لوكا دي ميو يترك رينو.. من هو الشخص المتوقع أن يقود مجموعة كيرينغ للأزياء؟

لوكا دي ميو يترك رينو.. من هو الشخص المتوقع أن يقود مجموعة كيرينغ للأزياء؟


في خطوة مفاجئة تهز أوساط كل من الصناعة والسياسة الاقتصادية في أوروبا، أعلن لوكا دي ميو، المدير التنفيذي لمجموعة رينو الفرنسية، مغادرته المرتقبة في 15 يوليو/تموز المقبل، ليتوجه نحو تحد جديد خارج قطاع السيارات.

وكشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أن وجهته المقبلة ستكون مجموعة كيرينغ، العملاق الفرنسي في صناعة الموضة الفاخرة، التي تمتلك علامات تجارية مثل غوتشي، سان لوران وبالنسياغا.

رجل الإنقاذ يغادر سفينة رينو

وصف لوكا دي ميو، البالغ من العمر 56 عامًا، بأنه “رجل المهام الصعبة” منذ توليه قيادة رينو عام 2020، في واحدة من أصعب الفترات بتاريخ الشركة، بعد تكبدها خسائر تاريخية زادت عن 8 مليارات يورو بسبب جائحة كورونا، والتداعيات المترتبة على اعتقال رئيسها السابق كارلوس غصن.

وبخبرته الطويلة، التي صقلها في شركات مثل فيات وفولكسفاغن، أطلق دي ميو خطة شاملة لإعادة هيكلة رينو، تضمنت الخطة إطلاق طرازات جديدة مستلهمة من الماضي مثل رينو 5 الكهربائية، وإعادة رسم خارطة التحالف مع نيسان وميتسوبيشي. وقد حاز على تمديد ولايته العام الماضي لأربع سنوات إضافية، ما يجعل خروجه المفاجئ الآن مثيرًا للدهشة.

ائتلاف بقيادة «XRG» يقدم عرضا للاستحواذ على «سانتوس» الأسترالية للطاقة

إنجازات رغم العقبات

رغم فشل مشروع إدراج فرع رينو الكهربائي Ampere في البورصة، تمكن دي ميو من تحقيق استقرار مالي نسبي للمجموعة، مع تجنّب إصدار تحذيرات حول النتائج المالية، على عكس معظم المنافسين الأوروبيين في خريف 2024.

كما كان من المقرر أن يكشف في خريف هذا العام عن خطة جديدة تحت عنوان “Futurama”، ترسم ملامح مستقبل رينو في عصر السيارات الكهربائية والذكية، لكن يبدو أن هذا المشروع سيتحول إلى ملف يُورَّث لمن سيخلفه.

انتقال إلى عالم الفخامة

بحسب التسريبات، يستعد فرانسوا-هنري بينو، الرئيس التنفيذي الحالي لـكيرينغ والمساهم الأكبر فيها، للفصل بين منصبي الرئيس والمدير العام، مما يمهد الطريق لدي ميو لتولي منصب المدير التنفيذي للمجموعة. في حال تأكيد هذا التعيين، سيكون الانتقال من قيادة شركة سيارات إلى مجموعة فاخرة بمثابة تغيير جذري في مسيرة الرجل.

وهذا التبديل يأتي وسط أزمة في كيرينغ، التي فقدت أكثر من 60٪ من قيمتها السوقية خلال عامين، في ظل ضعف الأداء المالي وتراجع مبيعات غوتشي تحديدًا، العلامة التي تمثل ركيزة أرباح المجموعة. ويُعتقد أن بينو يعمل بجد على التخطيط لخلافته، مما يجعل استقطاب دي ميو جزءًا من خطة أوسع لإعادة الحيوية للمجموعة.

ما الذي يدفع رجل صناعة ثقيلة نحو الموضة؟

من الناحية الظاهرة، قد يبدو الانتقال من السيارات إلى الموضة نقلة غير منطقية، لكن متابعين لمسيرة دي ميو يشيرون إلى قدراته القيادية الكاريزمية، وفهمه العميق للعلامة التجارية وقيمتها، وقدرته على خلق سردية حول المنتجات، وهي عناصر ضرورية أيضًا في صناعة الفخامة.

كما أن دي ميو، الحاصل على شهادة في إدارة الأعمال من جامعة لويجي بوكوني في ميلانو، معروف بحسه الإبداعي وثقافته البصرية الواسعة، ما يجعله مؤهلاً لفهم تعقيدات سوق الموضة العالمي، المتأثر بالاتجاهات الثقافية بقدر ما هو بالابتكار.

الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: التاريخ أظهر أهمية النفط والغاز في أوقات الصراعات

تحدٍّ جديد

يبدو أن لوكا دي ميو يفتح فصلًا جديدًا في مسيرته المهنية، حافلًا بالتحديات في سوق مضطرب ومنافسة عالمية شرسة في قطاع الفخامة.