خطر خفي في أعماق المحيط.. بحث يكشف مئات من “الفيروسات الضخمة”

خطر خفي في أعماق المحيط.. بحث يكشف مئات من “الفيروسات الضخمة”


في اكتشاف أشبه بأفلام الخيال العلمي، أعلن باحثون من جامعة ميامي عن رصد 230 فيروسا عملاقا جديدا في محيطات العالم.

 فيروسات من خارج الأرض.. هل اقترب الخطر الكوني؟

ولم يُعرف عن هذه الفيروسات شيء من قبل، وقد يفوق بعضها البكتيريا في الحجم، فعلي عكس الفيروسات التقليدية التي لا يتجاوز حجمها 200 نانومتر (أي أقل من 0.5٪ من سمك شعرة الإنسان)، فإن بعض الفيروسات العملاقة التي تم رصدها يتجاوز حجمها 1000 نانومتر، ما يجعلها من بين الأكبر في عالم الفيروسات.

وأوضح الباحثون أن هذه الفيروسات تستهدف عادة الكائنات الدقيقة مثل الطحالب والأميبا، وقد تلعب دورا كبيرا في التأثير على الدورات البيئية في المحيطات والغلاف الجوي. فهي قادرة على التسبب في انهيار سريع لمجتمعات الطحالب الضخمة، ما قد يؤثر على كمية الأوكسجين المنتجة على سطح الأرض، ويقلب التوازن البيئي البحري.

وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “نيتشر فيروس”، فقد تم العثور على معظم هذه الفيروسات في بحر البلطيق والقارة القطبية الجنوبية، مع وجود عينات أخرى في المحيط المتجمد الشمالي، والمحيط الهادئ الجنوبي، وشمال الأطلسي، وبحر سارجاسو، وخليج جانغمك بكوريا.

وقال الدكتور بنجامين مينش، الباحث الرئيسي بالدراسة: “الفيروسات العملاقة تملك جينات معقدة تُستخدم عادة في وظائف خلوية مثل التمثيل الضوئي، وهو ما يعني أنها تؤثر بشكل مباشر في تنظيم عمليات حيوية لدى الكائنات التي تصيبها، وبالتالي في كيمياء المحيطات”.

رسم توضيحي لأحد الفيروسات العملاقة المكتشفة

ويحذر الفريق من أن تغير المناخ قد يهدد هذه الفيروسات المتكيفة مع البيئة الباردة، ما يضيف بعدا جديدا لفهم تأثير الاحترار العالمي على توازن النظم البيئية.

ويأمل الباحثون أن يُسهم هذا الإطار الجديد لرصد الفيروسات في تطوير أدوات أفضل لرصد التلوث والمخاطر الميكروبية في المياه حول العالم، وربما مستقبلا على اليابسة أيضا.

aXA6IDE1NC43My4yNDkuODIg