ببغاوات تثير استغراب الباحثين: تفتح صناديق القمامة وتشرب من نوافير المياه

ببغاوات تثير استغراب الباحثين: تفتح صناديق القمامة وتشرب من نوافير المياه


ببغاوات الكوكاتو الكبريتي تثير اهتمام العلماء في أستراليا بقدرتها على فتح صناديق القمامة وتشغيل نوافير المياه العامة، في سلوك حضَري متطور يستدعي الدراسة.

في مشهد يثير الإعجاب والفضول، أثبتت ببغاوات الكوكاتو الكبريتي العُرف في أستراليا مجددًا مدى ذكائها اللافت، بعدما تم رصدها وهي تستخدم نوافير المياه العامة للشرب، في تطور جديد لسلوكياتها الحضَرية المتنامية.

هذه الطيور البيضاء ذات العُرف الأصفر المعروف بصراخه الحاد، لم تكتفِ في السابق بتعلم فتح أغطية صناديق القمامة بحثًا عن الطعام، بل باتت الآن قادرة على تشغيل نوافير المياه المخصصة للبشر، لتروي عطشها بجانب وجبتها.

وبحسب دراسة نُشرت الأربعاء في مجلة Biology Letters، فقد تابع فريق من الباحثين هذا السلوك غير المعتاد في منطقة غرب سيدني، حيث تم وضع علامات على 24 طائرًا عام 2018 وتثبيت كاميرات بالقرب من عدد من النوافير العامة، لرصد سلوكهم عن كثب.

وخلال شهرين من مراقبة الطيور في خريف 2019، تم تسجيل غالبية الببغاوات وهي تحاول تشغيل النوافير — التي تحتاج إلى تدوير مقبض لفتحها، وهي مهمة تُعتبر صعبة نسبيًا على الحيوانات.

لكن الكوكاتو أثبتت قدرتها على تجاوز التحدي، حيث طوّرت استراتيجيات متنوعة: بعضها وقف على المقبض بكلتا قدميه، بينما استخدم آخرون قدمًا واحدة على المقبض وأخرى على فتحة الماء المطاطية، ثم استخدموا وزن أجسامهم لتدوير المقبض باتجاه عقارب الساعة، والإبقاء عليه في هذا الوضع أثناء الشرب.

بالصور.. المناخ ينقذ أسمن ببغاوات العالم من الانقراض

ببغاوات تفتح صناديق القمامة ونوافير المياه

رغم أن نسبة النجاح لم تتجاوز 50%، إلا أن خمس نوافير من أصل عشر أظهرت آثار “عضّات” واضحة، ما يشير إلى تكرار المحاولة واكتساب المهارة، بحسب الباحثين.

وليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها طيور الكوكاتو اهتمام العلماء؛ ففي عام 2021، وثق الفريق نفسه قدرتها على فتح أغطية صناديق القمامة باستخدام مناقيرها وأقدامها، وهو سلوك اعتُبر حينها “اختراقًا سلوكيًا” جديدًا في تأقلم الطيور مع البيئة الحضرية.

بالفيديو.. ببغاوات تعلم بعضها السرقة.. أستراليا في أزمة كبيرة

ببغاوات تفتح صناديق القمامة ونوافير المياه

وتقول الدكتورة لوسي إم. أبلين، الباحثة المشاركة في الدراسة والأستاذة المساعدة في الجامعة الوطنية الأسترالية: “نعلم أن الببغاوات من أذكى الطيور، وكوكاتو تُعد من أكثرها اجتماعية، ما يمنحها فرصة التعلم من بعضها البعض عند ظهور سلوك جديد يخترعه أحد الأفراد.”

لكنّ الفريق لا يزال يواجه بعض الأسئلة المعلّقة، أبرزها: لماذا تختار الطيور النوافير بدلًا من مصادر المياه الطبيعية المتوفرة؟ إحدى الفرضيات تفترض أن الطيور تبحث عن أمان أكبر في الأماكن العامة الخالية من الحيوانات المفترسة، أو أنها ببساطة تفضل طعم مياه النوافير — وهو ما يتطلب دراسة إضافية.

أما عن السلوكيات الأخرى التي تم الإبلاغ عنها مؤخرًا، فتشمل فتح حقائب التلاميذ وسرقة وجبات الغداء المدرسية، إلى درجة دفعت بعض المدارس لإجبار الطلاب على إدخال حقائبهم إلى الصفوف بدلاً من تركها في ساحات المدرسة.

ما زال العالم يكتشف المزيد عن هذه الطيور الذكية، التي تثبت يومًا بعد يوم أن التكيّف الحضَري ليس حكرًا على البشر.