«عودة الديمقراطية تواجه عقبة الانقسامات»

«عودة الديمقراطية تواجه عقبة الانقسامات»

تم تحديثه الأحد 2025/6/15 08:39 م بتوقيت أبوظبي


بعد 7 أشهر من «الهزيمة الساحقة» في الانتخابات الأمريكية، لا يزال الحزب الديمقراطي يبحث عن طريق للعودة للسياسة.

إلا أن طريق العودة مُلبد بـ«الصراع الداخلي»،مما قد يعقد جهود الحزب الديمقراطي لإعادة بناء نفسه بعد أشهر من الفوز الساحق الذي حققه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات العامة، 

وكان نائب رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية الذي جرت إقالته ديفيد هوغ، محور جدل مؤخرا حيث استخدم مجموعته السياسية لتحدي الديمقراطيين الحاليين في مجلس النواب، وفقا لما ذكره موقع “ذا هيل” الأمريكي.

وذكر الموقع أن التاريخ يشير إلى أن الديمقراطيين لديهم فرصة لاستعادة السيطرة على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل؛ لأن «حزب الرئيس عادةً ما يخسر مقاعده»، لكنه اعتبر أن الانقسامات المتعددة للديمقراطيين تُشكّل خطرًا حقيقيًا.

أجواء سلبية

ويُقرّ بعض الديمقراطيين بـ«الأجواء السلبية» المُحيطة بالحزب، حتى مع تأكيدهم على أن الأمور أفضل مما تبدو عليه.

وقال مايك نيليس، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي والمستشار الأول السابق لنائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس: “الرواية السائدة حاليًا هي أننا مجموعة من الخاسرين يركضون كالدجاج المقطوعة رؤوسهم، ولا أعتقد أن هذا هو الحال”.

وأشار إلى أن بعض مشاكل الحزب طبيعية بعد خسارة الانتخابات الرئاسية، مضيفا: “نحن حزب خارج السلطة بلا قائد، وهذا لن يتغير إلا مع الانتخابات الرئاسية”.

وقبل أيام، امتد الصراع الداخلي الديمقراطي إلى الواجهة بعد تسريب مكالمة حديثة للجنة الوطنية الديمقراطية كشف خلالها رئيس اللجنة كين مارتن وهو يعبر عن إحباطه من هوغ الذي ينفي كونه مصدر التسريب الذي صدر قبيل تصويت مسؤولي اللجنة الوطنية الديمقراطية افتراضيًا على إعادة انتخابات نائب الرئيس.

وفي وقت لاحق، صوّت أعضاء اللجنة الوطنية الديمقراطية على إعادة انتخابات نائب الرئيس بين مالكولم كينياتا وهوغ الذي قال بعد التصويت إنه لن يسعى للمنصب مجددًا، مضيفا أنه سيُركّز على مجموعته “القادة الذين نستحقهم” وأضاف “ستظلّ مهمتي الأولى بناء أقوى حزب ممكن”.

لكن في سلسلة منشورات لاحقة على مواقع التواصل الاجتماعي عقب تصويت اللجنة، زعم هوغ أن قادة الحزب الديمقراطي “كانوا غافلين عن القيادة”. وأضاف أنه أصبح واضحا “أنه يتعين على القادة الذين نستحقهم البدء في تقديم المرشحين وتحدي ثقافة سياسة الأقدمية التي أوصلت حزبنا إلى هذه المكانة، وذلك لمساعدته على استعادة قوته القتالية”.

وأعرب العديد من الديمقراطيين عن إحباطهم العلني من هوغ خلال الأسابيع القليلة الماضية، على الرغم من أن نيليس قال إن أهميته مبالغ فيها وأضاف “هذا صراع حزبي داخلي نموذجي وكلاسيكي يحدث في كل مكان، ويحظى باهتمام مبالغ فيه لأهميته”.

وتابع “هل يمكن أن تكون رسالتنا أقوى؟ نعم.. هل يمكننا أن نكون أكثر حزمًا في طريقة تعاملنا مع هذه الصراعات؟ بالتأكيد. لكننا حزب موحد، ونواجه ما يفعله دونالد ترامب”.

ويشير الديمقراطيون إلى سلسلة الانتصارات الانتخابية التي حققها الحزب خلال الأشهر الأولى من إدارة ترامب الثانية باعتبارها دليلا على أن الحزب بدأ بالفعل في الرد وحشد التأييد ضد الإدارة.

والشهر الماضي، أطاح الديمقراطي جون إيوينغ الابن بعمدة أوماها الجمهورية الحالية، جان ستوثرت، في انتخابات خاصة في ولاية نبراسكا.

ومع انكشاف توترات اللجنة الوطنية الديمقراطية، واستمرار توجيه أصابع الاتهام بشأن رئاسة بايدن، تجلى انقسام الديمقراطيين الذين يرفضون فكرة أنهم الحزب الوحيد الذي يواجه انقسامًا في الوقت الحالي.

ويشير الديمقراطيون إلى الخلافات بين الجمهوريين حول أجندة ترامب التشريعية، والخلاف العلني بينه وبين حليفه السابق رجل الأعمال إيلون ماسك والذي أدى إلى انخفاض معدل تأييد الرئيس الأمريكي بنقطتين ليصل إلى 47.5% وفقا لـ”ذا هيل”.

تغيير المسار

وقال نيليس “شهد ترامب أسوأ أسبوعين في ولايته الرئاسية.. وفجأة، قرر محاولة تغيير مسار النقاش إلى الهجرة، وكما هو الحال دائمًا، بالغ في الأمر”.

وأضاف “إذا تمت مناقشة المسألة على أنها هجرة، فإن ترامب سيفوز لكن الأمر لا يتعلق بالهجرة، بل بتجاوزات الحكومة”.

وقال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي أنطوان سيرايت إن الوقت قد حان للديمقراطيين لاستعادة زمام المبادرة في هذه القضية.

وسيأتي أول اختبار رئيسي لوحدة الديمقراطيين في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في انتخابات ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي ورغم أنهما لا تمثلان دائما مقياسا دقيقا قبل انتخابات التجديد النصفي إلا أن الفوز بهما سيمنح الديمقراطيين دفعة ضرورية في سعيهم لتحقيق أهدافهم في عام 2026.

وقال سيرايت “يجب أن يتمحور كل شيء حول نجاحنا الانتخابي، وتوسيع نطاق خارطتنا الانتخابية، بالإضافة إلى تنمية وتعزيز تحالفنا” وأضاف “أعتقد أنه في هذه اللحظة، سنُقيّم كل خطوة على الطريق قبل عام 2028”.