نهاية حقبة الطيارين العسكريين.. معرض لوبورجيه يكشف عن مستقبل النزاعات الحربية

نهاية حقبة الطيارين العسكريين.. معرض لوبورجيه يكشف عن مستقبل النزاعات الحربية

تم تحديثه الإثنين 2025/6/16 03:39 م بتوقيت أبوظبي


في معرض لوبورجيه 2025، تتصدر الطائرات بدون طيار المشهد، حيث تكشف الدرونز والذكاء الاصطناعي عن مستقبل التفوق الجوي وتحديات السباق العالمي نحو السماء الذكية.

مع انطلاق معرض لوبورجيه 2025، يبدو أن الكلمة الأبرز هذا العام هي “الطائرات دون طيار” (درونز)، فقد شهدت المنطقة المخصصة للعرض حضوراً لافتاً لمشغلين فعليين وجدد، من طائرات درونز صغيرة وصولاً إلى طائرات قتالية، حيث أصبح هذا القطاع من أبرز عناصر العرض العسكري والعلمي.

تصاعد دور الطائرات بدون طيار

وقالت مجلة “ليزيكو” الاقتصادية الفرنسية، إن الطائرات الدرونز والذكاء الاصطناعي يعيدان رسم استراتيجيات التفوق الجوي، موضحة انه في الوقت الذي تستثمر فيه القوى الكبرى بكثافة في هذا المجال، تجد أوروبا صعوبة في سدّ الفجوة مع الولايات المتحدة.

وأشارت المجلة الفرنسية إلى أن معرض لوبورجيه الذي يُفتتح هذا الاثنين يعرض هذه القضايا الجوهرية، موضحة أن معرض لوبورجيه لم يشهد من قبل حضورًا عسكريًا بهذا الزخم.

فالعروض الجوية التي تتضمن مناورات حلزونية وانقضاضية فوق مدرج الطائرات لن تختلف كثيرًا عن الدورات السابقة، حيث ستشارك مقاتلات الرافال والتايفون وF-35، جميعها بقيادة نخبة من طياري القتال الجوي المتقدم، بحسب المجلة الفرنسية.

أكثر المدن ربحية في فرنسا 2025.. باريس لم تعد وجهة الأحلام

ولفتت المجلة الفرنسية إلى حضور عالمي شركات أمريكية (General Atomics مع Reaper) تحتل الساحات وسط السوق العالمي، كما تنافس فرنسا هذه التقنيات عبر نموذجها “Aarok” من Turgis & Gaillard، طائرة MALE ماسّة 5.5 طن، ذات مدى 24 ساعة وتكلفة أقل من منافسيها، مع صناعة وطنية بالكامل.

مشاريع أوروبية طموحة

وقالت المجلة الفرنسية إن “برنامج يورو درون” بقيادة Airbus–MBDA، وطائرة “نيرون” من “داسو”، والنموذج الناشئ “وينجمان”بمساندة الذكاء الاصطناعي للتعاون مع الطائرات المأهولة يعدون مشاريع أوروبية طموحة.

الذكاء الاصطناعي يحول الأدوار

وأشارت “ليزيكو” إلى أن الطائرات الذكية، التي تدار بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عززت قدرة اللافتات على تنفيذ مهمة مستقلة بدقة وضبط تلقائي، وإنجاز ما كان يُعهد للطيارين فقط.

كما أن شراكة الإنسان والآلة باتت ضرورة، فعلي الرغم من تقنياتها، تظل هنالك ضرورة لتدخل بشري في اتخاذ القرارات النهائية، مثل التحكم بالطائرات “وينجمان” التي تتبع الطائرة الأم عن طريق إنترنت مشفر.

ووفقاً للمجلة الفرنسية، فإن الذكاء الاصطناعي يستخدم أيضًا لتحسين مجال الدفاع الإلكتروني واللوجستيات، من خلال صيانة توقعية وتنسيق موارد دقيقة في الوقت الفعلي.

«ضريبة زوكمان» لاصطياد أثرياء فرنسا.. مقترح «جريء» محكوم عليه بالفشل

وأشارت “ليزيكو” إلى أن هناك تحديات تقنية ومنهجية، فثمة تأخير في ظهور “يورو درون” في الخدمة، بينما مشاريع مقاتلات المستقبل مثل “إن جي إف” و “نيبتون” و”نيرون” تضيف بعدًا مصيريًا للتعاون الأوروبي .

المعركة العالمية تدار الآن عبر السحاب

ويتوقع أن يصل حجم سوق الطائرات العسكرية بدون طيار إلى نحو 18.7 مليار يورو بحلول 2027، مع إنفاق قياسي على أبحاث وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.

الأهمية ليست في حجم الأسلحة فقط، بل في القدرة على خوض “حرب مطلقة” عن بعد تشمل مراقبة، اعتراض، واستهداف ذكي إعادة رسم التفوّق الجوي.

المستقبل الجوي يصبح شبه آلي

ووفقاً للمجلة الفرنسية فإن معرض لوبورجيه 2025 يؤكد أن التفوق الجوي لم يعد حكماً بقوة الطيارين فقط، بل بالسيطرة على الأجواء عبر الأنظمة الذكية: الطائرات بدون طيار، مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تغيّر قواعد اللعبة.

وتابعت: “تبقى أوروبا أمام تحدّ مزدوج: مواجهة الضخ الاستثماري الأمريكي والإسرائيلي والتركي، بينما تحاول في الوقت نفسه اللحاق بركب التقنيات المعقدة”.