بعد تعثر الحلول المحلية.. هل تستطيع برلين إنقاذ ليبيا مرة أخرى؟

بعد تعثر الحلول المحلية.. هل تستطيع برلين إنقاذ ليبيا مرة أخرى؟

تم تحديثه الثلاثاء 2025/6/17 09:35 ص بتوقيت أبوظبي


تترقّب الأوساط الليبية والدولية انطلاق جولة جديدة من اجتماعات مسار برلين بشأن ليبيا، وسط آمال بأن يشكّل المؤتمر المرتقب بارقة أمل

لحلحلة الأزمة الليبية المتفاقمة منذ أكثر من عقد ونصف، في ظل انسداد سياسي وأمني متصاعد تُغذّيه المليشيات والانقسامات.

وتُعقد النسخة الثالثة من مسار برلين في 20 يونيو/حزيران الجاري، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وبمشاركة الدول الراعية للمسار، وهي: مصر، ودولة الإمارات، والولايات المتحدة، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، إلى جانب الاتحاد الأفريقي.

لإخماد «صوت الغضب» في ليبيا.. الدبيبة «يتسلح» بمبادرة جديدةعيد ليبيا برائحة الخوف.. طرابلس تغلي وحراك يلوح بالتصعيد

جهود متواصلة

ويهدف الاجتماع المرتقب إلى استعادة الزخم السياسي بعد فشل كافة المسارات المحلية في التوصّل إلى توافق حول القاعدة الدستورية والانتخابات، إلى جانب مناقشة الوضع الأمني المتوتّر في طرابلس، خصوصًا بعد مقتل قائد مليشيا دعم الاستقرار عبدالغني الككلي المعروف بـ«غنيوة».

ويرى المحلل السياسي الليبي رمضان شليق أن البعثة الأممية كثّفت من اتصالاتها مع مختلف الأطراف الليبية، في محاولة لإحياء العملية السياسية المتوقفة، مشيرًا إلى أن البعثة باتت على قناعة بأن حكومة الوحدة الوطنية تجاوزت المدة المحددة لها وفق مخرجات جنيف، بعد فشلها في تنظيم الانتخابات.

وأوضح شليق في حديث لـ«العين الإخبارية» أن الأمم المتحدة قد تطرح خلال اجتماعات برلين مقترحًا بتشكيل لجنة حوار سياسي جديدة من 60 عضوًا، تكون بمثابة هيئة تأسيسية مكلّفة باختيار حكومة جديدة تلتزم بتنظيم الانتخابات خلال 18 شهرًا، وإعداد مشروع الدستور تمهيدًا لعرضه في استفتاء عام.

خارطة طريق جديدة

من جانبه، يؤكد أستاذ العلوم السياسية الليبي الدكتور محمد حسن مخلوف أن الاجتماع المرتقب في برلين سيُنتج خارطة طريق جديدة لإنهاء الأزمة الليبية.

ورجّحً أن تُعلن بعض الدول بعده سحب الثقة من حكومة عبدالحميد الدبيبة، بدفع من الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وقال مخلوف لـ«العين الإخبارية» إن «ليبيا دخلت مرحلة صراع دولي على النفوذ، الأمر الذي يتطلب تدخّلًا مباشرًا من القوى الكبرى».

وأضاف أن «أغلب الأطراف الليبية، من سياسيين ومنظمات مجتمع مدني، تؤيد تشكيل حكومة جديدة تتولّى الإشراف على العملية الانتخابية».

مخاوف وتحفّظات

في المقابل، يرى عضو المجلس الأعلى للدولة الدكتور أحمد اهمومة أن هدف المؤتمر الرئيسي ليس فقط حلحلة الأزمة السياسية، بل الدفع نحو انسحاب القوات الروسية من الأراضي الليبية، تحت غطاء المطالبات بإخراج كل القوات الأجنبية والمرتزقة.

وأوضح اهمومة في حديث لـ«العين الإخبارية» أن «الحديث عن الانتخابات وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية لا يتجاوز كونه (غطاءً) لأجندات القوى الدولية».

وأشار إلى أن «بعثة الأمم المتحدة تعمل حاليًا على اختيار الخيار الأنسب من بين أربعة طُرحت مؤخرًا، بالتشاور مع القوى الفاعلة داخليًا وخارجيًا».

وشدّد السياسي الليبي على أن نتائج اجتماع برلين ستكون ملزمة حال تضمينها في قرار من مجلس الأمن، كما حدث في النسخ السابقة، مشيرًا إلى أن أي اعتراض على هذه المخرجات، بما في ذلك من قبل حكومة الدبيبة، قد يواجه بعقوبات دولية.

aXA6IDE1NC43My4yNDkuNTkg