بعد هجمات إيران.. واشنطن توجه إنذارًا لبغداد

في خضم توتر إقليمي، أبلغت الولايات المتحدة، الحكومة العراقية، بأنها سترد “مباشرة” على أي استهداف لمصالحها أو قواتها داخل العراق.
جاء ذلك وسط تحذيرات متزايدة من فصائل مسلّحة أعلنت حالة النفير العام، واعتبرت الصمت الحكومي على ما يجري في المنطقة بمثابة “تفريط”.
وكشف مصدر رفيع المستوى لـ”العين الإخبارية” أن “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تسلّم رسالة من القائم بالأعمال الأمريكي ستيفن فاجن، وقائد قوات التحالف الدولي لمحاربة “داعش” الجنرال كيفن ليهي، في لقاء طغت عليه أجواء القلق والتصعيد”.
وبحسب المصدر، فإن الولايات المتحدة تعهّدت بقصف مواقع ومقرات المليشيات المسلحة العراقية المدعومة من طهران، في حال أقدمت على استهداف المصالح الأمريكية أو قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
ووفق المصدر، فإن السوداني “قرّر أن يدعو الإطار الشيعي الحاكم إلى اجتماع طارئ مساء اليوم أو صباح يوم غد السبت في القصر الحكومي بالمنطقة الخضراء، ووضعهم في أجواء هذه الرسالة بحضور ممثل عن ما يسمى بتنسيقية المقاومة العراقية (المليشيات)”.
ووفق بيان رسمي، أبلغ رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، القائمَ بأعمال السفارة الأمريكية ستيفن فاجن، وقائد قوات التحالف الدولي الجنرال كيفن ليهي، “الرفض القاطع لاستخدام أراضي العراق أو مجاله الجوي في تنفيذ أو تسهيل أي أعمال عدوانية ضد أي دولة مجاورة”.
وأكد السوداني أن الهجوم على إيران يمثّل “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتهديداً للأمن الإقليمي والدولي، ونيّة متعمّدة للتصعيد في وقت تُبذل فيه جهود دبلوماسية للتهدئة”.
كما جدّد رفض العراق القاطع لاستخدام أراضيه أو مجاله الجوي لتنفيذ أي أعمال عدوانية ضد الدول المجاورة، مؤكداً أن حكومته ستتخذ الإجراءات القانونية لحماية السيادة الوطنية.
الفصائل تهدد
وفي سياق متصل، اتهمت مليشيات كتائب حزب الله في العراق الولايات المتحدة بفتح الأجواء العراقية أمام الطائرات الإسرائيلية التي نفّذت الهجوم على إيران.
وقالت في بيان لها إن القوات الأمريكية في العراق مهّدت الطريق للهجوم الإسرائيلي على إيران، “عبر فتح الأجواء العراقية، لتكون ممراً آمناً لسلاح الجو الإسرائيلي ليرتكب جرائمه بحق الجارة إيران”.
وشدّدت على أن “الواجب يقتضي ضبط دور القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي العراقية والمسيطرة على سمائها، وعليه ينبغي على الحكومة إخراج هذه القوات العدائية بشكل عاجل من البلاد، تجنّباً لمزيد من الحروب في المنطقة، ودرءاً لسفك دماء شعوبها”.
وفي سياق متصل، دعت مليشيات عصائب أهل الحق، المشاركة بالحكومة العراقية والتي يتزعمها قيس الخزعلي، إلى “الاستعداد والجهوزية لنصرة الحق وأهله”، على خلفية الهجمات الإسرائيلية على إيران.
كما أكّدت أن الهجمات الإسرائيلية “لن تمرّ دون عقابٍ صارمٍ وحازم”، مجددة دعوتها للمسؤولين في الحكومة العراقية لـ”اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمنع اختراق” إسرائيل لأجواء العراق.
وفي السياق، أبلغ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي نظيره العراقي فؤاد حسين، في اتصال هاتفي، بأن الطيران الإسرائيلي “اخترق الأجواء العراقية”، فيما أكّد فؤاد حسين أن العراق “قد تقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي بشأن هذا الانتهاك”.
أمريكا: لم نشارك
في المقابل، نفى القائم بالأعمال الأمريكي وقائد قوات التحالف أي مشاركة أمريكية في الهجوم على إيران، مؤكدَين التزام بلادهم باتفاقية الإطار الاستراتيجي، وعدم رغبتهم في زجّ العراق في أي صراع إقليمي.
وكان رئيس الوزراء العراقي قد أصدر إنذار (ج) إلى جميع القوات العراقية بكافة صنوفها في ظل التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران.
كما أغلقت السلطات المنطقة الخضراء وسط بغداد المحصّنة، والتي تضم السفارة الأمريكية.
واستهدف الهجوم الإسرائيلي، فجر الجمعة، مواقع عسكرية وحيوية داخل إيران، من بينها منشأة نطنز النووية، ما أدى إلى مقتل عدد من القادة والعلماء.