«العمو» يثير الاضطراب في مصراتة الليبية.. دماء تسفك على الساحل

تم تحديثه الخميس 2025/6/5 08:09 م بتوقيت أبوظبي
وسط تصاعد التوترات وتحشيدات المليشيات المسلحة، لا تزال نيران الفوضى مشتعلة في غرب ليبيا، ففي تطور ينذر بانفجار أمني واسع النطاق، انتقلت شرارة المواجهات من العاصمة طرابلس إلى مدينة صبراتة.
وكشفت مصادر أمنية ليبية لـ«العين الإخبارية»، أن مجموعة مسلحة هاجمت الخميس مصيف ليبرتون بمدينة صبراتة، وأطلقت النار بكثافة على المتواجدين، ما أدى إلى اندلاع حرائق واحتراق عدد من المنازل المجاورة وتصاعد أعمدة الدخان في سماء المدينة.
وأوضحت المصادر، أن الهجوم نفذته مجموعة قادمة من مدينة الزاوية، استخدمت خلاله أسلحة متوسطة وقذائف صاروخية، مستهدفة المصيف الذي يخضع لسيطرة المليشياوي البارز والمطلوب دوليًا أحمد الدباشي، المعروف بلقب «العمو».
خلفية الصراع
الهجوم جاء على خلفية اتهام العمو بالتورط في جريمة قتل راح ضحيتها الشاب محمد الخضراوي من مدينة الزاوية، ما دفع مسلحين تابعين لمليشيات الأخيرة للانتقام.
وأشارت المصادر إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى جراء الاشتباكات، نُقل بعضهم إلى المستشفى الليبي الألماني بمدينة صبراتة لتلقي العلاج، وسط أنباء عن حالة استنفار واسعة تشهدها المدينة.
من هو «العمو»؟
يُعد أحمد الدباشي أحد أبرز المطلوبين دوليًا في ملفات الإرهاب والجريمة المنظمة. وتشير تقارير أمنية إلى أنه:
ينتمي إلى عائلة معروفة بسوابقها الإجرامية.
يُعد من أكبر مهربي البشر في ليبيا.
يسيطر على ممرات بحرية للهجرة غير الشرعية.
أسس وأدار عدة تشكيلات مسلحة، بينها مليشيا تسمى الـ48 ويلاحقه القضاء الدولي منذ يونيو/حزيران 2018 بتهم الاتجار بالبشر وجرائم ضد الإنسانية.
تقدر ثروته بأكثر من 250 مليون دينار ليبي
فوضى السلاح.. جذر الأزمة
تُسلط الأحداث الأخيرة الضوء مجددًا على فوضى السلاح المستشرية في ليبيا منذ 2011، حيث تُشير التقديرات إلى وجود أكثر من 29 مليون قطعة سلاح منتشرة في البلاد، خارج سلطة الدولة، ما يجعل الاعتداءات المسلحة والاشتباكات بين الفصائل مشهداً متكرراً، خاصة في المناطق الغربية التي تعاني من تعدد الولاءات المليشياوية.
شارع غاضب وتحذيرات من الانفجار
تزامنت هذه التطورات مع احتجاجات شعبية متصاعدة في العاصمة طرابلس ومدن أخرى، تعكس حالة سخط عام من سطوة المليشيات، واستحواذها على مؤسسات الدولة ومواردها.
ويطالب المحتجون بـ”استعادة الدولة” وتفكيك الفصائل المسلحة، داعين إلى مسار سياسي حقيقي ومستدام، يُنهي دوامة الفوضى ويؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار المؤسساتي.
دعوات دولية
على الصعيد الدولي، تتواصل الدعوات لضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات، وسط تأكيد متكرر من الأمم المتحدة على أن تفكيك المليشيات وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية يمثلان السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد من فوضى السلاح والانقسام.