جريمة تثير القلق في فرنسا.. بسبب عملات رقمية بقيمة 200 ألف يورو

هزت جريمة مروعة المجتمع الفرنسي بعد مقتل شاب على يد 3 متهمين بسبب العملات المشفرة.
في واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت بدافع الجشع في عصر العملات الرقمية، قضت محكمة الجنايات في مدينة فوزول الفرنسية، يوم الجمعة، بسجن ثلاثة رجال لفترات تتراوح بين 25 و30 عاماً، بعد إدانتهم بقتل طالب شاب في علوم الحاسوب من أجل الاستيلاء على ما يملكه من عملات مشفرة، قُدّرت بنحو 200 ألف يورو.
ارتفاع حصيلة تحطم الطائرة الهندية إلى 279 قتيل
المتهم الرئيسي، ميكائيل كالابريز (36 عاماً)، صديق الضحية سيمون أرتوي، حُكم عليه بالسجن 30 عاماً مع إلزامية قضاء ثلثي المدة على الأقل. أما شريكاه ديلان هوغين (26 عاماً) وبنجامين أردوان (22 عاماً)، فقد صدرت بحقهما أحكام بالسجن 25 عاماً لكل منهما.
الجريمة، التي وقعت في ليلة 17 إلى 18 أغسطس/أب 2021 ببلدة بلانشيه-با في منطقة هوت-سون، بدأت بعد أن قرر سيمون إنهاء صداقته بميكائيل، الأمر الذي لم يتقبله الأخير، فبدأ منذ مايو/أيار 2021 في التخطيط لقتل الشاب بمساعدة شركائه، طمعاً بثروته الرقمية، بحسب محطة “تي.في 5 موند” الفرنسية.
تفاصيل الجريمة: مخدر و46 طعنة وغرق حيًّا
وعثرت الشرطة الفرنسية على جثة الضحية غارقة في بركة ماء، وقد تبيّن أنه تعرض للتخدير قبل قتله، وطُعن 46 مرة في العنق وأعلى الجسم، ثم أُلقي في الماء بينما كان لا يزال يحتضر، واعترف المتهمون الثلاثة بالتخطيط للجريمة، لكنهم أنكروا تنفيذ عملية الطعن بأنفسهم، موجّهين الاتهامات لبعضهم البعض.
عائلة الضحية: “خسارة لا تُحتمل”
وقال جاك سيكلوكي، محامي عائلة سيمون، خلال الجلسة: “الصدمة كانت مدمّرة لوالدي الضحية حين أدركا أنهما لن يرياه مجددًا”.
وأضاف: “كان شاباً في الـ19 من عمره، أمامه حياة كاملة، وكان في طريقه لبناء مستقبل واعد”.
كما وصف سيمون بأنه: “طفل حساس، فضولي، محبوب، وكان شاباً ناضجاً، اجتماعياً، يحمل قيماً إنسانية كبيرة”.
ندم متأخر وشعور بالذنب
في كلمته الأخيرة أمام المحكمة، قال بنجامين أردوان: “نستحق العقوبة على ما فعلناه، وأشعر بندم عميق لمشاركتي في شيء بهذه البشاعة”.
وقد صرحت محاميته، جوزيه مارتينيز، أن موكلها كان يبلغ 18 عاماً فقط عند ارتكاب الجريمة، وأنه لن يستأنف الحكم حرصاً على عدم تعريض عائلة الضحية لمحاكمة جديدة.
خلافات واستئناف محتمل
وبينما لم يتم الإعلان بعد ما إذا كان ميكائيل كالابريز سيستأنف الحكم، فإن محاميه إتيان غارنيغون أشار إلى أن موكله “تلقى الحكم بصدمة” وأنه “يحتاج وقتاً للتفهم”.
في المقابل، صرّح محامي ديلان هوغين بأنه لا يعتقد أن موكله ينوي الاستئناف.
النيابة العامة كانت قد طالبت في مرافعتها بالحكم بالسجن المؤبد مع إلزامية قضاء ثلثي المدة بحق ميكائيل كالابريز، باعتباره العقل المدبر للجريمة.
قضية تتجاوز حدود الجريمة الفردية
تأتي هذه الجريمة البشعة في وقت تشهد فيه فرنسا ارتفاعاً في محاولات اختطاف وابتزاز المستثمرين في العملات الرقمية، وسط شبهات بوجود شبكات منظمة تستهدف الأفراد الناشطين في هذا المجال.
شقيقه التوأم مدان أيضًا
حتى شقيق ميكائيل التوأم، جوناثان كالابريز، لم يكن بمنأى عن القضية، إذ حُكم عليه بالسجن 5 سنوات بتهمة عدم منعه الجريمة، رغم تأكيده أنه لم يكن يعلم بخطة القتل.