إيران وإسرائيل: التواصل السلمي وسط تصاعد التوترات

إيران وإسرائيل: التواصل السلمي وسط تصاعد التوترات

تم تحديثه الثلاثاء 2025/6/17 08:56 ص بتوقيت أبوظبي


بين غارات لا تهدأ ومحادثات لا تبدأ، تمضي إيران وإسرائيل في صراع تتشابك فيه الرسائل الدبلوماسية مع صدى الطائرات، وسط تساؤلات عن فرص تهدئة

ولليوم الخامس على التوالي، تتبادل إسرائيل وإيران الضربات الجوية، ما أثار مخاوف من تصعيد التوتر بين العدوين اللدودين إلى درجة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا إلى “إخلاء طهران فورا”.

ورغم دعوات المجتمع الدولي ودول المنطقة لإنهاء الأعمال العدائية، لا يظهر أي من الجانبين، رسميا، أي علامات على تخفيف حدة المواجهة العسكرية المستمرة منذ الجمعة عندما شنت إسرائيل هجوما على إيران.

رسائل عبر وسطاء

لكن مسؤولين من الشرق الأوسط وأوروبا، صرّحوا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، بأن “إيران تشير بإلحاح إلى سعيها لإنهاء الأعمال العدائية واستئناف المحادثات بشأن برامجها النووية”.

ووفق المصادر، “أرسلت إيران رسائل إلى إسرائيل والولايات المتحدة عبر وسطاء عرب”. وهو ما لم تؤكده أو تنفه طهران.

وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين لم تسمهم، إنه “في خضم حملة جوية إسرائيلية شرسة، أبلغت طهران مسؤولين عربا أنها منفتحة على العودة إلى طاولة المفاوضات طالما لم تنضم الولايات المتحدة إلى الهجوم”.

وأضافت أن “إيران نقلت رسائل إلى إسرائيل تُفيد بأن من مصلحة الجانبين احتواء العنف”.

ورغم ذلك، لا يبدو أن هناك دافعا لدى إسرائيل لإيقاف عملياتها، لا سيما في ظل قدرتها على تنفيذ ضربات فوق العاصمة الإيرانية، واقتصار ردود طهران على أضرار محدودة.

ويعتقد قادة إسرائيليون أن أمامهم فرصة لتوجيه ضربات قاصمة للمواقع النووية وإضعاف قبضة السلطة هناك. علي حد قول المصادر.

وأدت الضربات الإسرائيلية التي بدأت الجمعة الماضية، إلى مقتل قادة عسكريين بارزين، بمن فيهم عدد كبير من كبار قادة سلاح الجو الإيراني، كما استهدفت مواقع نووية.

أهداف نتنياهو

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الهجمات ستستمر حتى تدمير البرنامج النووي الإيراني وصواريخه الباليستية.

ولم يُبدِ نتنياهو أي مؤشر على استعداده للتوقف، مشيرا إلى أن “تغيير النظام في إيران ليس هدفا، ولكنه قد يكون نتيجة نظرا لضعف القيادة الإيرانية” على حد قوله.

ضربات لأسبوعين

وأفاد مسؤولون إسرائيليون بأن الجيش أعدَّ لضربات تستمر أسبوعين على الأقل.

والسبت الماضي، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من نظيره الإيراني “العودة سريعا إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق”. كما دعا القادة العرب إلى إنهاء القتال.

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقاوم شن حملة عسكرية طوال معظم العام، لكنه أبدى منذ ذلك الحين ترحيبه بالهجمات الإسرائيلية، معتبرا أن إيران “أضاعت فرصة للتوصل إلى اتفاق”.

وقال ترامب للصحفيين يوم الإثنين في كندا: “إنهم يرغبون في التحدث، لكن كان عليهم فعل ذلك من قبل”، مؤكدا أن “إيران تواصلت مع وسطاء لتهدئة الموقف”.

ردا على تصريحات ترامب، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إن الرئيس الأمريكي “لا يطلب” من تل أبيب “كبح جماح حملتها العسكرية، التي لم تصل بعد إلى منتصف الطريق”.

وأضاف سموتريتش: “ترامب لا يطلب منا التوقف”.

وبحسب “وول ستريت جورنال”، “أبلغت إيران بعض المسؤولين العرب أنها لن توقف القتال من جانب واحد، وستواصل الرد على الهجمات الإسرائيلية الهادفة إلى استعادة الردع”.

وعلى ذمة المصادر، أبلغت إيران مسؤولين عربا أنها “قد تُسرّع برنامجها النووي وتوسع نطاق الحرب إذا لم تكن هناك آفاق لاستئناف المحادثات مع الولايات المتحدة”.

رهان إيران

وفي هذا الصدد، لفتت الصحيفة إلى أن ضمان وقف إطلاق النار “قد يمنح إيران فسحة لإعادة تنظيم صفوفها، ولزيادة الضغط الدولي ضد الحملة الإسرائيلية”.

كما سيكون من مكسب طهران “منع الولايات المتحدة من استخدام قدراتها العسكرية الخارقة للتحصينات في القتال”.

وهنا تشير الصحيفة نقلا عن دبلوماسيين عرب، إلى أن “طهران يبدو أنها تراهن على أن إسرائيل لا تستطيع تحمّل التورط في حرب استنزاف، وستضطر في نهاية المطاف إلى البحث عن حل دبلوماسي”.

في المقابل، قال مسؤولون إيرانيون إنهم يعتقدون أن إسرائيل تفتقر إلى استراتيجية خروج واضحة، وستحتاج إلى مساعدة أمريكية لإلحاق أضرار جسيمة بأهداف مثل منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، المدفونة تحت جبل.

وتحدث مسؤول عربي للصحيفة في هذه الجزئية “يعلم الإيرانيون أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل دفاعا عنها، وهم متأكدون من دعمها اللوجستي. لكنهم يريدون ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تنضم إلى الهجمات”.

هل ستقدم إيران تنازلات؟

وقال وسطاء عرب إنه لا يوجد ما يشير إلى استعداد إيران لتقديم تنازلات جديدة في المحادثات النووية.

وقد تعثرت الجهود الدبلوماسية التي تقودها إدارة ترامب بسبب رفض إيران وقف تخصيب اليورانيوم قبل أن تُقطع المحادثات بسبب الهجمات الإسرائيلية الأسبوع الماضي.

قبل الهجوم، صرّح مسؤول إسرائيلي كبير بأن وقف التخصيب هو الحد الأدنى الذي يمكن لإسرائيل قبوله من إيران.

واستهدفت إسرائيل منشآت إيران النووية وكوادرها، بالإضافة إلى قيادتها العسكرية.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، فتحت إسرائيل وإيران بُعدا جديدا للصراع بتبادلهما الضربات على منشآت الطاقة. كما أنهما تُلحقان خسائر متزايدة بالمدنيين.