.

ولفتت الصحيفة إلى أن جبهة الخداع الثالثة كانت التسريبات بأن “نتنياهو يستعد لقضاء إجازة في الشمال، ومن المتوقع أن يقام حفل زفاف ابنه يوم الثلاثاء المقبل، وبمثل هذا الترتيب يبدو أن إسرائيل لا تستعد للهجوم، بحسب المعلقين في الأخبار”.

وقالت: “وبالفعل، فإن عملية الخداع نجحت، وكانت الضربة النارية التي سقطت على إيران الليلة مثالا على مفاجأة استراتيجية في نقطة وصفها كبار المسؤولين الإسرائيليين بأنها “لا عودة”، وهي اللحظة التي تكون فيها إيران أقرب من أي وقت مضى إلى قنبلة ولديها قدرات إطلاق، لذا لا يمكن أن تترك إسرائيل في وضع الانتظار مرة أخرى”.

وأضافت: “مبادرة الليلة، على عكس المفاجأة في 7 أكتوبر/تشرين الأول (هجوم حماس المفاجئ)، يمكن أن تغير الوضع الأمني لإسرائيل لسنوات قادمة”.

عملية الخداع

من جهتها، فقد نقلت القناة الإخبارية 13 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي إن “إسرائيل نفذت عملية خداع استمرت أياما قبل الهجوم الوقائي للقوات الجوية على إيران، والتي شملت مكونات إعلامية وسياسية، وبالتالي نجحت في مفاجأة إيران”.

وقالت: “لم يعلم بالهجوم سوى عدد قليل من الشركاء السريين الذين تمكنوا من الحفاظ على السر”.

وأضافت: “في الأيام الأخيرة، عمم مكتب رئيس الوزراء العديد من الإعلانات والإحاطات التي تهدف إلى التأثير على الخطاب الداخلي في إسرائيل وإيران، وعلى غير المعتاد، لم يتم إنكار الاقتباسات الكاذبة من المحادثات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي ترامب، عمدا من قبل مكتب رئيس الوزراء، من أجل إبراز نقاش عام بين إسرائيل والأمريكيين”.

وتابعت: “كان الهدف في إسرائيل هو جعل الرأي العام الإسرائيلي والقيادة الإيرانية يعتقدون أنه لن يكون هناك هجوم على المدى القريب، خوفا من أن أي معلومات يمكن أن تدمر التأثير المفاجئ وتدمر الخطة”.