نبات «ميكونيا» الغازي: خطر أخضر يهدد الأنظمة البيئية في جزر الكاريبي

نبات «ميكونيا» الغازي: خطر أخضر يهدد الأنظمة البيئية في جزر الكاريبي

تم تحديثه السبت 2025/6/14 06:23 م بتوقيت أبوظبي


عاودت نبتة ميكونيا كالفسينس الملقّبة بالطاعون الأرجواني أو السرطان الأخضر والتي تهدّد النظم البيئية للجزر، الظهور في غوادلوب، بعد 4 سنوات من اكتشاف أوّلي لهذا النبات الغازي في الجزيرة الفرنسية الواقعة في البحر الكاريبي.

في مرتفعات باييف (جنوب غرب غوادلوب)، يشقّ أحد عناصر الهيئة الوطنية للغابات (ONF) طريقه وسط غابة كثيفة وموحلة ووعرة، وهو يمسك ساطوراً في يده. يراقب الأرض وأسفل الأشجار بدقة، بحثاً عن نبتة يُخشى انتشارها.

يقول رونو إيرار، أحد العناصر الـ50 الذين يتعقبون منذ عام 2020 هذا النوع من النبات “نبحث عن البراعم الصغيرة لنبات ميكونيا كالفيسينس الذي يُميَّز بسهولة عن طريق أوراقه ذات اللون الأخضر الداكن، واللون البنفسجي مع خطوط بيضاء على الجانب السفلي”.

خلال فترة الحجر الصحي المرتبطة بجائحة كوفيد-19 عام 2020، رصد عنصر يعمل في المتنزه الوطني النبتة للمرة الأولى في غوادلوب.

يقول ماتيو فيلمان، رئيس قسم التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة في الهيئة الوطنية للغابات (ONF) “إنه نبات سريع الانتشار”، مضيفا “يُنتج ملايين البذور، بمعدل إنبات يقارب 90%. ينمو تحت الغطاء النباتي ويمنع نموّ نباتات أخرى. وعندما ينمو، تحجب أوراقه الكبيرة الضوء عن النباتات”.

ويضيف “إن ورقة على الأرض تُعيد نمو الميكونيا”، قبل أن يُلخّص هذا النوع في جملة واحدة “إنه نباتٌ مُرعب”.

بمجرد اكتشافه، تنظم عملية للقضاء عليه. وبحسب وثيقة للهيئة الوطنية للغابات، “يتم استدعاء أربعة إلى خمسة موظفين ليجروا عملية مسح على ثلاثة أسابيع، وأربعة إلى ستة آخرين لإجراء مهمة الاقتلاع على مدى 27 يوماً”.

تم القضاء على أكثر من أربعة آلاف نبتة، معظمها نبتات صغيرة لا يتجاوز ارتفاعها 50 سنتيمتراً. ومُذاك، يتم فحص المنطقة والمناطق المحيطة بها سنويا. ويقول فيلمان “في العام 2022، اقتلعنا في منطقة التفشي 1364 نبتة. وفي عام 2024، 869 نبتة. العدد يتناقص، لكننا لا نستطيع تخفيف الضغط”.

«تخصيب المحيطات».. الوجه الطيب لحرائق الغاباتترامب يلغي برنامج كاليفورنيا للسيارات الكهربائية.. إنقاذ للصناعة أم نكسة بيئية؟

مكافحة يدوية

تُجرَى عملية القضاء على النبات يدويا حصرا، استنادا إلى بروتوكول صارم يقوم على الاقتلاع والعزل والتخزين ومن ثم الحرق. يقول رونو إيرار “في نهاية العملية، نشطف أحذيتنا بماء البحر لتجنّب انتشار البذور”.

يقول داني ليبورن من هيئة البيئة والتخطيط والإسكان في غوادلوب: “في العام 2020، بلغت تكلفة العملية 170 ألف يورو” (196 ألف دولار). وبلغت الكلفة الإجمالية حوالي 550 ألف يورو (636 ألف دولار) على مدى السنوات الخمس الفائتة.

تشكل هذه النبتة خطراً على غوادلوب خصوصاً، فبحسب مارك غايو مدير المحمية النباتية الوطنية في الأرخبيل “تمثل النباتات المحلية في غوادلوب نحو 7% من التنوع البيولوجي الوطني، إذ أن أنواع الأشجار الموجودة فيها تفوق بثلاث مرات ما هو موجود في فرنسا”.

ولهذا السبب، يُثير اكتشاف تفشي ثانٍ للنبتة في غوربيير على بُعد بضع كيلومترات جنوباً، قلقاً كبيراً، خصوصا وأنّ الميزانيات المخصصة لمكافحة المرض والتي شهدت تراجعاً في السنوات الأخيرة، باتت تهدد استمرارية العمليات.

لم ينسَ العلماء سابقة تاهيتي حيث غزت ميكونيا كالفسينس أكثر من 70% من جزيرة بولينيزيا الفرنسية، مُدمّرةً التنوع البيولوجي المحلي، على الرغم من إدخال نوع من الفطر لإبطاء نموها.

تُؤكد رئيسة هيئة المتنزهات الوطنية مايتينا جان صعوبة تطبيق هذه الطريقة على غوادلوب. وتقول “لدينا أربعة أنواع متوطنة من ميكونيا. سيتعين علينا مكافحتها مجددا، بأيدينا فقط”.

aXA6IDE1NC43My4yNTAuNjYg