ليلة العاشر من ذي الحجة 2025: وصول الحجاج إلى مزدلفة مع تنظيم رقمي وخدمات شاملة

مزدلفة تستقبل الحجاج في ليلة العاشر من ذو الحجة بتنظيم متكامل وخدمات متطورة تشمل بنية تحتية حديثة ومسارات مهيأة لضمان راحة ضيوف الرحمن وأداء المناسك بسلاسة.
وسط أجواء تعبق بالسكينة والخشوع، يقضي الحجاج ليلة العاشر من ذو الحجة في مشعر مزدلفة بعد نفرتهم من عرفات، مستحضرين سنن النبي محمد ﷺ بأداء صلاتي المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، وجمع الحصى استعدادًا لرمي الجمرات.
هذا الموضع يمثل محطة رئيسية في مناسك الحج، حيث يجتمع فيه الملايين في لحظات تعبّد متواصلة، وينزلون عنده في زلف الليل، ما كان سببًا لتسميته، وقيل لأن الحجيج يزدلفون منه إلى البيت الحرام.
مزدلفة تستقبل ضيوف الرحمن
يقع مشعر مزدلفة بين مشعري عرفات ومنى، على بعد نحو 8 كيلومترات من المسجد الحرام، وتبلغ مساحته الإجمالية أكثر من 11.68 مليون متر مربع، وهو من المشاعر المفتوحة التي لا تحتوي على منشآت دائمة، التزامًا بالطابع التنظيمي والشرعي، وتبلغ سعته الاستيعابية أكثر من مليوني حاج.
يُعد المشعر الحرام الواقع في وسط مزدلفة أبرز معالم هذا الموضع، إذ يُستحب الوقوف عنده والدعاء، تنفيذًا لقوله تعالى: “فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام”. وقد بات النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الموضع، وجمع منه الحصى لرمي الجمرات، ما يجعله موقعًا فعليًا للسنة المؤكدة ضمن ترتيب النسك.
تطور تاريخي في الخدمات والبنية التحتية
عبر القرون، شهد مزدلفة توافد الحجاج من عرفات، وكان المبيت يتم بوسائل بسيطة وموارد محدودة. ومع ازدياد أعداد الزائرين، تطلب الأمر تحسينات شاملة تُواكب متطلبات التنظيم الحديث.
نُفذت سلسلة من الأعمال التطويرية بمشعر مزدلفة. وأطلقت شركة كدانة مشروع “مسار المشاعر” بمساحة 170 ألف متر مربع، شملت أرضيات مطاطية غطت 103 آلاف متر مربع، ومساحات خضراء بلغت 15 ألف متر مربع، إلى جانب مسارات مخصصة لحركة المركبات والعربات المتنقلة.
شمل المشروع تركيب 385 كرسيًا للجلوس، و780 مشرب مياه، و240 وحدة شحن للهواتف المحمولة، و241 عمود رذاذ، و12 مظلة، بالإضافة إلى 70 لوحة إرشادية وتوعوية موزعة في أرجاء المشعر.
نفرة مزدلفة.. أكبر مسيرة بشرية في العالم
مسجد المشعر الحرام: تأهيل وتجهيز سنوي
تولت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أعمال تهيئة مسجد “المشعر الحرام” ضمن خطة سنوية شاملة تشمل التنظيف، وفحص أنظمة الإنارة ومكبرات الصوت، وتوفير السجاد، ورفع الطاقة الاستيعابية لمصلى النساء بنسبة 100% لتيسير دخولهن وخروجهن.
يمتد المسجد على مساحة 5,040 مترًا مربعًا، ويتسع لنحو 5,500 مصلٍ، ويحتوي على 65 مكيفًا دولابيًا، و6 وحدات مركزية بطاقة 50 طنًا، و17 كاميرا مراقبة تعمل على مدار الساعة، ويشرف على تشغيله طاقم مكوّن من 78 موظفًا و5 من عناصر الأمن، مع تغطية السجاد لمساحة 3,500 متر مربع.
تعتمد الجهات المعنية أنظمة رقمية متقدمة لتنسيق توافد الحجاج من عرفات إلى مزدلفة، تشمل تطبيقات إلكترونية للتوجيه والتفويج، إلى جانب غرفة تحكم مركزية مجهزة بكاميرات ذكية لتسهيل الاستجابة الفورية لأي طارئ وضمان سلاسة الدخول والخروج.