جهود غير معهودة.. السفير الأمريكي يتدخل لحماية حكومة نتنياهو من الانهيار

جهود غير معهودة.. السفير الأمريكي يتدخل لحماية حكومة نتنياهو من الانهيار


في تحرك غير مألوف في العلاقات بين تل أبيب وواشنطن، تدخل السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، لمحاولة منع سقوط حكومة بنيامين نتنياهو.

وجاء تحرك السفير الأمريكي تجاه الأحزاب الدينية الإسرائيلية «الحريديم» بعد فشل نتنياهو في إقناع شركائه بعدم التصويت لصالح مشروع قانون حلّ الكنيست.

عشية تصويت الكنيست.. نتنياهو يسعى لإنقاذ حكومته بمهاجمة معارضيههل تسقط حكومة نتنياهو؟

وما لم تطرأ مفاجآت في اللحظة الأخيرة، فمن المتوقع أن يُجرى التصويت بالقراءة التمهيدية على مشروع القانون مساء الأربعاء، وسط توقعات بأن يحظى بأغلبية واضحة.

وسيعود الفضل في هذه الأغلبية لحزبي «شاس»، الذي يملك 11 مقعدًا في الكنيست، و«يهدوت هتوراه»، الذي يملك 7 مقاعد.

وكان الحزبان قد قررا دعم مشروع القانون الذي قدمته المعارضة، بعد أن نفد صبرهما من تأجيل نتنياهو المتكرر لطرح مشروع قانون التجنيد، الذي يعفي قطاعات من المتدينين «الحريديم» من الخدمة العسكرية، أو يفرض عقوبات على من يرفض منهم أداءها.

وفي حال إقرار مشروع القانون في ثلاث قراءات، فسيتم تحديد موعد لانتخابات مبكرة.

وتحت عنوان «المحاولة الأمريكية لمنع إجراء انتخابات في إسرائيل»، كشفت القناة 13 الإخبارية الإسرائيلية، مساء الإثنين، عما وصفته بـ«التدخل الأمريكي في النظام السياسي الإسرائيلي».

وقالت القناة: «على خلفية الاستعدادات للتصويت على حل الكنيست، أجرى السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، في الأيام الأخيرة، محادثات مع كبار السياسيين في الأحزاب الدينية، محاولًا إقناعهم بأن الوقت ليس مناسبًا لإجراء انتخابات».

وأضافت: «الرسالة التي نقلها السفير الأمريكي لهم كانت أن استقرار الحكومة ضروري للتعامل مع إيران».

ونقلت القناة عن مصادر سياسية إسرائيلية أن «السفير الأمريكي تحدث بالفعل مع عدد من كبار السياسيين في الأحزاب الدينية خلال الأيام الماضية، محاولًا ثنيهم عن إسقاط الحكومة».

وقالت: «بينما يستعد الائتلاف لاحتمال حل الكنيست، أجرى السفير الأمريكي عددًا من المحادثات مع شخصيات بارزة في الأحزاب الدينية، أكد خلالها على أهمية استقرار الحكومة، معتبرًا أن الذهاب إلى الانتخابات في هذا التوقيت خطأ جسيم».

وأضافت القناة: «في أحد الاجتماعات، الذي عُقد يوم الخميس الماضي، نقل هاكابي رسالة حازمة إلى الوزير مئير بوروش مفادها: (لا لتفكيك الحكومة)».

وتابعت: «وفي محادثة أخرى مع سياسي بارز من الأحزاب الدينية نهاية الأسبوع الماضي، قال له السفير: إن استقرار الحكومة مهم لمواجهة القضية الإيرانية».

وأردفت: «قال هذه الأمور بصفته ممثلًا للإدارة الأمريكية. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت هذه الخطوة بتوجيه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أم أنها مبادرة شخصية من هاكابي».

كما ذكرت القناة أنه في لقاء جمع السفير الأمريكي بالحاخام موشيه هيليل هيرش، جرى باللغة الإنجليزية، شدد هاكابي على أن خوض حملة انتخابية في هذا التوقيت، بينما تُطرح القضية الإيرانية على جدول الأعمال، ومع وجود تهديدات من اليمن، سيجعل من الصعب على واشنطن دعم إسرائيل.

واعتبرت القناة أن الرسالة كانت واضحة: «في واشنطن، سيكون من الصعب دعم إسرائيل خلال فترة الانتخابات».

وأشارت إلى أنه، ردًا على استفسار، قال مكتب السفير الأمريكي: «التقى السفير بمجموعة واسعة من المسؤولين الإسرائيليين. ويظل محتوى المحادثات خاصًا».

غضب المعارضة

لكن هذه المحادثات أثارت غضب المعارضة الإسرائيلية.

وكتب زعيم المعارضة، يائير لابيد، على منصة «إكس»: «بما أنني لا أشك في احترام السفير هاكابي لاستقلال إسرائيل وديمقراطيتها، فإنني آمل وأعتقد أن التقرير الذي يفيد بتدخله في السياسة الداخلية الإسرائيلية ومحاولته مساعدة نتنياهو في مواجهة المتشددين الدينيين في أزمة قانون التهرب (من الخدمة العسكرية) لا يمكن أن يكون صحيحًا. إسرائيل ليست دولة محمية».

كما أشارت القناة إلى أن زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» المعارض، أفيغدور ليبرمان، وصف التصريح المنسوب للسفير الأمريكي، بأن «استقرار الحكومة ضروري للتعامل مع إيران»، بأنه «تصريح غير مسبوق وغير معقول».

aXA6IDE1NC43My4yNDkuMTUg