روبوتات كلابية وطائرات مذهلة.. أمريكا تحتفي بقواتها بأسلوب ترامب

بعرض عسكري نادر، احتفل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي.
العرض العسكري الضخم الذي تزامن مع عيد ميلاد ترامب الـ79، شهد العديد من الملامح الطريفة والفريدة التي جعلت من الحدث مناسبة استثنائية تجمع بين التاريخ العريق والتقنيات الحديثة، مع لمسات فنية وترفيهية مميزة، بحسب صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية.
العروض العسكرية حول العالم.. ترامب يدخل أمريكا الاختبار الصعب
العرض الذي شارك فيه نحو 7000 جندي، وجذب أنظار ملايين الأمريكيين والعالم، لم يكن مجرد استعراض للقوة العسكرية، بل كان سرداً حيّاً لتاريخ الجيش الأمريكي، مع لمحات مستقبلية تعكس التطور التكنولوجي الذي يشهده الجيش في العصر الحديث.
من أبرز الملامح التي لفتت انتباه الحضور والمشاهدين حول العالم، كان استعراض الدبابات القديمة إلى جانب أحدث المعدات العسكرية.
فقد شهد العرض مشاركة دبابات من طراز “شيرمان” الشهيرة التي لعبت دوراً محورياً في الحرب العالمية الثانية، إلى جانب دبابة “رينو” التي تعود إلى حقبة الحرب العالمية الأولى، وهي دبابات نادرة لم تظهر في عروض عسكرية بهذا الحجم منذ عقود.
هذه الدبابات التاريخية، التي تحمل رموزاً وتاريخاً عسكرياً عميقاً، عبرت شوارع واشنطن بجانب دبابات “أبرامز M1A2” الحديثة، التي تمثل قمة التكنولوجيا العسكرية في مجال الدبابات القتالية.
هذا الجمع بين القديم والحديث أضفى على العرض بعداً بصرياً وتاريخياً فريداً، حيث شعر الجمهور وكأنهم يشاهدون مشهداً حياً من تاريخ الحروب التي خاضها الجيش الأمريكي، مع لمحة عن قدراته القتالية الحالية.
إلى جانب المعدات العسكرية، كان الزي العسكري الذي ارتداه الجنود من أبرز عناصر العرض التي جذبت الانتباه. فقد تم اختيار أزياء تمثل كل حقبة من تاريخ الجيش الأمريكي، بدءاً من زي جنود حرب الاستقلال الأمريكية في أواخر القرن الثامن عشر،
كما ارتدي أفراد من الجيش زي الجنود في الحرب الأهلية الأمريكية التي مزقت البلاد في منتصف القرن التاسع عشر، ثم أزياء الحروب العالمية الأولى والثانية، وصولاً إلى الزي العسكري الحديث الذي يرتديه الجنود اليوم.
هذا التنوع في الأزياء لم يكن مجرد استعراض بصري، بل كان سرداً تاريخياً حيّاً يعكس تطور الجيش الأمريكي على مدى 250 عاماً. رافق العرض تعليق صوتي يشرح كل مرحلة تاريخية، مما جعل الحدث تجربة تعليمية وترفيهية في آن واحد، حيث استمتع الحضور بفهم أعمق لتاريخ الجيش، وكيف تطورت أساليبه ومعداته عبر العصور.
أما الجانب التقني الحديث، فكان حاضراً بقوة من خلال ظهور الكلاب الروبوتية. وهي المرة الأولى التي تظهر فيها الكلاب الروبوتية بشكل علني في مناسبة وطنية بهذا الحجم، مما أضفى على العرض طابعاً مستقبلياً وأثار فضول الحضور ووسائل الإعلام حول الدور المتزايد للروبوتات في المجال العسكري والأمني.
وتستخدم الخدمة السرية الأمريكية هذه الكلاب الآلية، المزودة بأجهزة استشعار متطورة وكاميرات عالية الدقة، تمكنها من التنقل في المناطق الصعبة ومراقبة أي تحركات مشبوهة، ما يعزز من أمن الشخصيات المهمة مثل الرئيس ترامب.
إضافة إلى ذلك، لم يخلُ العرض من لمسات إنسانية وأصيلة، حيث شارك فيه حيوانات حقيقية مثل حصانين وبغل وكلب حقيقي يدعى “دوك هوليداي”، وهو كلب عسكري مدرب، ما أضفى بعداً حيوياً على الفعالية.
كما شهد العرض استعراضاً جوياً مهيباً لطائرات من حقب زمنية مختلفة، منها طائرات “دوغلاس سي-47″ و”بي-51 موستانج” وقاذفة قنابل من طراز B-25 ميتشل – وهي نفسها التي نُفذت بها غارة دوليتل فوق اليابان —- والتي لعبت أدواراً حاسمة في الحرب العالمية الثانية، إلى جانب مروحيات “بلاك هوك” و”أباتشي” الحديثة التي تمثل قمة التكنولوجيا الجوية العسكرية اليوم.
رافق العرض موسيقى حية عزفتها 8 فرق موسيقية عسكرية، حيث قدمت مقطوعات موسيقية تعبر عن كل عصر من عصور الجيش الأمريكي، مما أضاف بعداً فنياً وتاريخياً للعرض.
كما تضمن العرض قفزات مظلية من فريق “جولدن نايتس” التابع للجيش الأمريكي. وفي ختام الاحتفال، أضاءت الألعاب النارية سماء العاصمة، لتختتم هذه المناسبة الوطنية الكبرى بأجواء احتفالية مبهجة.
إن هذا المزج بين الماضي والحاضر والمستقبل، بين الدبابات القديمة والزي العسكري المتنوع والكلاب الروبوتية، جعل من العرض العسكري حدثاً استثنائياً يعكس رغبة في تقديم صورة شاملة للجيش الأمريكي، تجمع بين الفخر بالتاريخ والافتخار بالتقدم التكنولوجي، بحسب صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية.