“حتى اللحظة الأخيرة” .. “مادلين” تتحدى التحذيرات الإسرائيلية

أكد ناشطون على متن سفينة الإغاثة التابعة لأسطول الحرية والمتجهة إلى غزة عزمهم مواصلة مهمتهم “حتى اللحظة الأخيرة”.
وجاء موقف الناشطين بعد أن أمرت إسرائيل جيشها بمنع السفينة، التي تبحر حاليًا قبالة السواحل المصرية، من الوصول إلى ساحل قطاع غزة المحاصر إسرائيليًا.
«مادلين» على تخوم غزة.. يد تحمل الغذاء وأخرى ترفع التحدي
وقالت ريما حسن، النائبة الفرنسية الفلسطينية في البرلمان الأوروبي، لوكالة “فرانس برس” من على متن السفينة: “سنبقى متأهبين حتى اللحظة الأخيرة، إلى أن تقطع إسرائيل الإنترنت وشبكات الاتصال”.
وأبحرت السفينة “مادلين”، التابعة لتحالف أسطول الحرية، من صقلية الأحد الماضي، متجهة إلى غزة لإيصال مساعدات وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أعوام، والذي ازداد إحكامًا عقب اندلاع الحرب الأخيرة مع حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت حسن: “نحن 12 مدنيًا على متن السفينة، لسنا مسلحين، ولا نحمل سوى المساعدات الإنسانية”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد أكد في وقت سابق الأحد أنه أمر الجيش بمنع السفينة التي تقل ناشطين، من بينهم السويدية غريتا ثونبرغ، من كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وقال: “أعطيت تعليمات للجيش بمنع السفينة مادلين من بلوغ غزة”، واصفًا ثونبرغ بأنها “معادية للسامية”، وأعضاء المجموعة بأنهم “أبواق دعاية لحماس”. وأضاف: “عودوا أدراجكم، لأنكم لن تصلوا إلى غزة”.
وكان منظمو رحلة السفينة المحملة بالمساعدات قد أعلنوا، السبت، أنها وصلت إلى قبالة السواحل المصرية.
وردًا على تصريحات كاتس، قال تحالف أسطول الحرية في بيان إنه يتوقع “اعتراضًا واعتداء من إسرائيل في أي لحظة”، داعيًا حكومات دول الناشطين إلى التحرك لحمايتهم.
ويحمل الناشطون جنسيات ألمانية وفرنسية وبرازيلية وتركية وسويدية وإسبانية وهولندية.
وقالت الناشطة الألمانية ياسمين أكار من على متن السفينة: “نحن لا نخشاهم”، في إشارة إلى الإسرائيليين، مضيفة: “الرسالة التي يبعثون بها إلينا، وهي أنه لا يمكننا التقدّم أكثر نحو غزة، لا تدفعنا إلى التراجع”.
وأعربت حسن عن قلقها من غياب أي رد فعل رسمي من دول الناشطين، موضحة: “لم يصدر رد عن أي دولة. الرسالة هي أن إسرائيل تُترك لتتصرف من دون عقاب، ومن دون أي ضمان بحمايتنا”.
وكان وزير التجارة الخارجية والفرنسيين في الخارج، لوران سان-مارتان، قد قال الأحد إن باريس ملزمة بضمان “الحماية القنصلية” لرعاياها على متن السفينة الإغاثية، مضيفًا في تصريحات تلفزيونية أن “المواطنين الفرنسيين الستة على متن السفينة لهم الحق في الحصول على حماية قنصلية”.
وتفرض إسرائيل حصارًا بحريًا على غزة منذ ما قبل هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي شنته حماس على إسرائيل وأشعل فتيل الحرب في القطاع.
و”أسطول الحرية”، الذي تشكّل سنة 2010، هو حركة دولية غير عنيفة للتضامن مع الفلسطينيين، تكتسي بُعدًا إنسانيًا وتنشط ضد الحصار الإسرائيلي على غزة.