4 أنظمة دفاع جوي ومساندة أمريكية: كيف تحمي إسرائيل نفسها من الصواريخ الإيرانية.

تم تحديثه السبت 2025/6/14 03:57 ص بتوقيت أبوظبي
بعد موجات من الضربات الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية وقادتها العسكريين، أطلقت طهران عشرات الصواريخ، الجمعة، وأصابت عدة مواقع في إسرائيل.
عشرات الهجمات كانت بمثابة اختبار «للدفاعات الجوية الإسرائيلية المتطورة ومتعددة الطبقات والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات»، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، التي أشارت إلى أن تل أبيب كانت «مستعدة منذ فترة طويلة لهجوم واسع النطاق بالصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية».
وقال جو تروزمان، المحلل البارز في مجلة «لونغ وور جورنال» التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: «إن إحدى أكثر التكتيكات فعالية لإلحاق أقصى قدر من الضرر بالجبهة الداخلية الإسرائيلية تتمثل في إغراق أنظمة الدفاع الجوي لديها».
وأضاف أن إسرائيل لن يكون لديها «سوى فرصة قصيرة لاكتشاف هذا التهديد الوشيك وتقييمه والرد عليه».
فما هي أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية؟
تشمل أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية ما يلي:
القبة الحديدية:
نظام الدفاع الجوي الأكثر شهرة في إسرائيل يطلق صواريخ اعتراضية لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى.
مقلاع داوود:
هذا السلاح الثابت قادر على إسقاط الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز قصيرة ومتوسطة المدى.
يبلغ مداه حوالي 185 ميلاً.
مثل القبة الحديدية، فهو سلاح “يصيب الأهداف ويدمرها” عن طريق التحليق نحوها.
أرو ٢ و٣:
تُطلق هذه القاذفات الأرضية المتحركة رؤوسًا حربية متشظية مُحمّلة بالمتفجرات تنفجر بالقرب من الصواريخ المُستهدفة.
يُمكن لصاروخ أرو 2 اعتراض أهداف عالية في الغلاف الجوي، على ارتفاع حوالي 50 كيلومترًا ومدى حوالي 60 كيلومترًا.
أما صاروخ أرو 3، فيمكنه اختراق الغلاف الجوي إلى الفضاء، بمدى يصل إلى 1500 كيلومتر.
وهو أحد أكثر أنظمة الدفاع الإسرائيلية تطورًا.
الشعاع الحديدي:
طُوِّر هذا الليزر عالي القدرة لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للدبابات.
استُخدم لأول مرة في الميدان بعد هجوم حماس عام 2023 على جنوب إسرائيل، والذي أشعل فتيل حربين في غزة ولبنان.
ما أكبر التهديدات التي تواجه دفاعات إسرائيل؟
أحد أخطر التهديدات التي تُشكّلها إيران يأتي من صواريخها الباليستية الثقيلة، التي تحلق على حافة الفضاء بسرعة تفوق سرعة الصوت بأضعاف. ويمكنها عبور المسافة الفاصلة بين إيران وإسرائيل، والتي تبلغ حوالي 1000 ميل، في دقائق معدودة.
وبحسب «نيويورك تايمز»، فإن الأنظمة المضادة للصواريخ مثل “حيتس 3″، والتي لديها إمدادات محدودة من الصواريخ الاعتراضية الباهظة الثمن، لا تحقق دائماً أهدافها الصاروخية الباليستية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلص محللون في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري، كاليفورنيا، إلى أن إسرائيل قد استنفدت صواريخها الاعتراضية، بعد سقوط نحو 30 صاروخًا باليستيًا إيرانيًا بالقرب من قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل دون أن يُلحق بها أذى.
وفي الشهر الماضي، أفلت صاروخ حوثي أُطلق من اليمن من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية ليضرب قرب مطار بن غوريون في تل أبيب.
وقال توم كاراكو، خبير الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن إنتاج ما يكفي من الصواريخ الاعتراضية للحفاظ على مخزونها بشكل موثوق قد يستغرق سنوات، وقد «كانت إسرائيل تستهلكها».
وستواجه إسرائيل مشكلة أخرى تتمثل في تتبع وتدمير الطائرات المسيرة، التي تحلق على ارتفاع منخفض وبطيء، مما يجعل اكتشافها أصعب بكثير.
وفي الماضي، سارعت إسرائيل إلى إرسال طائرات مقاتلة لإسقاط طائرات مسيرة خارج حدودها؛ وفي حال فشلها، استخدمت القوات الإسرائيلية نظام القبة الحديدية، وهو الأكثر فعالية ضد الصواريخ قصيرة المدى.
ماذا عن حلفاء إسرائيل؟
وتساعد الولايات المتحدة أيضًا في الدفاع عن سماء إسرائيل.
بعد أيام من إطلاق إيران وابلًا من حوالي 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول، أرسلت الولايات المتحدة نظام الدفاع الجوي الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد) لتعزيز الدفاعات الإسرائيلية.
وثاد هو نظام اعتراضي أرض-جو متحرك مصمم لإسقاط الصواريخ الباليستية القادمة، والتي يمكن لراداره رصدها من مسافة تزيد عن 1800 ميل. يستطيع ثاد ضرب الأهداف القادمة داخل الغلاف الجوي للأرض وفوقه.
وقال يهوشوا كاليسكي، الخبير في التكنولوجيا العسكرية في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن إدارة ترامب أرسلت إلى إسرائيل بطارية ثانية من نظام ثاد في وقت سابق من هذا الربيع.
في غضون ذلك، أرسلت البحرية الأمريكية حاملة الطائرات كارل فينسون إلى بحر العرب؛ وعلى متنها أكثر من 60 طائرة، بما في ذلك مقاتلات الشبح المتطورة من طراز إف-35.
كما يحتفظ الجيش الأمريكي بعشرات الطائرات الهجومية والمقاتلة المنتشرة في الشرق الأوسط، والتي استُخدمت على نطاق واسع للدفاع عن إسرائيل من الضربات الإيرانية العام الماضي.