رسائل من إسرائيل: ما سبب استهداف تل أبيب لأكبر حقل غاز في إيران؟

رسائل من إسرائيل: ما سبب استهداف تل أبيب لأكبر حقل غاز في إيران؟

تم تحديثه الأحد 2025/6/15 04:04 م بتوقيت أبوظبي


اعتبر تحليل نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية إن إستهداف إسرائيل لأكبر حقل غاز في العالم بإيران يمثل مرحلة جديدة من الصراع.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية، بما في ذلك وكالة تسنيم للأنباء ووكالة أنباء فارس، أمس السبت بأن طائرة مسيّرة إسرائيلية ضربت حقل غاز “بارس الجنوبي” الإيراني، الذي تتقاسمه إيران مع قطر، حيث يُعرف باسم “القبة الشمالية”.

وذكرت التقارير أن الهجوم استهدف مصافي المرحلة 14 من القسم الإيراني، وقد اندلع حريق في وحدة واحدة على الأقل، مما أدى إلى تعليق العمليات.

أول هجوم من نوعه

واعتبر تحليل نيوزويك إن الضربة الإسرائيلية تمثل أول هجوم من نوعه يستهدف البنية التحتية للطاقة في إيران، مما يثير القلق بشأن التأثيرات المحتملة لتصاعد النزاع على أمن الطاقة العالمي وأسعارها.

ضربة لمنشأة أصفهان النووية.. آخر تطورات الحرب بين إسرائيل وإيران

ووصف غريغوري برو، كبير المحللين المتخصصين في شؤون إيران والطاقة في مجموعة يوراسيا، الضربة بأنها “طلقة تحذيرية من إسرائيل، تهدد بإلحاق المزيد من الضرر ببنية إيران التحتية للطاقة في حال صعّدت طهران من عملياتها الانتقامية”.

وأضاف لمجلة نيوزويك: “كان هدف الضربة الإسرائيلية أحد أربعة مرافق لمعالجة الغاز البري، وتحديدًا المرتبط بالمرحلة 14 من حقل بارس الجنوبي العملاق — سيتم التأثير على جزء من إنتاج الحقل، لكن معظمه لن يتأثر”.

وأشار إلى أن “حقل بارس الجنوبي يزوّد نسبة كبيرة من سوق الغاز المحلي في إيران”. وتابع: “إسرائيل، التي تركز على الأهداف العسكرية وبرنامج إيران النووي، تُرسل رسالة واضحة بأنها مستعدة لتصعيد الهجمات على بنية إيران التحتية للطاقة إذا لزم الأمر”.

طلقة تحذيرية

من جانبه، وصف نادر إيتايم، محرر مقيم في دبي ومتخصص في سياسات الطاقة في الشرق الأوسط لدى أرغوس ميديا، الضربة الإسرائيلية أيضًا بأنها “طلقة تحذيرية إلى إيران”، تهدف لإيصال رسالة بأن إسرائيل قد تنقل النزاع “إلى مستوى جديد”.

وقال إن الأهداف المبلغ عنها — التي قيل إنها تشمل منشأة معالجة الغاز في المرحلة 14 ومنشأة فجـر جم لمعالجة الغاز — تشير إلى أن “إسرائيل بدأت باستهداف منشآت المعالجة بدلًا من منشآت الإنتاج الأساسية”.

ومع ذلك، وصف الهجوم بأنه “ذو أهمية حقيقية”، لأنه “ينقل هذا النزاع إلى مرحلة جديدة”، بعد تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل العام الماضي.

وأضاف: “كانت البنية التحتية للطاقة، بوجه عام، خارج نطاق الاستهداف”، موضحًا أن ذلك كان “جزءًا من شروط الاشتباك غير المعلنة” خلال المواجهات المباشرة السابقة بين الطرفين.

ورغم اعتقاده بأن التأثير المباشر سيكون محدودًا، وأن الإنتاج سيُستأنف خلال فترة قصيرة نسبيًا، إلا أنه أكد أن القلق الأكبر في نظر المحللين يكمن في خطر “اتساع رقعة النزاع”، خاصة إذا بلغ تصعيد الصراع بين إيران وإسرائيل حدًا قد يدفع طهران أو حلفاءها إلى شن هجمات على دول ثالثة متحالفة مع الولايات المتحدة، التي تدعم حاليًا الدفاع الإسرائيلي ضد الضربات الانتقامية الإيرانية.

وقد صرّح محللون إيرانيون سابقًا لمجلة نيوزويك أن طهران قد ترد على الهجمات الإسرائيلية ضد منشآتها للطاقة باستهداف بنى إسرائيل التحتية للنفط والغاز، وقد توسّع هجماتها لتشمل مواقع طاقة في دول أخرى إذا تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر.