انتقال من iOS 18 إلى iOS 26: ما السبب وراء تخطي أبل للأرقام؟

انتقال من iOS 18 إلى iOS 26: ما السبب وراء تخطي أبل للأرقام؟

تم تحديثه السبت 2025/6/14 11:08 م بتوقيت أبوظبي


في مفاجأة أربكت المتابعين، أعلنت شركة أبل خلال مؤتمر المطورين السنوي WWDC 2025 عن نظام التشغيل الجديد لهواتف آيفون تحت اسم iOS 26، متجاوزة الرقم التسلسلي المتوقع وهو iOS 19.

هذا القرار أثار موجة تساؤلات واسعة، هل هو مجرد اختيار تسويقي لافت؟ أم أن النظام الجديد يحمل بالفعل ما يبرر هذه القفزة الجذرية؟

«OpenAI» تطلق العنان للذكاء الاصطناعي.. قلادات ذكية وروبوتات تفاعلية
أبل تتيح الترجمة الفورية عبر Apple Intelligence.. غوغل تسبق بخطوة (صور)

ووفقًا لما أورده موقع The Verge، فإن أبل اعتمدت الرقم 26 لتوحيد أرقام الإصدارات بين أنظمتها المختلفة: iOS، iPadOS، macOS وwatchOS، ضمن استراتيجية جديدة تهدف إلى تحقيق تكامل بصري ووظيفي أكبر بين أجهزتها.

iOS 18.. بداية رحلة الذكاء الاصطناعي

حين أطلقت أبل نظام iOS 18 في سبتمبر/أيلول 2024، ركزت الشركة بشكل واضح على تقديم باقة أولية من مزايا الذكاء الاصطناعي عبر منصة جديدة تحت اسم Apple Intelligence. 

ومن خلالها أُتيح للمستخدمين توليد نصوص بشكل ذكي، وتحرير الرسائل والبريد الإلكتروني، بالإضافة إلى ميزة “الذكاء البصري” التي مكّنت كاميرا الهاتف من التعرّف على محتوى الصور وتحليلها للحصول على معلومات إضافية.

لكن هذه المزايا كانت محدودة من حيث التوفر، إذ اقتصرت فقط على طرازات iPhone 15 Pro وiPhone 16، ما أثار انتقادات من شريحة واسعة من المستخدمين بسبب تقييدهم من الاستفادة من خصائص الذكاء الاصطناعي.

وفي جانب التصميم، أتاح iOS 18 للمستخدمين حرية أكبر في تخصيص الشاشة الرئيسية، سواء من خلال تحريك رموز التطبيقات بحرية، أو تعديل ألوانها، أو إعادة تنظيم مركز التحكم. كما قدمت أبل تحديثات مهمة في خصوصية التطبيقات، شملت القدرة على قفل التطبيقات أو إخفائها، وتحديد جهات الاتصال المسموح للتطبيقات بالوصول إليها.

ورغم هذه التحسينات، لم يحقق النظام قفزة نوعية في تجربة المستخدم اليومية، لا سيما بعد الانتقادات التي وُجهت إلى الواجهة الجديدة لتطبيق الصور، والتي اعتبرها البعض معقّدة وغير عملية مقارنة بالإصدارات السابقة.

iOS 26.. واجهة مستقبلية ومزايا أقرب للخيال

مع نظام iOS 26، قررت أبل أن تفتح صفحة جديدة كليًا في تجربة استخدام الآيفون. 

أول ما يلفت الانتباه في النظام هو التصميم الجديد كليًا، والذي يحمل اسم Liquid Glass. 

وتعتمد هذه اللغة البصرية على تأثيرات زجاجية شفافة تجعل القوائم والأدوات تبدو وكأنها تطفو فوق الخلفيات، مع تأثيرات حركية تتفاعل مع الإشعارات واللمس والضوء.

ويتميز هذا التصميم بذكاء بصري مذهل، مثل تعديل موضع ساعة قفل الشاشة تلقائيًا لتجنّب تغطية العناصر البارزة في الخلفية، ما يجعل كل شاشة قفل تبدو وكأنها مصممة خصيصًا لكل مستخدم.

تجربة استخدام مبسّطة في التطبيقات اليومية

وأدخلت أبل تعديلات كبيرة على تطبيق الكاميرا، جعلته أكثر بساطة، إذ ألغت التمرير المرهق بين عشرات الأوضاع، وأبقت على الوضع الافتراضي المزدوج لالتقاط الصور وتسجيل الفيديو، مع إمكانية الوصول إلى أوضاع التصوير الأخرى من خلال التمرير الأفقي.

كما حصل تطبيق الصور على واجهة أكثر ذكاء، تتيح تصنيف الصور ضمن تبويبات قابلة للتثبيت، لتسريع الوصول إليها، إلى جانب تعزيز إمكانيات البحث والفرز.

