مفاعل بوشهر: القدرة النووية التي تمنع الهجمات الإسرائيلية

مفاعل بوشهر: القدرة النووية التي تمنع الهجمات الإسرائيلية

تم تحديثه السبت 2025/6/14 07:40 ص بتوقيت أبوظبي


مع توجيه إسرائيل ضربات لمواقع نووية إيرانية، سرت في أوصال المجتمع الدولي مخاوف إزاء نتائج تلك الهجمات، وسط قلق من أن تنكأ ذكريات تشيرنوبيل وفوكوشيما.

وبحسب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي، فإن طائرات مقاتلة إسرائيلية، استهدفت مجمع التخصيب في نطنز، مما ألحق أضراراً جسيمة لكنها تركت قراءات الإشعاع والمواد الكيميائية «دون تغيير».

ولا تحتوي محطة تخصيب مثل نطنز على نواة نشطة؛ بل تعمل آلاف أجهزة الطرد المركزي على تدوير غاز سادس فلوريد اليورانيوم لرفع تركيز اليورانيوم-٢٣٥ الانشطاري.

هجوم أثار مخاوف من أن يلحقه آخر يضرب مفاعل بوشهر الذي يزود شبكة الكهرباء الإيرانية بالكهرباء، إلا أن تل أبيب امتنعت -حتى الآن- عن استهدافه.

فما الأسباب؟

تقول صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، إن توجيه ضربة إلى مفاعل نووي حي قد يؤدي إلى تسرب إشعاعي قادر على تعريض السكان المدنيين للخطر على بعد مئات الكيلومترات، اعتمادًا على شدة الاختراق.

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة أن إسرائيل لم تضرب مفاعل بوشهر الذي يزود شبكة الكهرباء الإيرانية بالكهرباء، والذي قد ينتج البلوتونيوم اللازم لصنع قنبلة إذا ما توافرت له الإعدادات الصحيحة لإعادة المعالجة.

ما الذي «يحصن» بوشهر؟

تقول الصحيفة الإسرائيلية، إنه في الحالتين السابقتين اللتين دمرت فيهما إسرائيل مفاعل أوزيراك قرب بغداد عام 1981 ومفاعل الكبر السوري عام 2007، هاجمت القوات الجوية الإسرائيلية المفاعلين قبل اكتمال بناء الدروع الخرسانية وقبل بدء أي تفاعل انشطاري مستدام، وهو ما يختلف مع مفاعل بوشهر.

وأوضح الدكتور إيال بينكو، ضابط استخبارات سابق في البحرية الإسرائيلية وباحث حاليًا في مركز بيغن-السادات بجامعة بار إيلان، أن «تدوير الغاز في أجهزة الطرد المركزي يرفع مستوى التخصيب من خلال الفيزياء وحدها».

وأضاف: «داخل المفاعل، يرتفع مستوى التخصيب من خلال تفاعل تسلسلي ذاتي الاستدامة. ويُنذر ضرب المفاعل بانشطار نووي غير مُتحكم فيه، وفي ظل ظروف معينة، حتى بحصول انفجار نووي. لذا، يُعد المفاعل هدفًا أكثر حساسية للبيئة».

وأشار بينكو إلى أن ضرب محطة بوشهر قد يزيد من المخاوف الإقليمية بشأن أي إطلاق نار خاطئ.

وأضاف بينكو أن إيران لا تزال تحتفظ بأكثر من اثني عشر موقعًا مرتبطًا بالأسلحة النووية، من مفاعلات مرورا بمنشآت تخصيب إلى ورش تطوير رؤوس حربية.

وأشار إلى أن مجمع فوردو تحت الأرض مدفون على عمق كافٍ لدرجة أنه حتى في حال تدمير أجهزة الطرد المركزي فيه، فإن «التداعيات البيئية ستبقى محلية».

وفي الوقت الحالي، تُصرّح الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم رصد أي شذوذ إشعاعي أو كيميائي حول نطنز، وأن بوشهر لا تزال سليمة. ومع ذلك، لا يزال الدبلوماسيون وأسواق الطاقة على حد سواء متوترين: فضربة مباشرة لمفاعل ساخن ستُعمم الأزمة على الفور.

هجمات سابقة:

وسبق أن كانت نطنز هدفًا لإسرائيل؛ ففي عام 2011، أفسد فيروس ستوكسنت الحاسوبي – الذي يُعزى إلى تعاون أمريكي إسرائيلي – وحدات التحكم في سيمنز ودمر ما يقرب من ألف جهاز طرد مركزي.

كما أدى انفجار وقع عام 2020، وعزته طهران إلى تخريب إلكتروني، وانقطاع شديد للتيار الكهربائي عام 2021إلى إبطاء العمليات. ويبدو أن غارة يوم الجمعة قد أصابت قاعات التخصيب وأنظمة الطاقة المساعدة.