التذاكر انتهت… البابا ليو يسرق الأضواء من عرض ترامب العسكري في عيد ميلاده.

تم تحديثه الأحد 2025/6/8 12:38 م بتوقيت أبوظبي
تشهد الولايات المتحدة في 14 يونيو/حزيران حدثين بارزين يتنافسان على جذب اهتمام الرأي العام، ويعكسان التوترات السياسية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد.
وأشارت مجلة نيوزويك إلى أن إعلان البابا ليو الرابع عشر عن مشاركته الافتراضية في تجمع ضخم يُقام في ملعب “رايت فيلد” بمدينة شيكاغو أسهم في نفاد تذاكر الحدث بسرعة غير مسبوقة.
النساء إلى الخطوط الأمامية.. جيش إسرائيل يعاني نقصا في الرجال
وطلب 20,000 شخص حضور الفعالية التي تُختتم بقداس مقدس يقوده الكاردينال بليز كوبتش، رئيس أساقفة شيكاغو، رغم أن التذاكر التي بلغت قيمتها 5 دولارات قد نفدت بالكامل.
من جهة أخرى، تحتضن العاصمة واشنطن عرضًا عسكريًا ضخمًا بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي، ويتزامن هذا العرض مع الاحتفال بعيد ميلاد الرئيس دونالد ترامب،
يشكل العرض العسكري في واشنطن أحد أضخم الفعاليات العسكرية في تاريخ الولايات المتحدة، والذي سيشارك فيه نحو 6,700 جندي وأكثر من 150 مركبة عسكرية متنوعة، تشمل 28 دبابة من طراز أبرامز M1A1، و28 ناقلة جنود مدرعة من طراز برادلي، بالإضافة إلى 50 مروحية و34 حصانًا وبغلين وكلب واحد، حسب تقارير صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست.
سيمتد العرض على مسافة تقارب 6.5 كيلومتر من مقر وزارة الدفاع في أرلينغتون بولاية فيرجينيا حتى البيت الأبيض، ويتضمن مهرجانًا عسكريًا وعرضًا للألعاب النارية، بتكلفة إجمالية تقارب 45 مليون دولار.
أثار هذا الحدث العسكري جدلاً واسعًا بين المسؤولين المحليين والمواطنين، الذين عبروا عن مخاوفهم من الأضرار التي قد تلحق بالبنية التحتية والطرق في العاصمة، إضافة إلى التأثير الكبير على حركة الطيران، إذ من المقرر إغلاق مطار رونالد ريغان الوطني لساعات عدة لاستيعاب العرض، مما سيؤثر على مئات الرحلات الجوية وآلاف الركاب.
كما وصف بعض النقاد العرض بأنه مبالغ فيه ومشحون سياسيًا، مشيرين إلى تشابهه مع العروض العسكرية التي تقيمها أنظمة استبدادية مثل كوريا الشمالية، مما أثار نقاشات حول جدوى مثل هذه الفعاليات في الولايات المتحدة.
في المقابل، يمثل حدث شيكاغو الذي يشارك فيه البابا ليو الرابع عشر رسالة دينية وإنسانية ذات رمزية عميقة، خصوصًا في ظل التصادم السياسي بين البابا والرئيس ترامب، لا سيما في ملف الهجرة.
فقد دعا البابا في خطاباته العلنية إلى احترام كرامة المهاجرين والرحمة تجاه من يبحثون عن حياة أفضل، وهو موقف يتناقض مع سياسات ترامب التي شددت على ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين وفرض قيود صارمة على الهجرة.
ويُذكر أن البابا ليو، المولود في الولايات المتحدة من أصول مهاجرة، لطالما كان مدافعًا قويًا عن حقوق المهاجرين، مما جعله في مواجهة غير مباشرة مع إدارة ترامب، خاصة بعد تصريحات البابا الراحل فرنسيس التي انتقدت سياسات ترامب في بناء جدار على الحدود مع المكسيك.
أكد شقيق البابا، جون بريفوست، في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز أن البابا “غير راضٍ” عن سياسة ترامب في الهجرة ولن يظل صامتًا حيالها، مضيفًا: “لا أعتقد أنه سيكون من الصامتين”.
وتعكس هذه التصريحات موقف الكنيسة الكاثوليكية في عهد البابا ليو، التي تستمر في الدفاع عن حقوق المهاجرين والمحتاجين، مؤكدًة على أهمية الرحمة والكرامة الإنسانية.
من جهة أخرى، اعتبر محللون سياسيون ومعلقون إعلاميون أن توقيت مشاركة البابا في حدث شيكاغو يشكل نوعًا من “البرمجة المضادة” للعرض العسكري في واشنطن.
ووصف جوناثان ليمير، المعلق في قناة MSNBC، هذا الحدث بأنه “طريقة من طرق البرمجة المضادة بلا شك”، مشيرًا إلى أن مشاركة البابا الافتراضية قد تجذب ملايين المشاهدين وتشتت الانتباه عن العرض العسكري الذي يحظى بدعم ترامب.
ويتوقع أن يثير هذا اليوم جدلاً واسعًا حول دلالات كلا الفعاليتين وتأثيرهما على المشهد الوطني، خاصة في ظل الانقسامات السياسية والاجتماعية التي تشهدها البلاد، مما يجعل من 14 يونيو محطة مهمة لفهم التفاعلات بين الدين والسياسة في أمريكا المعاصرة.