«جيه-20» ضد «إف-35».. هل يحقق التنين الصيني النصر؟

تُعتبر الطائرة الصينية جيه-20، المعروفة باسم “التنين الجبار”، واحدة من أبرز مقاتلات الجيل الخامس في العالم، وتُعد أقرب منافس للطائرة الأمريكية إف-35 من حيث التطور التكنولوجي.
ووفقا لمجلة “ناشيونال إنترست”، تولت شركة شركة تشنغدو الصينية تطوير هذه الطائرة بهدف تحقيق التفوق الجوي للقوات الجوية الصينية، وقد بدأت جذور مشروعها منذ تسعينيات القرن الماضي ضمن برنامج “جيه إكس إكس”.
مقاتلة الجيل السادس الصينية عن قرب.. تصميم عملاق ومواصفات استثنائية
وخضعت النماذج الأولية للاختبار على مدى العقد الماضي، ودخلت النسخة الرسمية من جيه-20 الخدمة في سلاح الجو الصيني بحلول عام 2017، مع تحديثات مستمرة لتعزيز قدراتها.
النسخ الأولى من الطائرة كانت مزودة بمحركات روسية من طراز AL-31، لكنها لم توفر القوة والدفع الكافيين، مما دفع الصين إلى تطوير محرك محلي يُعرف باسم WS-15، يهدف إلى تمكين الطائرة من الطيران بسرعات تفوق سرعة الصوت دون الحاجة لاستخدام الحارق اللاحق، وهو ما يُعرف بـ”التحليق الخارق”.
برغم ذلك، هناك شكوك بين الخبراء حول ما إذا كانت الصين قد نجحت في تحقيق هذا المستوى من الأداء باستخدام المحركات المحلية، خاصة مقارنة بمحرك إف-35 الأمريكي XA100 الذي يُعتبر متفوقًا بفارق كبير.
بين الإمكانيات النظرية والتحديات العمليّة
تُظهر المقاتلة الصينية جيه-20 “التنين الجبار” تقدمًا تقنيًا في مجالات حاسمة قد تمنحها تكافؤًا نظريًا مع المقاتلة الأمريكية إف-35، وفقًا لتحليلات متخصصة.
ففي مجال أنظمة الاستشعار والأنظمة الإلكترونية، تشير أدلة إلى امتلاكها نظام استهداف كهروبصري (EOTS) مماثل لنظيره في طائرات إف-35، مما قد يمكنها من كشف الأهداف وإطلاق الصواريخ بعيد المدى بفعالية. كما يُعتقد أن أنظمة الحرب الإلكترونية المتكاملة تعزز قدرتها على التشويش على خصومها.
أما في مجال، فتزعم مصادر صينية قدرة الطائرة على التحليق بسرعة 2.55 ماخ (أكثر من 3100 كم/ساعة)، أي أكثر من ضعفي سرعة الصوت متفوقةً بذلك على إف-35 التي تبلغ سرعتها القصوى (ماخ 1.6)، لكن المحللين الغربيين ما زالوا متشككين في قدرة الطائرة على الحفاظ على هذه السرعة دون استخدام الحارق اللاحق.
التخفي والتسليح: نقطتا قوة محتملتان
يُعد التصميم الديناميكي الهوائي للطائرة عاملًا رئيسيًا في تقليل بصمتها الرادارية، مما يجعلها منافسًا صعبًا في الاشتباكات الجوية نظريًا. وقد تصاعدت المخاوف الغربية بعد ظهور لقطات عام 2023 تُظهر جيه-20 وهي تحمل 8 صواريخ جو-جو خارجية، في تكوين يشبه “وضع الوحش” (Beast Mode) الخاص بـ إف-35.
وفي حال إذا تأكدت هذه القدرة، ستمنح الطائرة الصينية مرونة هجومية استثنائية، خاصة مع دمجها صواريخ متطورة مثل PL-15 بعيد المدى (200+ كم)، مما يزيد التهديد للطائرات الأمريكية في سيناريوهات الصراع الشامل
وخلصت المجلة إلى أن الإجابة على السؤال الأكبر حول ما إذا كانت جيه-20 قادرة على هزيمة مقاتلة إف-35 في مواجهة جوية حقيقية، لا يمكن أن تتوفر إلا بعد اختبار الطائرة الصينية في ظروف القتال الفعلية.
وحتى ذلك الحين، ستظل كل المعلومات المتاحة قائمة على التكهنات والتحليلات الفنية، مع تأكيد واضح على أن تجربة القتال هي المعيار النهائي لقياس قدرات أي طائرة عسكرية.