«عدسة صناعية» ترى كالعين البشرية.. ابتكار ياباني يغير قواعد الذكاء الاصطناعي

«عدسة صناعية» ترى كالعين البشرية.. ابتكار ياباني يغير قواعد الذكاء الاصطناعي

تم تحديثه السبت 2025/6/14 09:08 م بتوقيت أبوظبي


في قفزة علمية واعدة قد تُعيد تشكيل مستقبل الرؤية الآلية، طوّر فريق من الباحثين في اليابان جهازاً إلكترونياً فريداً يُحاكي طريقة عمل العين البشرية في التعرّف على الألوان بدقة مذهلة.

ويعتمد الجهاز على على مشبك صناعي ذاتي التشغيل يستغني عن الحاجة إلى أي مصدر طاقة خارجي.

وبحسب ما نشره موقع Scientific Reports في 12 مايو/أيار 2025، نجح فريق بقيادة الدكتور تاكاشي إيكونو من قسم هندسة الأنظمة الإلكترونية بجامعة طوكيو للعلوم Tokyo University of Science (TUS)، في تصميم مشبك عصبي اصطناعي (Artificial Synapse) قادر على التمييز بين الألوان بدقة تصل إلى 10 نانومتر، وهي دقة تقترب من تلك التي تتمتع بها العين البشرية.

رؤية بيولوجية… داخل آلة

ويعتمد الجهاز الجديد على مبدأ “الحوسبة العصبية” Neuromorphic Computing، وهي تقنية تحاكي طريقة عمل الجهاز العصبي البشري، بهدف معالجة الإشارات البصرية بكفاءة أعلى وباستهلاك طاقة أقل. 

huawei pura 80.. سعر ومواصفات هاتف هواوي الجديد (صور)
تحديث لعبة دريم ليج سوكر 2025.. تجربة كروية أكثر واقعية وتشويقًا

ويكمن التحدي الأكبر أمام أنظمة الرؤية الاصطناعية الحالية في حاجتها المفرطة للطاقة وقدرتها المحدودة على تمييز التفاصيل الدقيقة، مما يعيق دمجها في الأجهزة الذكية الصغيرة كالمركبات ذاتية القيادة أو الهواتف الذكية.

لكن الابتكار الياباني يعالج هذا القيد بذكاء، إذ قام الباحثون بدمج نوعين مختلفين من الخلايا الشمسية الحساسة للأصباغ داخل المشبك الصناعي، بحيث تتفاعل كل خلية مع أطوال موجية محددة من الضوء، ما يتيح للجهاز التعرّف بدقة على الألوان المختلفة دون الحاجة إلى طاقة كهربائية خارجية.

من تقليد الدماغ.. إلى فهم الحركة

وللتأكد من كفاءة الجهاز في الظروف التطبيقية، اختبره الفريق البحثي ضمن نموذج يسمى Physical Reservoir Computing، وهو إطار مستوحى من طريقة الدماغ في معالجة الأنماط المعقدة. 

وخلال التجربة، قاموا بتحليل حركات بشرية مثل المشي أو رفع اليد، باستخدام ثلاثة ألوان رئيسية (أحمر، أخضر، أزرق) تمثل مختلف خصائص الحركة، مثل الاتجاه أو السرعة.

واستطاع الجهاز تمييز 18 نوعًا مختلفًا من الحركات بدقة وصلت إلى 82%، دون أي تدخل طاقة خارجي، مما يدل على قدرة فريدة في تحليل المعلومات البصرية بشكل ذاتي، وبدقة شبه بشرية.

بداية جيل جديد من الأجهزة الذكية

هذا الإنجاز لا يقتصر على المختبرات، بل يحمل إمكانيات تطبيقية هائلة، فبفضل دقته العالية في تمييز الألوان واستهلاكه المنخفض للطاقة، يُعد الجهاز مثاليًا للدمج في أجهزة الحوسبة الطرفية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل:

– المركبات ذاتية القيادة: لرصد الإشارات والعلامات بدقة عالية، حتى في ظروف الإضاءة المعقدة.

– الأجهزة القابلة للارتداء: لمراقبة المؤشرات الحيوية مثل مستوى الأوكسجين في الدم من دون استنزاف البطارية.

– الإلكترونيات الاستهلاكية: مثل الهواتف الذكية أو نظارات الواقع المعزز التي تحتاج لرؤية دقيقة مع عمر بطارية طويل.

خطوة نحو ذكاء “يرى” كالبشر

وقال الدكتور Takashi Ikuno في تصريحه ضمن الدراسة المنشورة: “نعتقد أن هذا الابتكار سيساهم في تطوير أنظمة رؤية منخفضة الطاقة، تمتلك قدرة تمييز لوني قريبة جدًا من العين البشرية. هذه التقنية قد تُحدث تغييرًا جذريًا في مجالات مثل الحساسات البصرية، والمركبات الذاتية، والتجهيزات الطبية الذكية، بل وحتى الأجهزة المحمولة”.