«الحرس الوطني» يتدخل في لوس أنجلوس.. ترامب يُنهي قاعدة دامت 60 عامًا

«الحرس الوطني» يتدخل في لوس أنجلوس.. ترامب يُنهي قاعدة دامت 60 عامًا


وصلت طلائع الحرس الوطني إلى مدينة لوس أنجلس، اليوم الأحد، بعدما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسالهم.

ويُعدّ نشر قوات الحرس الوطني ضد رغبة حاكم الولاية حدثًا نادرًا في الولايات المتحدة، ويأتي عقب اندلاع احتجاجات اتسم بعضها بالعنف على خلفية عمليات دهم عنيفة لتنفيذ قوانين الهجرة.

«مداهمات الترحيل» تُشعل لوس أنجلوس.. ترامب يستدعي الحرس الوطني

وأعلن الرئيس الجمهوري السيطرة الفدرالية على جيش ولاية كاليفورنيا لإدخال عناصره إلى ثاني كبرى مدن البلاد، في قرار اعتبره الحاكم الديمقراطي غافين نيوسوم “تحريضيًا”. وهي المرة الأولى منذ عقود التي يتم فيها نشر عناصر الحرس الوطني من دون موافقة حاكم الولاية المعنية.

وانتشر عناصر بزيهم العسكري وأسلحتهم الآلية ودروعهم قرب بلدية المدينة الواقعة على الساحل الغربي للبلاد، وسط دعوات لـ”تحرّك كبير” أمام المبنى عند الثانية بعد الظهر (21:00 بتوقيت غرينتش).

ويأتي ذلك بعد يومين من مواجهات أطلق خلالها عناصر فدراليون القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه حشد خرج للتعبير عن غضبه من توقيف عشرات المهاجرين في المدينة التي تضم جالية لاتينية كبيرة.

إلى جانب الرئيس

وأكد جمهوريون، الأحد، وقوفهم إلى جانب ترامب في رفض تصريحات نيوسوم وغيره من المسؤولين المحليين الذين اعتبروا أن الاحتجاجات سلمية في غالبيتها، وأن نشر الحرس الوطني من شأنه أن يفاقم التوترات.

وقال رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، لشبكة “إيه بي سي”: “لست قلقًا من ذلك على الإطلاق”، معتبرًا أن نيوسوم “أظهر عجزًا أو عدم استعداد للقيام بما يقتضيه الأمر هناك، لذا تدخّل الرئيس”.

وتعليقًا على تلويح وزير الدفاع، بيت هيغسيث، بالاستعانة بمشاة البحرية (المارينز) لمؤازرة الحرس الوطني، قال جونسون إنه لا يرى في ذلك مبالغة، مضيفًا: “علينا أن نكون جاهزين للقيام بما يلزم”.

وكان نيوسوم قد أشار في منشور على منصة “إكس”، السبت، إلى أن “السلطات تريد مشهدية. لا تمنحوها ذلك. لا تستخدموا العنف. عبّروا عن مواقفكم بسلمية”.

وقالت النائبة عن كاليفورنيا، نانيت باراغان، في تصريح لشبكة “سي إن إن”، الأحد: “من يرتكبون العنف يجب توقيفهم.. لكن ليس هذا ما يحدث”.

وتابعت: “نحن أمام إدارة تستهدف احتجاجات سلمية.. الرئيس يرسل الحرس الوطني لأن المشاهد لا تعجبه”.

ورأى مصور في “فرانس برس”، خلال الليل، نيرانًا وألعابًا نارية تضيء الشوارع أثناء المواجهات، بينما وقف متظاهر يرفع العلم المكسيكي أمام سيارة متفحمة كُتبت عليها شعارات مناهضة لإدارة الهجرة والجمارك الفدرالية، التي ينفذ عناصرها عمليات الدهم.

وقالت امرأة مولودة لأبوين مهاجرين، تقطن لوس أنجلس ورفضت الكشف عن اسمها: “علينا الدفاع عن أهلنا”.

وأكدت لـ”فرانس برس”، بينما شوهد وميض مركبات الطوارئ من بعد: “سواء أصبنا أو أطلقوا الغاز المسيل علينا أو مهما أطلقوا باتجاهنا، فلن يوقفونا. كل ما بقي لدينا هو صوتنا”.

«صفر تسامح»

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إن “الرئيس ترامب وقّع مذكرة رئاسية لنشر ألفَي عنصر من الحرس الوطني للتعامل مع حالة الفوضى التي سُمح لها بالتفاقم”، محمّلة المسؤولية لمسؤولي كاليفورنيا الديمقراطيين “عديمي الفائدة”.

وأكدت أن “إدارة ترامب لديها سياسة صفر تسامح إزاء السلوك الإجرامي والعنف، خصوصًا عندما يستهدف هذا العنف ضباط إنفاذ القانون الذين يحاولون القيام بوظائفهم”.

وهنّأ ترامب الحرس على “أداء المهمة بشكل جيّد” قبيل منتصف ليل السبت.

وتتم الاستعانة عادة بالحرس الوطني (وهو جيش احتياطي) عند وقوع كوارث طبيعية، مثل حرائق لوس أنجلس، وأحيانًا في حالات الاضطرابات المدنية، لكن ذلك يكون عادة بموافقة المسؤولين السياسيين المحليين.

وأوضح الناشط الأمريكي، كينيث روس، الذي كان رئيسًا لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن هذه هي المرة الأولى منذ عام 1965 التي ينشر فيها رئيس الحرس الوطني دون طلب من حاكم الولاية. ورأى أن ترامب “يقوم باستعراض ليواصل مداهمات الهجرة”.

لكن وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، شددت في تصريحات لشبكة “سي بي إس” على أن أفراد الحرس الوطني “مدربون خصيصًا على التعامل مع هذه الحالات من تحركات الجموع”.

وأشارت أستاذة القانون، جيسيكا ليفنسون، إلى أن تلويح هيغسيث بإرسال المارينز يبدو رمزيًا، نظرًا إلى القيود القانونية على استخدام الجيش كقوة إنفاذ قانون في الداخل بغياب تمرّد.

عناصر وآليات الحرس الوطني تنتشر في لوس أنجلوس

وقالت: “لن يكون بإمكان الحرس الوطني القيام بأكثر من مجرد توفير الدعم اللوجستي”.

ومنذ تولّيه منصبه في يناير/ كانون الثاني، شرع ترامب في تنفيذ تعهّده باتخاذ إجراءات صارمة ضد دخول المهاجرين غير المسجلين.

ويوم الجمعة، نفّذ عناصر مسلّحون وملثمون من أجهزة الهجرة عمليات دهم في أجزاء عدة من لوس أنجلس، ما دفع حشودًا غاضبة إلى التجمع وأدى إلى مواجهات استمرت ساعات.

وقال أحد السكان، ويدعى فرناندو ديلغادو (24 عامًا)، إن عمليات الدهم “ظالمة”، والأشخاص الذين يتم اعتقالهم “بشر كغيرهم”.

وأقرت رئيسة بلدية لوس أنجلس، كارن باس، بأن السكان “يشعرون بالخوف” بعد تدابير إنفاذ القانون التي اتخذتها سلطات الهجرة الفدرالية.

وقالت على منصة “إكس”: “للجميع الحق في التظاهر سلميًا، لكن وبكل وضوح: العنف والتدمير غير مقبولَين، وستتم محاسبة المسؤولين” عن هذه الأعمال.