«تدابير صارمة لتقليل النفقات» تهيمن على كهرباء فرنسا.. خطة تقشفية مفاجئة بقيمة مليار يورو

تم تحديثه الجمعة 2025/6/6 03:17 م بتوقيت أبوظبي
في خطوة صادمة تعكس أسلوبه المعروف بـ”قاتل التكاليف”، أعلن الرئيس التنفيذي الجديد لشركة كهرباء فرنسا EDF، برنار فونتانا، عن خطة تقشف طموحة تهدف إلى خفض النفقات العامة للمجموعة بمقدار مليار يورو بحلول عام 2030.
وهذه المبادرة المفاجئة تُعد الأكبر من نوعها منذ عام 2020، وتكشف عن نهج إداري حازم يضع الكفاءة التشغيلية في صميم إعادة هيكلة أضخم شركة كهرباء فرنسية.
تقشف بنسبة 30%
وفقًا لمصادر صحيفة “ليزيكو” الاقتصادية الفرنسية، أعلن الرئيس التنفيذي الجديد لشركة EDF، برنار فونتانا، خلال اجتماع مع كبار مسؤولي الشركة، عن نيّته تقليص النفقات العامة بمقدار مليار يورو، أي بنسبة 30%، بحلول عام 2030.
وفونتانا، المعروف بصرامته في ضبط التكاليف، لم يمضِ على تسلمه إدارة EDF سوى شهر واحد، لكنه سرعان ما كشف عن توجه واضح نحو تحسين الأداء المالي والتشغيلي للمجموعة، في أول خطة من هذا النوع منذ مغادرة جان-برنار ليفي للشركة عام 2020.
وقال فونتانا في تصريحات سابقة: “تتمتع EDF بهامش داخلي يسمح بتحسين فعاليتها التشغيلية”.
ولم تصدر الشركة حتى الآن أي تعليق رسمي على هذه الخطة.
خفض التكاليف لا يشمل الرواتب حاليًا
وتشمل حملة التقشف نفقات التشغيل مثل الإيجارات، وتكاليف التنقل، والمصاريف المعلوماتية. لكن فونتانا لم يحدد بعدُ بنود الصرف المستهدفة ولا كيفية تنفيذ هذه الخطة بالتفصيل.
في عام 2023، بلغت نفقات التشغيل في EDF نحو 3.6 مليار يورو (باستثناء الاستهلاكات والاحتياطات). وتشمل هذه النفقات بنودًا متنوعة مثل شهادات كفاءة الطاقة، ورسوم امتيازات الطاقة الكهرومائية، والمكافآت المالية لمطوري الطاقة المتجددة.
وبحسب عدة مصادر، لا تستهدف الخطة الحالية أجور الموظفين، والتي بلغت العام الماضي 16.9 مليار يورو.
وعلّق غوينائيل بيلان، ممثل الاتحاد العمالي CGT وعضو اللجنة المركزية الاجتماعية والاقتصادية في EDF، قائلًا: “لا نعلم بعدُ الكيانات التي ستشملها التخفيضات. ما وراء التصريحات، نود أن نعرف خارطة طريق فونتانا الحقيقية”.
أما تييري دولوز، ممثل اتحاد العاملين بقطاع الطاقة، فأكد أن “فونتانا يجب أن يُمنح فرصة، رغم أننا لم ننسَ تجميده للأجور حين ترأس Framatome عام 2015. أي قرار مماثل داخل EDF سيكون بمثابة خط أحمر بالنسبة لنا”.
ترقّب داخلي
من المرتقب أن يلتقي فونتانا قريبًا بممثلي الموظفين في أول جلسة رسمية منذ تعيينه، وسط ترقّب واسع داخل الشركة بعد إقالة الرئيس التنفيذي السابق لوك ريمون.
رغم أن ريمون اصطدم بالحكومة بشأن كلفة وتمويل مفاعلات EPR2 وسعر الكهرباء المخصص للمصانع، إلا أنه كان يحظى بشعبية لدى موظفي الشركة.
أما فونتانا، فقد نجح سابقًا في قيادة خطة إعادة هيكلة جذرية أنقذت شركة Framatome (التي كانت تُعرف سابقًا باسم Areva NP) من أزمتها الخانقة.
أرباح قياسية ولكن الديون ثقيلة
رغم أن EDF حققت أرباحًا قياسية بلغت 11.4 مليار يورو في عام 2024، إلا أن انخفاض أسعار الكهرباء هذا العام سيؤثر سلبًا على النتائج المالية. كما تُثقل كاهل المجموعة ديون ضخمة تبلغ 54 مليار يورو، في وقت تستعد فيه لتنفيذ استثمارات ضخمة، من بينها بناء مفاعلات EPR2، وتمديد عمر المحطات النووية، ومواصلة مشروع مفاعلات Hinkley Point C في المملكة المتحدة.
ولتحسين إدارة الميزانية، لا يستبعد فونتانا بيع بعض الأصول، كما أبلغ البرلمان نهاية أبريل/نيسان. لكن عليه أولًا تعيين مدير مالي جديد، عقب إعلان رحيل كزافييه جير.