وفي تطبيق الهاتف، أضافت آبل مزايا نوعية جعلته أكثر ذكاء وفعالية، من أبرزها ميزة تصفية المكالمات (Call Screening)، والتي تسمح للمساعد الذكي بالرد تلقائيًا على الأرقام المجهولة، والتعرف على هوية المتصل وعرض ملخص سريع للمستخدم ليقرر الرد أو التجاهل.

كما أضافت خاصية Hold Assist التي تُمكّن المساعد من الانتظار نيابة عنك في المكالمات الطويلة أو عند وضعك على الخط، ثم تنبيهك عند عودة الطرف الآخر.

الرسائل تتحول إلى مساحة تفاعلية

وفي نظام iOS 26، تحوّل تطبيق الرسائل إلى منصة أكثر تفاعلية، حيث أصبح بإمكان المستخدمين إنشاء استطلاعات رأي داخل المحادثات، وتخصيص خلفيات الدردشة الجماعية، كما أضيفت ميزة دمج الرموز التعبيرية لإنشاء تعبيرات جديدة تمامًا.

ويقوم الذكاء الاصطناعي تلقائيًا بفرز الرسائل المزعجة أو غير المرغوب فيها داخل قسم مستقل، بينما يمكن للمستخدم من خلال أداة Image Playground إنشاء رموز Memoji جديدة بتعابير وأوضاع مخصصة.

ترجمة فورية.. بلا تطبيقات خارجية

ومن أبرز ما قدمه iOS 26 هو ميزة الترجمة الفورية، والتي أصبحت مدمجة مباشرة داخل النظام، دون الحاجة إلى تطبيقات خارجية. 

ويمكن ترجمة المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، وحتى مكالمات فيس تايم، سواء صوتيًا أو كتابيًا، مما يفتح الباب أمام تواصل سلس بين المستخدمين بمختلف اللغات.

ووفقًا لتقرير نشره موقع MacRumors، فإن الترجمة تظهر في مكالمات فيس تايم على هيئة تعليق مباشر على الشاشة، بينما يتم تحويل الكلام إلى صوت مترجم في المكالمات الهاتفية، لتبدو المحادثة وكأن الطرفين يتحدثان لغة واحدة.

الذكاء البصري يتخطى الكاميرا

وفي تطور كبير عن iOS 18، أصبح الذكاء البصري في iOS 26 قادرًا على تحليل محتوى الشاشة بالكامل، وليس فقط ما تراه الكاميرا. 

وعلى سبيل المثال، عند التقاط لقطة شاشة لمنشور إنستغرام أو متجر إلكتروني، يستطيع النظام التعرف على المنتجات المعروضة، وتحديد مصادر شرائها، بل واستخلاص التواريخ أو الأحداث الموجودة داخل الصورة لإضافتها مباشرة إلى تطبيق التقويم.

مزايا إضافية تعزز التكامل اليومي

لم تنسَ أبل دعم تطبيقات أخرى بمزايا ذكية، حيث حصلت خرائط عملاق التكنولوجيا الأمريكية على إمكانية اقتراح مسارات بديلة تلقائيًا للرحلات المتكررة، كما سمحت محفظة آبل بإضافة هوية رقمية وجواز سفر إلكتروني داخل الولايات المتحدة للرحلات المحلية.

وتمت إعادة تصميم تطبيق Apple Music ليصبح أكثر تفاعلية وسلاسة، خاصة في عرض قوائم التشغيل والاقتراحات الذكية.

أما CarPlay، فقد أصبح أكثر تكاملًا مع السيارة، حيث أضيفت أدوات جديدة للتحكم في المكيف (حسب نوع السيارة)، إلى جانب عناصر واجهة تعرض بيانات مباشرة مثل حالة الطقس والرحلات الجوية، دون التأثير في عرض الخرائط أو الموسيقى.

التحديث إلى iOS 26

يمثل iOS 26 تحولًا حقيقيًا في تجربة استخدام آيفون. فبين التصميم الذكي، والتفاعل البصري، والوظائف المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يكاد يكون النظام الجديد أقرب إلى “إعادة اختراع” لطريقة استخدام الهاتف، وليس مجرد تحديث تقني.

ولكن بعض المزايا، خاصة تلك المتعلقة بـApple Intelligence، ستظل حصرية للأجهزة الأحدث مثل iPhone 16 والإصدارات الأحدث، ما يجعل قرار التحديث مرتبطًا بإمكانات الجهاز المستخدم.

ومع ذلك، فإن البنية البصرية الجديدة، والتكامل بين التطبيقات، وسهولة الاستخدام، تجعل من iOS 26 نقلة حقيقية تستحق التجربة فور توفر التحديث رسميًا في سبتمبر/أيلول 2025.