«القبة الذهبية».. مراقبة بريطانية لحماية الدرع الفضائي لترامب

«القبة الذهبية».. مراقبة بريطانية لحماية الدرع الفضائي لترامب

تم تحديثه الجمعة 2025/6/6 09:34 ص بتوقيت أبوظبي


في خطوة تُعيد إلى الأذهان أحلام «حرب النجوم» التي راودت البيت الأبيض زمن ريغان، يعود دونالد ترامب ليبعث الحياة في مشروع درعه الصاروخية، مستعينًا هذه المرة بعملاق التصنيع العسكري البريطاني BAE Systems.

فبعقد تبلغ قيمته 880 مليون جنيه إسترليني، ستبني الشركة عشرة أقمار صناعية متطورة، قادرة على تتبّع الصواريخ الباليستية والأسرع من الصوت، من ارتفاعات شاهقة في مدار متوسط حول الأرض.

الأقمار، المزوّدة بتقنيات استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ستشكل العين الفضائية لمنظومة دفاعية أشمل يطمح ترامب إلى نصبها فوق التراب الأمريكي – (قبة ذهبية) تعلو السياسة، وتناطح الخيال العلمي.

وبحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية، فإن شركة الدفاع البريطانية العملاقة «بي إيه إي سيستمز» ستعتزم بناء أقمار صناعية لنظام تتبع الصواريخ الأمريكي الجديد، الذي من المقرر أن يشكل جزءا من «القبة الذهبية» لدونالد ترامب.

عيون بريطانية

وقالت شركة «فوتسي 100» يوم الخميس إنها حصلت على عقد بقيمة 1.2 مليار دولار (880 مليون جنيه إسترليني) من قوة الفضاء الأمريكية لتوفير 10 أقمار صناعية لبرنامج التحذير من الصواريخ وتتبع الصواريخ التابع لوزارة الدفاع الأمريكية.

وستستقر المجموعة في مدار متوسط حول الأرض – على ارتفاع يتراوح بين 1000 و22000 ميل فوق سطح الكوكب – وستتتبع التهديدات بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الأسرع من الصوت.

ومن المتوقع أن يشكل هذا النظام في نهاية المطاف جزءا من مشروع الرئيس الأمريكي الأوسع (القبة الذهبية)، وهو مقترح بقيمة 175 مليار دولار يهدف إلى ربط شبكة من أجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية الأرضية والفضائية لإسقاط الصواريخ الموجهة إلى الولايات المتحدة.

وقال المقدم براندون كاستيلو من قوة الفضاء الأمريكية، إن النظام الذي توفره شركة بي إيه إي سيوفر «معلومات دقيقة في الوقت الحقيقي لصناع القرار»، مضيفا: «هذا يسمح بمرونة إضافية في بنية الأقمار الصناعية للتحذير من الصواريخ وتتبعها».

وقالت قوة الفضاء إن الأقمار الصناعية ستستخدم تقنية الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء، ومع دفعة أخرى تم تكليفها في إطار نفس البرنامج، ستكون لديها «القدرة على تتبع التهديدات الصاروخية الأسرع من الصوت في أي مكان في العالم». ومن المقرر تسليمها اعتبارًا من عام 2029 فصاعدًا.

القبة الذهبية

وأعلن ترامب عن خطط القبة الذهبية الشهر الماضي، مما أدى إلى إحياء فكرة الدرع الصاروخي العالمي التي طرحها الرئيس السابق رونالد ريغان لأول مرة في ثمانينيات القرن العشرين – والتي أطلق عليها اسم «حرب النجوم» في ذلك الوقت.

ومنذ ذلك الحين، يُنسب إلى مقترحات ريغان الفضل في إشعال سباق تسلح جديد، الأمر الذي أدى إلى فرض ضغوط مالية جديدة على الاتحاد السوفياتي قبل انهياره في نهاية المطاف.

ومع ذلك، يتساءل الخبراء عما إذا كان هذا الأمر ممكنا من الناحيتين التقنية والمالية حتى يومنا هذا.

وكانت فكرة إدارة ترامب مستوحاة جزئيا من درع الصواريخ (القبة الحديدية) الذي تستخدمه إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية، على مساحة أصغر.

وتزايد الاهتمام بالنظام وسط مخاوف بشأن قدرات الصواريخ الأسرع من الصوت الجديدة التي طورتها الصين وروسيا، والتي يخشى مخططو الدفاع الأمريكيون أن تتسلل عبر دفاعاتهم في حالة اندلاع صراع.

وتعهد ترامب بأن نظامه سيكون قادرًا على اعتراض جميع أنواع الصواريخ، بما في ذلك الأسلحة النووية، باستخدام «التكنولوجيا الفائقة»، قائلا الشهر الماضي: «هذا مهم جدًا لنجاح بلدنا، بل ولبقائه أيضًا. إنه عالمٌ مليءٌ بالشر».