مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات: 8 نتائج بارزة تعيد التفاؤل للبحار الزرقاء

تم تحديثه الأحد 2025/6/15 11:32 ص بتوقيت أبوظبي

خرج مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات بالعديد من المخرجات المهمة؛ فما أبرزها؟

يدعو الهدف رقم 14 في أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر للأمم المتحدة، إلى الحفاظ على المحيطات والبحار والأحياء المائية وتعزيز استدامتها. ومن هذا المنطلق، انعقد مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات (UNOC)، وقد انطلقت الدورة الأولى منه في نيويورك في يونيو/حزيران 2017، وشارك في استضافته كل من فيجي والسويد.

وكانت الدورة الثانية بين يومي 27 يونيو/ حزيران إلى 1 يوليو/تموز في عام 2022 في لشبونة باستضافة البرتغال وكينيا، وقد اعتمدت تلك الدورة على مخرجات الدورة الأولى من المؤتمر، وهدفت إلى تعزيز تحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة أيضًا.

بعد ذلك، تأتي الدورة الثالثة بين يومي 9 إلى 13 يونيو/ حزيران 2025، وأُقيمت في نيس في فرنسا، وقد اشتركت في استضافتها كل من فرنسا وكوستاريكا.

يُشارك في المؤتمر جميع أصحاب المصلحة، بما فيهم الحكومات ومنظومة الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات المالية الدولية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والأوساط العلمية، إضافة إلى المنظمات الخيرية، كما نجد تمثيلًا واضحًا للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية وغيرهم.

أهم المخرجات

خرجت العديد من المخرجات المهمة في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات لهذا العام، نذكر أهمها:

1- خطة عمل نيس للمحيطات

وهي عبارة عن إطار سياسي يتألف من جزأين؛ إذ يشمل إعلانًا رسميًا بالإضافة إلى ما يزيد عن 800 التزام طوعي من الحكومات والعلماء والمجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة. وتتراوح تلك الالتزامات بين مناصرة الشباب وبناء القدرات في مجالات العلوم والابتكار، والتصديق على المعاهدات الحكومية الدولية.

2- التزامات مالية

من أبرز مخرجات المؤتمر، خروج العديد من التعهدات المالية؛ إذ أعلنت المفوضية الأوروبية عن استثمارات بنحو مليار يورو لدعم الحفاظ على المحيطات وتحقيق الصيد المستدام. من جانبها أطلقت ألمانيا برنامجًا قيمته 100 مليون يورو لإزالة الذخائر من بحر الشمال وبحر البلطيق. كما تعهدت نيوزيلندا بتقديم نحو 52 مليون دولار لتعزيز حوكمة المحيطات في المحيط الهادئ.

3- محميات بحرية

ومن منطلق تحقيق الحماية الكاملة لبعض المناطق، تعهدت بولينيزيا الفرنسية بإنشاء أكبر منطقة بحرية محمية في العالم على مساحة 5 ملايين كيلومتر مربع. كما أعلنت إسبانيا عن 5 مناطق بحرية محمية جديدة.

4- معالجة التلوث الضوضائي

ومن أهم المخرجات إطلاق “تحالف الطموح العالي من أجل محيط هادئ”، والذي يهدف إلى معالجة التلوث الضوضائي تحت الماء. ويجدر بالذكر أنّ ذلك التحالف يضم 37 دولة بقيادة كندا وبنما.

5- معاهدة أعالي البحار

اعتُمدت معاهدة أعالي البحار لأول مرة في عام 2023، وتهدف إلى الحفاظ على الحياة البحرية في المياه الدولية وتنظيم الأنشطة البشرية في تلك المياه التي تُمثل نحو 95% من المحيطات. لكن كانت تحتاج المعاهدة إلى 60 تصديقًا حتى تدخل حيز التنفيذ، وفي مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات وصل عدد الدول المصدقة على المعاهدة 51 طرفًا (50 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي). وهذا يعني أنّ هناك تقدمًا واضحًا في المعاهدة.

6- التعدين

يُشير “التعدين في أعماق البحار” إلى عمليات استخراج المعادن الثمينة من قيعان البحار. وعلى الرغم من الفوائد الاقتصادية لتلك المعادن، إلا أنّ الأضرار البيئية اللاحقة أكثر تأثيرًا؛ إذ تُدمر الموائل البحرية وتتسبب في تلوث ضوضائي يُزعج الكائنات البحرية وتطلق بعض المواد السامة، وفي النهاية يختل النظام البيئي البحري.

وفي مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات، ارتفعت أعداد الدول المعارضة لتعدين أعماق البحار لتصل إلى 37 دولة تطالب بالتوقف عن هذا الإجراء.

7- الحد من البلاستيك

وقعت أكثر من 90 دولة على دعوة إعلان نيس لوضع معاهدة عالمية ملزمة قانونًا من أجل الحد من التلوث البلاستيكي، والذي تتضرر منه الأنظمة البحرية بصورة واضحة.

8- الشعاب المرجانية

اهتم المؤتمر أيضًا بالشعاب المرجانية التي تواجه مخاطر عديدة وثقتها العديد من الدراسات حول العالم بسبب التغيرات المناخية والأنشطة البشرية؛ فقد أطلقت إندونيسيا والبنك الدولي سندًا مرجانيًا، من شأنه أن يساعد في تمويل الحفاظ على الشعاب المرجانية في البلاد.

ماذا بعد؟

من المقرر أن تستضيف تشيلي وكوريا الجنوبية النسخة القادمة من المؤتمر في عام 2028، وهناك سيتم تقييم التقدم المحرز في مخرجات المؤتمر هذه الدورة. وتُعد الدورة القادمة ذات أهمية كبيرة؛ فخلالها سنكون قد اقتربنا جدًا من الموعد المحدد مسبقًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في عام 2030.