أمريكا تُعلن عن توسيع قوتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط

في خضم التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إرسال تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط.
وأكد هيغسيث، في منشور عبر منصة «إكس»، أن حماية القوات الأمريكية هي «أولوية قصوى»، في خطوة تُنذر بتبدّل نوعي في تموضع واشنطن العسكري بالمنطقة.
ترامب: على الجميع إخلاء طهران فورا«الهجوم انتهى».. إسرائيل تعلن التصدي للموجة الإيرانية الجديدة
وتابع: هذه الإجراءات تهدف إلى «تعزيز الوضع الدفاعي» للقوات الأمريكية، دون الكشف عن تفاصيل محددة حول طبيعة التعزيزات.
نشر واسع للطائرات وتحرك للحاملة «نيميتز»
وبحسب ما نقلته وكالة «رويترز»، شملت التعزيزات نقل عدد كبير من طائرات التزويد بالوقود وتحريك حاملة الطائرات «نيميتز» نحو الشرق الأوسط، في ما وصفه خبراء عسكريون بأنه تمهيد لاستعدادات عمليات جوية مستدامة في حال اتساع رقعة المواجهة.
وأفاد مسؤولان أمريكيان بأن الجيش الأمريكي نقل طائرات تزويد بالوقود إلى قواعد في أوروبا، لتوفير خيارات للرئيس دونالد ترامب في ظل التصعيد، بالتوازي مع تحرّك «نيميتز» التي تحمل على متنها أكثر من 60 طائرة و5000 جندي.
رسائل استراتيجية
موقع «إير ناف سيستمز» المتخصص في تتبع الرحلات، كشف عن مغادرة 31 طائرة تزويد بالوقود من طرازي KC-135 وKC-46 مساء الأحد من الولايات المتحدة باتجاه ألمانيا وبريطانيا وإستونيا واليونان.
وصرّح إريك شوتن، من شركة «ديامي» للاستخبارات الأمنية، بأن «هذا الانتشار المفاجئ والكثيف ليس معتادًا»، معتبرًا أن واشنطن ترسل «إشارة واضحة على الاستعداد الاستراتيجي لتصعيد محتمل».
تأتي هذه التحركات عقب تنفيذ إسرائيل ضربات جوية على إيران، قالت إنها تستهدف مواقع مرتبطة ببرنامج طهران النووي، وردّت إيران بهجمات صاروخية مكثفة طالت الداخل الإسرائيلي، في مشهد يُعيد رسم قواعد الاشتباك في المنطقة.
وبحسب «رويترز»، رفض ترامب خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي خلال الأيام الماضية، مفضلاً الاكتفاء بتحذيرات مباشرة، ومؤكدًا أن أي رد أمريكي سيكون مشروطًا بتعرض الأصول الأمريكية لهجوم مباشر.
واشنطن تستعد لكل السيناريوهات
في هذا السياق، أكدت مصادر أمنية أمريكية أن واشنطن أبلغت شركاءها الإقليميين بأنها تتخذ وضعًا دفاعيًا حاليًا، لكنها مستعدة للتحوّل إلى عمليات هجومية فورية في حال استهدفت إيران منشآت أو قوات أمريكية.
وتحتفظ الولايات المتحدة بنحو 40 ألف جندي في الشرق الأوسط، موزعين على قواعد تضم أنظمة دفاع جوي متقدمة وسفن حربية وطائرات مقاتلة.
وكانت وزارة الدفاع قد أعادت في الشهر الماضي نشر قاذفات بعيدة المدى من طراز مختلف بدلًا من B-2، إلى موقع استراتيجي ضمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يتيح تنفيذ عمليات جوية دقيقة قد تشمل أهدافًا إيرانية محصنة.