توظيف واستغلال.. انتهاكات الحوثي تسرق براءة أطفال اليمن

توظيف واستغلال.. انتهاكات الحوثي تسرق براءة أطفال اليمن


في اليوم العالمي لمناهضة عمالة الأطفال، الذي يوافق 12 يونيو من كل عام، تتجدد معاناة الطفولة اليمنية في ظل واقع مأساوي فرضته سنوات الحرب والانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق الأطفال.

مع استمرار النزاع المسلح منذ أكثر من عقد، باتت الطفولة في اليمن مرادفًا للفقر، والنزوح، والاستغلال. وتدفع الظروف الاقتصادية القاسية كثيرًا من الأسر إلى إرسال أطفالها إلى سوق العمل، بينما تستغل المليشيات الحوثية هذه الأوضاع لتجنيدهم قسرًا والزجّ بهم في جبهات القتال.

وتصف منى البان، مديرة وحدة حماية الأطفال العاملين بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليمنية، المشهد بـ”الصورة القاتمة”، مؤكدة أن واقع الطفولة يتدهور عامًا بعد عام، مشيرة إلى أن انهيار المنظومة التعليمية وانقطاع رواتب المعلمين ساهم في إخراج ملايين الأطفال من المدارس، ودفعهم إلى الشارع أو ميادين الحرب.

“المراكز الصيفية”.. مصانع تفخيخ العقول

وتقول الحقوقية والإعلامية اليمنية أمة الرحمن العفوري، في تصريحات خاصة لـ”العين الإخبارية”، إن مليشيات الحوثي تُعد الطرف الأبرز في استغلال الأطفال، مشيرة إلى أن “المراكز الصيفية” التابعة للحوثيين تحولت إلى أدوات لتلقين الأطفال أيديولوجيا متطرفة، حيث يُدرّبون على القتال بدلًا من تلقي التعليم.

وأضافت: “يُجبر الأطفال في مناطق الحوثيين على ترك المدارس والالتحاق بأعمال قاسية، من التسول إلى جمع القمامة والبيع في الأسواق، وسط تجاهل مقلق من الجهات المحلية والدولية المعنية بحمايتهم”.

أرقام صادمة

تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1.4 مليون طفل يمني منخرطون في سوق العمل، وأن نحو 34% من الأطفال بين 5 و17 عامًا يؤدون أعمالًا شاقة، تشمل الزراعة والبناء والعمل في الورش والصيد.

أما على صعيد التجنيد، فقد وثّق فريق الخبراء الأمميين أكثر من 4,000 حالة تجنيد لأطفال من قِبل مليشيات الحوثي بين عامي 2015 و2023، مع تأكيدات بأن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير نظرًا لصعوبة الوصول والتوثيق.

دعوات لتحرك دولي

ودعت منى البان إلى ضرورة تجاوز الشعارات الرمزية في هذا اليوم العالمي، والتحرك الجاد من أجل استعادة العملية التعليمية، ودعم الأسر الفقيرة، وتطبيق القوانين التي تحمي الأطفال من الاستغلال والانتهاكات.

وختمت بالتأكيد أن أطفال اليمن بحاجة ماسة إلى حماية شاملة تضمن لهم الحق في التعليم والحياة الكريمة، بعيدًا عن سطوة الحرب ومآسي الاستغلال.

 الأطفال في اليمن

الأطفال في اليمن