لقاح نيجيري مبتكر يعيد الأمل في مكافحة حمى لاسا القاتلة

كشف خبير فيروسات نيجيري بارز عن تحقيق تقدم علمي كبير نحو تطوير لقاح فعال ضد حمى لاسا.
حمى “لاسا”.. إجابات لأبرز 8 أسئلة عن فيروس عمره 53 عاما
قال الدكتور سيميون أغوالي، الرئيس التنفيذي لشركة “إينوفيتف بيوتِك”، إن اللقاح الذي طوره باحث نيجيري اجتاز بنجاح تجارب ما قبل السريرية على الفئران والرئيسيات غير البشرية، ما يبعث أملا كبيرا بالسيطرة على المرض، الذي يعد أحد الأمراض الفيروسية الفتاكة التي تودي بحياة العشرات سنويا في نيجيريا.
وأوضح أغوالي، في تصريحات صحفية، أن هذا اللقاح هو الوحيد حتى الآن الذي أثبت فعاليته بنسبة 100% ضد السلالة النيجيرية من فيروس لاسا، وهي تختلف عن سلالة “جوزايا” المعروفة التي نشأت في السنغال.
وأشار إلى أن “جميع الفئران غير المُطعمة نفقت بعد التعرض للفيروس، بينما نجت كافة الفئران التي حصلت على اللقاح. كما أظهرت تجارب مماثلة على القرود نفس النتيجة، مما يعزز الأمل بفعالية اللقاح عند انتقاله إلى مرحلة التجارب السريرية على البشر”.
وأضاف أن جرعات اللقاح الخاصة بالتجارب السريرية يتم إنتاجها حاليا في الولايات المتحدة، بموجب اتفاقية لنقل التكنولوجيا، إلى حين جاهزية منشأة إنتاج اللقاحات في نيجيريا.
أرقام مقلقة واستمرار تفشي المرض
ووفقا لتقارير المركز النيجيري لمكافحة الأمراض والوقاية منها ، فقد حصدت حمى لاسا أرواح أكثر من 138 شخصا بين يناير ومنتصف مايو من العام الحالي، بنسبة وفاة بلغت 19.3%. وتم تسجيل 717 إصابة مؤكدة حتى الأسبوع الثامن عشر، في ظل ظهور حالات جديدة في ولايات أوندو، وإيدو، وبوتشي، وبينو، وتشكل ثلاث ولايات بؤرا رئيسية للمرض، إذ تسجل أوندو وحدها 30% من الحالات، تليها بوتشي (25%)، ثم تارابا (16%).
وحمى لاسا هي مرض فيروسي حاد ينتمي إلى فئة الحمى النزفية، وتعد من الأمراض المتوطنة في دول غرب إفريقيا، خاصة نيجيريا، حيث تسجل مئات الحالات سنويا. اكتشف المرض لأول مرة عام 1969 في بلدة “لاسّا” النيجيرية، التي أخذ المرض اسمه منها.
ينتقل الفيروس في الأساس من القوارض، وخاصة فئران “ماستومايس” الإفريقية، إلى الإنسان من خلال ملامسة طعام أو أدوات منزلية ملوثة ببول أو براز هذه القوارض. كما يمكن أن ينتقل المرض من شخص لآخر، لا سيما في بيئات الرعاية الصحية التي تفتقر إلى إجراءات الوقاية الكافية، وذلك عبر ملامسة سوائل جسم المصابين مثل الدم أو اللعاب أو البول.
تبدأ أعراض حمى لاسا بشكل تدريجي، وتشبه في البداية أعراض الإنفلونزا، مثل الحمى والصداع والتعب وآلام العضلات. وفي بعض الحالات تتفاقم الأعراض لتشمل نزيفا داخليا واخارجيا، وفشلًا في الكلى أو الكبد، وقد تؤدي إلى الوفاة. وتشير التقديرات إلى أن 80% من المصابين لا تظهر عليهم أعراض واضحة، فيما يُصاب 20% بمضاعفات خطيرة.
وفي نيجيريا، تُعد حمى لاسا مصدر قلق مستمر. وبحسب المركز النيجيري لمكافحة الأمراض ، توفي أكثر من 138 شخصا نتيجة المرض بين يناير ومنتصف مايو 2025، بنسبة وفاة وصلت إلى نحو 19%. وتم تسجيل أكثر من 700 حالة مؤكدة في تلك الفترة، مع رصد بؤر مستمرة في ولايات مثل أوندو، إيدو، وباوتشي.
وحتى الآن، لا يوجد لقاح مرخص عالميا ضد هذه الحمى، لكن الأبحاث العلمية تشهد تقدما ملموسا في هذا الاتجاه، ويُستخدم دواء “ريبافيرين” كمضاد فيروسي في المراحل الأولى من الإصابة، لكن فعاليته محدودة في المراحل المتقدمة.
وتظل الوقاية من المرض حجر الأساس في مواجهته، من خلال تحسين شروط النظافة المنزلية وتخزين الطعام بطريقة تمنع اقتراب القوارض، فضلًا عن تشديد إجراءات مكافحة العدوى في المستشفيات والمرافق الصحية.