هل يعتبر صيام يوم عرفة كفارة للكبائر؟ تفاصيل إجابة الإفتاء

هل يعتبر صيام يوم عرفة كفارة للكبائر؟ تفاصيل إجابة الإفتاء


أوضحت دار الإفتاء المصرية فضل صيام يوم عرفة ودوره في تكفير الذنوب، مؤكدة أن الحديث النبوي الشريف الذي يذكر أن صيام هذا اليوم يكفر ذنوب السنة التي قبله والتي بعده، ورد في صحيح مسلم.

وقالت الإفتاء إنه ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم التسع الأُول من شهر ذي الحجة، حيث رُوي عن بعض أزواج النبي أنه كان يصوم تسعة أيام من ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، بالإضافة إلى أول اثنين من الشهر والخميس. كما نقل النسائي عن حفصة رضي الله عنها قولها: “أربع لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدعهن: صيام عاشوراء، والعشر (العشرة أيام الأولى من ذي الحجة)، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة”.

ما الذي يكفره صيام يوم عرفة؟ الصغائر والكبائر

وبيّنت دار الإفتاء أن ما يُكفر بصيام يوم عرفة هو الذنوب الصغائر، سواء كانت من السنة الماضية أو ما قد تقع من الصائم في السنة التالية، مشيرة إلى أن هذا الصيام يُخفف من الكبائر في حال لم تكن صغائر، ويرفع الدرجات إذا لم تكن كبائر، أما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة النصوح، مع وجود قول بأن الحج المبرور هو الذي يكفر الكبائر، استنادًا إلى الحديث المتفق عليه: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”.

أدعية مستحبة ليوم عرفة: أفضل ما يُقال حتى غروب الشمس

حديث النبي محمد عن صيام التسع الأوائل من ذي الحجة

وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “صوم يوم عرفه احتسب على الله أن يكفر ذنوب السنة التي قبله والتي بعده”، وهو حديث رواه مسلم في صحيحه.

ويتفق الفقهاء على استحباب صيام يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، باستثناء الحاج، بناءً على ما ثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه أنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: “يكفر السنة الماضية والبادية”، كما ورد في الحديث: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة”.

آراء الفقهاء في معنى تكفير السنة الماضية والمستقبلية

فيما يخص معنى تكفير السنة الماضية والمستقبلية، قال بعض الفقهاء إن الله يغفر للصائم ذنوب سنتين، وقال آخرون إنه يغفر له ذنوب السنة الماضية ويعصمه عن الذنوب في السنة المقبلة.

وعن نوع الذنوب التي يغفرها صيام يوم عرفة، أوضح جمهور الفقهاء أن المراد هي الصغائر، استنادًا إلى قوله صلى الله عليه وسلم: “الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنُب الكبائر”، كما أخرج مسلم عن أبي هريرة. وقال بعض العلماء إن هذا اللفظ عام وفضل الله واسع، فيُرجى أن يغفر الله للصائم ذنوبه صغارها وكبارها.

لجنة الفتوى تؤكد استحباب صيام يوم عرفة لغير الحاج

وأكدت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية أن الفقهاء اتفقوا على استحباب صيام يوم عرفة لغير الحاج، مستشهدة بحديث أبي قتادة السابق، مع الإشارة إلى الحديث الذي يقول: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة”.

دعاء يوم عرفة.. اللهم لا ترفع عنا غطاء سترك (10 أدعية)

فضل الأعمال الصالحة في يوم عرفة

وعن فضل هذا الصيام، نبهت اللجنة إلى استحباب الإكثار من الأعمال الصالحة في هذا اليوم، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر”، فلما سئل هل الجهاد في سبيل الله؟ قال: “ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”، وهو حديث رواه البخاري.