دراسة مثيرة: الإفراط في الثقة يجعلك عرضة لنظرية المؤامرة

دراسة مثيرة: الإفراط في الثقة يجعلك عرضة لنظرية المؤامرة


في مفاجأة علمية لافتة، كشفت دراسة أمريكية أن الإيمان بنظريات المؤامرة يرتبط بثقة مفرطة في القدرات العقلية، تعيق تقبّل الواقع.

أصبحت وحيدة.. نظرية المؤامرة تصطاد أصدقاء ابنة بيل غيتس

وتعد هذه الدراسة النفسية الحديثة من جامعة كورنيل الأميركية، كشفا مهما عن جانب خفي من تفكير من يؤمنون بنظريات المؤامرة، مثل “الأرض المسطحة” أو “سيطرة كائنات زاحفة على العالم”، حيث تعوقهم الثقة مفرطة بقدراتهم العقلية، عن إدراك مدى تطرف معتقداتهم، بل يظنون أن غالبية الناس يشاركونهم الرأي.

وشملت الدراسة تحليل بيانات 8 تجارب شارك فيها أكثر من 4,100 شخص في الولايات المتحدة. طُلب من المشاركين أداء مهام معرفية، ثم تقييم أدائهم بأنفسهم. وقد تبين أن الأشخاص الذين حصلوا على درجات منخفضة لكنهم اعتقدوا أنهم أدوا جيدا، هم ذاتهم الأكثر إيمانا بنظريات المؤامرة المتطرفة.

وأوضح الباحثون أن هذا النمط من التفكير، المعروف باسم “الثقة الزائدة”، لا يجعل هؤلاء فقط يتمسكون بمعتقداتهم، بل يعتقدون أيضا أن الجميع يوافقهم عليها، وهو ما يسمى بـ”تأثير الإجماع الزائف”.

وقال البروفيسور غوردون بينيكوك، أحد معدّي الدراسة: “ما يميز بعض المؤمنين بالمؤامرات ليس فقط اعتمادهم على أدلة ضعيفة، بل إيمانهم القوي بأنهم على صواب، حتى في مواجهة الرفض العلمي والمجتمعي الواسع”.

وأضاف: “الأكثر غرابة أن هؤلاء الأشخاص لا يدركون أنهم يتبنون آراء هامشية، ويُظهرون سوء تقدير فادح لمدى شيوع معتقداتهم”.

المؤمنون بنظرية المؤامرة يفترضون أن غالبية الآخرين يشاركونهم آرائهم

ونشرت نتائج الدراسة في دورية ” نشرة علم النفس الاجتماعي والشخصية”، مؤكدة أن الإيمان بنظريات المؤامرة لا ينبع فقط من مشاعر أو دافع اجتماعي، بل يرتبط أيضا بضعف التفكير التحليلي وزيادة غير مبررة في الثقة الذاتية.

وحذّر الفريق البحثي من أن هذا الميل النفسي له آثار خطيرة على جهود مكافحة المعلومات المضللة، لأن من يحتاجون إلى التصحيح هم الأقل قابلية لتقبل أنهم ربما يكونون مخطئين.