على الرغم من صرف مليار دولار.. ما أسباب إلغاء برنامج “الرادار الطائر” من قبل البنتاغون؟

على الرغم من صرف مليار دولار.. ما أسباب إلغاء برنامج “الرادار الطائر” من قبل البنتاغون؟


أثار إعلان وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، إلغاء خطط شراء طائرات الإنذار المبكر “إي-7 ويدجتيل”، الشكوك حول القدرة بعيدة المدى للقوات.

وبرر هيغسيث خلال جلسة استماع أمام لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ، الإلغاء بثلاثة أسباب رئيسية: أولها تأخر البرنامج بشكل ملحوظ مع تجاوز التكاليف المخططة، وثانيها وصف الطائرة بأنها “مفرطة التجهيز” وغير قادرة على البقاء في ساحات المعارك الحديثة، مما يقلل من فعاليتها العملياتية.

«إف-20 تايغر شارك».. قصة مقاتلة أسقطها التوقيت والسياسة

أما السبب الثالث فكان التوجه الاستراتيجي نحو حلول بديلة، تتمثل في تعزيز الأنظمة القائمة مثل طائرات “إي-2دي هوك آي” كحل مؤقت، ثم التحول تدريجياً إلى أنظمة المراقبة والاستطلاع الفضائية التي تعد أكثر كفاءة وفاعلية على المدى الطويل.

يأتي هذا القرار في سياق تحديات استراتيجية، أبرزها تدهور قدرات أسطول طائرات الإنذار المبكر الحالي من طراز “إي-3 سينتري”، الذي يعاني من تقادم شديد، وارتفاع تكاليف الصيانة، وانخفاض معدلات الجاهزية إلى مستويات مقلقة.

وقد أقر الجنرال كينيث فيلسباخ في عام 2022 بأن طائرات إي-3 فشلت في توفير ميزة قتالية ضد مقاتلات جيه-20، مما يعكس فجوة كبيرة في القدرات.

كما أشار الخبير أبراهام أبرامز إلى أن المقاتلات الأمريكية، وخصوصاً إف-35، تعتمد بشكل كبير على دعم أنظمة الإنذار المبكر بسبب صغر حجم راداراتها مقارنة بنظيراتها الصينية أو حتى الطائرات الأمريكية الثقيلة مثل إف-15، مما يجعل الحاجة إلى أنظمة إنذار متطورة أمراً ملحاً.

رغم هذه المبررات، يثير قرار الإلغاء جدلاً واسعاً، حيث كانت طائرة “إي-7” مصممة خصيصاً لسد فجوة تقادم إي-3 ولمواجهة الأنظمة الصينية المماثلة.

ويأتي الإلغاء في وقت حرج، مع توسع الصين السريع في أسطول جيه-20 وتقدمها نحو تطوير أول مقاتلة من الجيل السادس في العالم، مما قد يزيد من الفجوة التقنية بين القوتين.

كما يثير القرار تساؤلات حول جدوى الاستثمارات السابقة، إذ أنفقت القوات الجوية الأمريكية أكثر من مليار دولار على تطوير أول طائرتين من طراز إي-7، كان من المقرر تسليمهما بحلول عام 2028.

طائرة الإنذار المبكر إي-7 ويدجتيل

لمواجهة هذه الفجوة، يعتمد البنتاغون حالياً على ترقية الطائرات الحالية مثل “إي-2دي هوك آي” التابعة للبحرية كحل مؤقت، مع تسريع الاستثمار في أنظمة الاستطلاع والمراقبة الفضائية كبديل طويل الأمد، رغم أن هذه الأنظمة لن تكون جاهزة قبل سنوات.

في الوقت نفسه، لا يزال برنامج “إي-7” يحظى بدعم في الكونغرس، حيث اقترحت لجنة الاعتمادات في مجلس النواب تخصيص 500 مليون دولار له في ميزانية 2026، مما يعكس انقساماً في الرؤى بين الفاعلين السياسيين والعسكريين.

وإجمالا، يعكس إلغاء برنامج إي-7 تحولاً جوهرياً في أولويات البنتاغون من الاعتماد على أنظمة جوية تقليدية إلى التركيز على القدرات الفضائية، لكنه يعمق المخاطر المتعلقة بمواجهة تهديدات جوية متطورة، خاصة من الصين، باستخدام أنظمة قديمة أو محدودة المدى لفترة غير محددة.

كما يثير الاعتماد على حلول فضائية غير ناضجة تقنياً قلقاً بشأن جدواها في سيناريوهات الحرب الحديثة، وفق تقارير أمريكية.