تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري.. مستويات ثاني أكسيد الكربون تصل إلى أعلى معدل في التاريخ.

تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري.. مستويات ثاني أكسيد الكربون تصل إلى أعلى معدل في التاريخ.


أعلن علماء من “معهد سكريبس لعلوم المحيطات” في سان دييغو، تسجيل ثاني أكسيد الكربون لأعلى مستوى في التاريخ.

الاحتباس الحراري يشتد.. ماذا تفعل حرائق الغابات في الغلاف الجوي؟

وفي تطور مقلق جديد، يعكس تسارع وتيرة تغير المناخ، أعلن العلماء أن متوسط تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تجاوز 430 جزءا في المليون خلال شهر مايو 2025، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله منذ بدء القياسات الدقيقة قبل 67 عاما.

ووفقا للبيانات، بلغ متوسط تركيز ثاني أكسيد الكربون خلال الشهر 430.2 جزءا في المليون، بزيادة قدرها 3.5 جزءا مقارنة بشهر مايو 2024. وسجلت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي رقما مشابها بلغ 430.5 جزءا في المليون.

وقال رالف كيلينغ، مدير برنامج ثاني أكسيد الكربون في سكريبس: “عام آخر، ورقم قياسي آخر.. إنه أمر محزن.”

ويُعد ثاني أكسيد الكربون أحد أقوى الغازات الدفيئة التي تحبس الحرارة في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى اضطراب أنماط الطقس وازدياد الظواهر المتطرفة مثل موجات الحر، والجفاف، والفيضانات، وحرائق الغابات. كما يسهم في تحمض المحيطات، ما يهدد الشعاب المرجانية والكائنات البحرية التي تحتاج إلى بيئات مستقرة لتكوين أصدافها وهياكلها.

وتجمع القياسات في مرصد مونا لوا الواقع على ارتفاع 11,141 قدما فوق سطح البحر في هاواي، حيث تُحلل عينات الهواء باستخدام تقنيات دقيقة تعتمد على الضوء والإشعاع.

ويُحذّر الخبراء من أن استمرار ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون يهدد بجعل سطح الأرض في المستقبل غير صالح لحياة البشر، كما أن تركيزات أعلى قد تؤثر سلبا على الصحة البشرية، مسببة مشكلات مثل النعاس، واضطرابات التركيز، والغثيان، بل والموت في الحالات القصوى.

عودة إلى زمن المناخ الدافئ

يُشير العلماء إلى أن مستويات الكربون الحالية تشبه تلك التي كانت سائدة قبل نحو 4.5 ملايين سنة خلال فترة تُعرف بـ”الذروة المناخية في عصر البليوسين”، حيث كانت درجات الحرارة أعلى بمقدار 3.9 درجات مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وبلغ مستوى سطح البحر حينها ارتفاعا يزيد عن 24 مترا مقارنة باليوم.

رغم انبعاث ثاني أكسيد الكربون على مدار العام، إلا أن تركيزه يبلغ ذروته عادة في شهر مايو في نصف الكرة الشمالي، بسبب تحلل النباتات خلال فصل الشتاء وغياب التمثيل الضوئي، قبل أن تعود النباتات إلى امتصاصه مع حلول الصيف.

متوسط تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون يصل لمستوى تاريخي

إرث علمي مستمر

وكان العالم الراحل تشارلز ديفيد كيلينغ – والد رالف كيلينغ – أول من رصد هذا الاتجاه الموسمي في خمسينيات القرن الماضي، من خلال إنشاء سلسلة قياسات تُعرف اليوم باسم منحنى كيلينغ، والذي يوثق الزيادة المستمرة في تركيز ثاني أكسيد الكربون منذ عام 1958.

وفي وقت يواجه فيه العالم تحديات مناخية غير مسبوقة، تدق هذه الأرقام ناقوس الخطر مجددا بشأن ضرورة التحرك العاجل للحد من الانبعاثات وتفادي العواقب الكارثية على الكوكب وسكانه.