فرنسا تتعاون مع رينو لدعم قدرة أوكرانيا في مجال الطائرات المسيرة

فرنسا تتعاون مع رينو لدعم قدرة أوكرانيا في مجال الطائرات المسيرة


قالت شركة رينو اليوم الأحد إن وزارة الدفاع الفرنسية طلبت منها المساعدة في إنتاج طائرات مسيرة، وذلك بعد أيام من طرح الوزارة فكرة أن تساعد شركات فرنسية في إنتاجها بأوكرانيا.

وأضافت رينو في بيان أرسلته لرويترز “تواصلت وزارة الدفاع معنا بشأن إمكانية إنتاج طائرات مسيرة. جرت مناقشات لكن لم يتم اتخاذ أي قرار في هذه المرحلة إذ ننتظر المزيد من التفاصيل من الوزارة حول هذا المشروع”.

استحواذ وتنازل.. “رينو” الفرنسية في قبضة روسيا: قصة الحرب والماسة

وذكر موقع فرانس إنفو الإخباري الفرنسي في وقت سابق من اليوم الأحد أن من المتوقع أن تنتج شركة صناعة السيارات الفرنسية طائرات مسيرة في أوكرانيا.

وردا على سؤال حول هذا التقرير قالت الوزارة لرويترز إن الأمر متروك لشركة صناعة السيارات، دون أن تذكرها بالاسم، لتحديد ما إن كانت ستشارك في هذا المشروع.

وكان وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو قد ذكر في تصريحات لقناة (إل.سي.إي) الإخبارية الفرنسية يوم الجمعة أن باريس ستقيم شراكة بين شركة فرنسية كبرى لصناعة السيارات، دون أن يذكر اسمها، ومؤسسة دفاعية صغيرة بهدف تجهيز خطوط إنتاج في أوكرانيا لصناعة طائرات مسيرة.

وكانت المسيرات أحد أهم الدروس المستخلصة من حرب أوكرانيا، حيث اعتمدت كل من موسكو وكييف بشكل كبير على تقنيات وتكتيكات المسيرات لكن طائرات السرب المسيرة لم تُشاهد حتى الآن.

منذ اندلاع حرب أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، أصبحت المسيرات نجما بازغا في ساحة معركة بدت كييف الأكثر تفوقا فيها.

وتعد الطائرات المسيرة الموجهة بالألياف الضوئية هي أكثر أسلحة روسيا فاعلية في الحرب الأوكرانية، وبعدما كانت تجربة غامضة، أصبحت هذه المسيرات أحد الأسلحة الرئيسية في ساحة المعركة في الأشهر الأخيرة فهي مقاومة للتشويش وقادرة على ضرب أهداف بعيدة خلف خطوط العدو بدقة مذهلة.

وفي حين كانت أوكرانيا، أول من ابتكر حرب الطائرات المسيرة يبدو أن روسيا هي التي أتقنتها في المرحلة التالية وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “تليغراف” البريطانية.

تُمثّل هيمنة الطائرات المسيرة العاملة بالألياف الضوئية نقطة محورية في حرب المسيرات، ففي عام 2024، شهد الإنتاج الأوكراني والروسي للطائرات المسيرة التقليدية الموجهة لاسلكيًا ارتفاعًا كبيرًا لكنها اعتمدت على الترددات الراديوية، مما يعني أنها أصبحت أكثر عرضة للتشويش في الحرب الإلكترونية.

وبحلول نهاية العام الماضي، كان ما يصل إلى 75% من الطائرات المسيرة التي أطلقتها روسيا وأوكرانيا تتعرض للتعطيل بسبب التشويش.

لكن الطائرات المسيرة العاملة بالألياف الضوئية، تمثل عودة سلكية إلى صواريخ الحرب الباردة المضادة للدبابات، مثل صاروخ TOW الأمريكي الصنع (الذي يتم إطلاقه من أنبوب، وتتبعه بصريًا وتوجيهه سلكيًا)، ولكن مع إعادة تصميمها للحرب الجوية الحديثة.

وتبدو الطائرات المسيرة عادية فهي طائرات رباعية المراوح مُجهزة بحمولات متفجرة لكن الفرق هو تثبيت بكرة أسطوانية كبيرة أسفلها، تقوم بتغذية سلكًا من الألياف الضوئية أثناء طيرانها ويعد هذا السلك هو الرابط المادي بين الطائرة المسيرة ومشغلها وهو أيضا ما يجعل من المستحيل تدميرها باستخدام التشويش.

وتستطيع الطائرات المسيرة المزودة بالألياف الضوئية التحليق في حظائر الطائرات، والمخابئ، والمناطق الحضرية الكثيفة، أو الأشجار دون فقدان الإشارة كما أن بث كاميراتها أكثر وضوحًا.

ولا تُصدر هذه المسيرات إشارات قابلة للكشف، مما يعني أن أجهزة الكشف عن الترددات الراديوية التقليدية لا تستطيع التقاطها والأهم أنها لا تكشف عن موقع المُشغل.

ويمكن للمسيرات عادة قطع مسافة تصل إلى 25 كيلومترًا، وهو مدى يُضاهي مدى طائرات (FPV) المُتحكم بها عن بعد الأكثر شيوعًا، حيث يصل مدى النموذج الأولي الذي طورته “كتيبة المسيرات الضاربة 414” الأوكرانية إلى 41 كيلومترًا.

والتكنولوجيا نفسها ليست جديدة ففي الواقع، بدأت روسيا في نشر هذه المسيرات بعد التوغل الأوكراني في كورسك الروسية في أغسطس/آب الماضي لكن الأمر الخطير في نشر هذه هو الزيادة الأخيرة في إنتاجها.

ورغم نجاحاتها فإن هذه المسيرات ليست حلاً سحرياً فهي باهظة الثمن وقد يصل سعر بكرة ألياف ضوئية واحدة إلى 700 دولار وهو ما يكفي لشراء طائرتين تقليديتين كما أنها أثقل وزنًا، وبالتالي غالبًا ما تكون أبطأ.

ويطور الجانبان تدابير مضادة حتى لو كانت بدائية مثل قطع الكابل واستخدام شباك صيد لالتقاطها وأفخاخ خشبية.

وهناك أنظمة رادار عالية التقنية قادرة على رصد مسيرات الألياف الضوئية المسيرة على مسافة تصل إلى 20 كيلومترًا، لكن تكلفة كل منها تزيد على مليون يورو.

aXA6IDE1NC43My4yNTAuNzEg