اجتماع حاسم في لندن.. انطلاق المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة

بدأ مسؤولون كبار من الولايات المتحدة والصين محادثات في لندن اليوم الإثنين، بهدف نزع فتيل التوتر التجاري الذي اتسع نطاقه بين البلدين في الأسابيع الماضية وتجاوز الرسوم الجمركية المتبادلة إلى فرض قيود تصديرية على سلع ومكونات رئيسية لسلاسل التوريد العالمية.
وفقا لرويترز، يجتمع الجانبان في لانكستر هاوس في لندن سعيا لإعادة اتفاق مبدئي تم التوصل إليه الشهر الماضي في جنيف إلى مساره الصحيح.
وكان هذا الاتفاق قد قاد لخفض التوتر بين البلدين لفترة وجيزة وتسبب في حالة من الارتياح بين المستثمرين الذين تكبدوا العناء لأشهر بسبب سلسلة الأوامر التي يعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني.
مفاجأة.. صادرات الصين من المعادن النادرة تقفز 23% رغم القيود
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية أمس الأحد “ستعقد الجولة المقبلة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في بريطانيا يوم الإثنين.. إننا أمة تدعم التجارة الحرة ولطالما كنا واضحين بأن الحرب التجارية ليست في مصلحة أحد، ولذلك نرحب بهذه المحادثات”.
ويشارك في المحادثات وفد أمريكي يقوده وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، فيما سيرأس وفد الصين نائب رئيس مجلس الدولة خه لي فنغ.
وتأتي الجولة الثانية من اللقاءات بعد أربعة أيام من اتصال هاتفي بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، في أول تواصل مباشر بينهما منذ تنصيب ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني.
فى الصين.. أرصفة لشحن الهواتف وتشغيل الفيديو
وخلال الاتصال الذي استمر لأكثر من ساعة، طلب شي من ترامب التراجع عن الإجراءات التجارية التي ألحقت الضرر بالاقتصاد العالمي وحذره من اتخاذ خطوات تتعلق بتايوان من شأنها أن تمثل تهديدا، وفقا لتفاصيل صدرت عن الحكومة الصينية.
لكن ترامب قال على وسائل التواصل الاجتماعي إن المحادثات ركزت في المقام الأول على التجارة وأدت إلى “نتيجة إيجابية للغاية” بما يمهد الطريق لاجتماع اليوم الإثنين في لندن.
وشهدت جنيف في 10 و11 مايو/أيار الماضي، أول جولة من المحادثات التجارية بين الصين والولايات والمتحدة، في إطار السعي إلى خفض التوترات التي أجّجتها الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث ناقش الجانبان كيفية تهدئة الحرب التجارية التي تهدد بإلحاق ضرر كبير بالاقتصاد العالمي.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجولة الأولى من المحادثات في جنيف بأنها “جيدة جداً” واعتبرها “إعادة ضبط كاملة جرى التفاوض عليها بطريقة ودية لكن بناءة”.
وأوضح في منشور على منصة تروث سوشال مساء السبت “نريد أن نرى انفتاح الصين على الأعمال التجارية الأمريكية، لصالح كل من الصين والولايات المتحدة”، مضيفاً “تم إحراز تقدم كبير”.
ووصفت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) المحادثات بأنها “خطوة مهمة نحو إيجاد حل للمسألة”.
وعكس التمثيل الرفيع للبلدين في المحادثات أهمية هذا التواصل بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وعقدت المحادثات المغلقة في مقر إقامة الممثل الدائم لسويسرا لدى الأمم المتحدة في جنيف على ضفاف بحيرة ليمان.
وتمثل المحادثات أول لقاء مباشر بين مسؤولين رفيعي المستوى في البلدين منذ فرض ترامب الشهر الماضي تعريفات إضافية وصلت إلى 145% على السلع الواردة من الصين، إضافة إلى الرسوم المفروضة في الأساس.
وردّت بكين التي تعهّدت محاربة رسوم ترامب الجمركية “حتى النهاية”، من خلال فرض رسوم بنسبة 125% على المنتجات الأمريكية.
ونتيجة لذلك، تراجع التبادل التجاري بشكل ملحوظ بين البلدين، كما شهدت الأسواق العالمية اضطرابات قوية.