فيروس جدري القردة يظل مصدر خطر، و”الصحة العالمية” تحافظ على حالة الطوارئ

فيروس جدري القردة يظل مصدر خطر، و”الصحة العالمية” تحافظ على حالة الطوارئ


يواصل مرض جدري القردة انتشاره مهددًا الصحة العامة، وسط تسجيل حالات جديدة في أمريكا وأفريقيا.

«الصحة العالمية» تعلن تحديث خطتها الاستراتيجية لمواجهة جدري القرود

أكدت منظمة الصحة العالمية الأثنين، استمرار حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقًا دوليًا، داعية إلى اليقظة وتعزيز التدابير الوقائية للحد من انتشار المرض.

وكانت المنظمة قد أعلنت حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقا دوليا لأول مرة في أغسطس 2024، واتخذت مؤخرار قرار إبقاء هذا التصنيف الرفيع في ظل استمرار تفشي المرض وانتشاره في عدة مناطق حول العالم.

وظهرت حالات جديدة من النوع الأول لفيروس جدري القردة (Clade I) في الولايات المتحدة، حيث تم تسجيل أربع حالات بين مسافرين عائدين من مناطق وسط وشرق أفريقيا، في ولايات كاليفورنيا وجورجيا ونيوهامبشير ونيويورك. ومع ذلك، يؤكد مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي أن خطر انتقال العدوى محليا لا يزال منخفضا، وسط متابعة دقيقة للحالات.

وعلى المستوى الدولي، تستمر الدول في وسط وشرق أفريقيا في مواجهة تفشيات متجددة من النوع الأول، الذي ينتقل عبر التواصل المباشر مع الحيوانات البرية المصابة، أو من خلال الانتقال داخل الأسر، خاصة بين الأطفال الذين يشكلون نسبة كبيرة من الحالات. أما الفرع الفرعي الأحدث، فقد رُصد انتشاره عبر العلاقات الجنسية بين البالغين، مع معدل وفيات أقل مقارنة بالنمط القديم.

في الوقت ذاته، ينتشر نوع آخر من الفيروس (Clade II) بوتيرة أقل حول العالم، حيث تسبب في أكثر من 100 ألف حالة في أكثر من 120 دولة، شملت مناطق لم تعرف المرض من قبل.

وتعمل السلطات الصحية، بقيادة منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض، بلا هوادة لتعزيز جهود المراقبة، وتحسين القدرة على الكشف المبكر، وتطبيق إجراءات الوقاية لمنع تفشي المرض بشكل أوسع. كما تؤكد المنظمة على أهمية اتباع التوصيات الصحية الخاصة، خاصة في المناطق الموبوءة وحالات السفر.

ومع استمرار هذا الوباء في اختبار جاهزية الأنظمة الصحية حول العالم، يبقى الوعي واليقظة هما أفضل الأدوات في مواجهة جدري القردة، لحماية أنفسنا ومجتمعاتنا من خطر قد يتزايد إذا غابت الإجراءات الوقائية.

تسجيل حالات جديدة من جدري القردة في أمريكا وأفريقيا

وجدري القردة هو مرض فيروسي نادر ينتمي إلى عائلة فيروسات الجدري، وينتج عن فيروس الـ”Mpox” الذي يشبه فيروس الجدري البشري.

وينتشر نوعه الأول (Clade I) بشكل رئيسي في وسط وشرق أفريقيا، وهو أكثر شدة ويتميز بمعدلات وفاة أعلى، خاصة بين الأطفال. ينتقل هذا النوع من خلال الاتصال المباشر مع الحيوانات المصابة، مثل القوارض أو القرود، أو عن طريق العدوى من شخص إلى آخر عبر التلامس الوثيق أو الرذاذ التنفسي.

ويُعتبر النوع الثاني (Clade II) أقل حدةً وينتشر بمستويات منخفضة في دول متعددة حول العالم، ويتميز بنمط انتشار أوسع لكنه يُسبب أعراضًا أخف بشكل عام.

ويظهر المرض عادة بأعراض تشمل الحمى، والطفح الجلدي المميز، وتضخم الغدد اللمفاوية، وأحيانًا أعراض تنفسية، و فترة الحضانة تتراوح بين 5 إلى 21 يوما. ويمكن أن ينتقل الفيروس من الحيوانات إلى البشر، ومن البشر إلى بعضهم البعض، عبر سوائل الجسم، والملامسة الجلدية، والاتصال الجنسي.

تسجيل حالات جديدة من جدري القردة في أمريكا وأفريقيا

وتُعتبر الظروف الصحية والاجتماعية المختلفة، مثل حجم الأسرة ونوعية الرعاية الطبية، من العوامل التي تؤثر على مدى انتشار المرض وشدته في المجتمعات المختلفة، وفي المناطق المتأثرة، يشكل المرض خطرا أكبر على الأطفال والبالغين الذين يعانون من ضعف المناعة.