الاقتصاد العالمي في مرحلة حاسمة: البنك الدولي يُخفض توقعاته الاقتصادية

الاقتصاد العالمي في مرحلة حاسمة: البنك الدولي يُخفض توقعاته الاقتصادية

تم تحديثه الثلاثاء 2025/6/10 07:42 م بتوقيت أبوظبي


خفض البنك الدولي اليوم الثلاثاء توقعاته للنمو العالمي خلال العام الجاري بما يعادل 0.4 نقطة مئوية إلى 2.3%، قائلاً إن ارتفاع الرسوم الجمركية وتزايد الضبابية يشكلان «عقبة كبيرة» أمام جميع الاقتصادات تقريباً.

وفي تقرير (آفاق الاقتصاد العالمي) نصف السنوي، خفض البنك توقعاته لما يقرب من 70% من جميع الاقتصادات، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وأوروبا، بالإضافة إلى ست مناطق للأسواق الناشئة، وذلك مقارنة بالمستويات التي توقعها قبل ستة أشهر، أي قبل أن يعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وأحدث ترامب انقلابا في التجارة العالمية عبر سلسلة من الزيادات والتخفيضات في الرسوم الجمركية مما رفع معدل الرسوم الجمركية الأمريكية الفعلي من أقل من ثلاثة بالمئة إلى ما يقرب من 16%، وهو أعلى مستوى منذ نحو 100 عام، والذي أثار ردود فعل من الصين ودول أخرى.

والبنك الدولي هو أحدث مؤسسة تخفض توقعاتها للنمو نتيجة لسياسات ترامب التجارية، وذلك على الرغم من إصرار المسؤولين الأمريكيين على أن التداعيات السلبية ستعوضها زيادة في الاستثمار وتخفيضات ضريبية لم تحصل على الموافقة بعد.

ولم يتنبأ البنك بحدوث ركود لكنه قال إن النمو الاقتصادي العالمي هذا العام سيكون الأضعف خارج نطاق الركود منذ 2008. وبحلول عام 2027، من المتوقع أن يبلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي 2.5% فقط، وهي أبطأ وتيرة في أي عقد منذ الستينيات.

وتوقع التقرير أن تنمو التجارة العالمية 1.8% في 2025، بانخفاض من 3.4% في 2024، أي ما يقرب من ثلث مستواها البالغ 5.9% في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وتستند التوقعات إلى الرسوم الجمركية السارية بداية من أواخر مايو/أيار، بما في ذلك الرسوم الأمريكية البالغة 10% على الواردات من معظم البلدان. وتستثني الزيادات التي أعلن عنها ترامب في أبريل/نيسان ثم تم تأجيلها حتى التاسع من يوليو/تموز للسماح بالتفاوض.

وتوقع البنك أن يصل التضخم العالمي إلى 2.9% في 2025، ليظل أعلى من مستويات ما قبل كوفيد-19.

الإمارات تحتضن اجتماع شراكة البنك الدولي لخفض حرق الغاز والميثان
البنك الدولي يعلن تسوية متأخرات سوريا.. تمهيد الطريق للقروض الجديدة

وكتب البنك قائلاً “لا تزال المخاطر التي تهدد التوقعات العالمية تميل بالتأكيد إلى الانخفاض”. وقال البنك إن نماذجه أظهرت أن زيادة إضافية قدرها 10% في متوسط ​​الرسوم الجمركية الأمريكية، بالإضافة إلى النسبة المطبقة بالفعل عند 10%، ورسوم مضادة من جانب دول أخرى، قد تخفض توقعات 2025 بما يعادل 0.5 نقطة مئوية أخرى.

وأشار التقرير إلى أن مثل هذا التصعيد في الرسوم التجارية من شأنه أن يؤدي إلى “عرقلة التجارة العالمية في النصف الثاني من هذا العام.. وانهيار واسع النطاق في الثقة، وارتفاع حالة عدم اليقين والاضطراب في الأسواق المالية”.

ومع ذلك أشار التقرير إلى أن احتمال حدوث ركود عالمي أقل من 10%.

ضباب يخيم على مهبط طائرات

يجتمع كبار المسؤولين من الولايات المتحدة والصين في لندن هذا الأسبوع لمحاولة نزع فتيل نزاع تجاري اتسع نطاقه ليشمل قضايا متنوعة من بينها الرسوم الجمركية والقيود المفروضة على المعادن الأرضية النادرة، مما يهدد بصدمة في سلاسل التوريد العالمية وتباطؤ النمو.

وقال نائب رئيس الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي أيهان كوسي في مقابلة مع رويترز “لا تزال الضبابية تمثل عائقا كبيرا، مثل ضباب يخيم على مهبط طائرات. إنها تبطئ الاستثمار وتؤثر على التوقعات”.

لكنه أشار إلى وجود مؤشرات على تزايد المحادثات المتعلقة بالتجارة، مما قد يساعد في تبديد الضبابية، وأوضح أن سلاسل التوريد تتكيف مع خريطة تجارية عالمية جديدة ولا تمر بحالة تنهار. وقال إن نمو التجارة العالمية قد يشهد انتعاشا طفيفا في 2026 ليصل إلى 2.4% وإن التطور في مجال الذكاء الاصطناعي قد يعزز النمو.

وتابع “نرى أن الضبابية ستنحسر في نهاية المطاف… وبمجرد أن يتبدد الضباب، قد يبدأ محرك التجارة في العمل مجددا، ولكن بوتيرة أبطأ”.

وأضاف كوسي أنه في حين أن الأمور قد تسوء، إلا أن التجارة مستمرة ولا تزال الصين والهند ودول أخرى تحقق نموا قويا. وأشار إلى أن دولا كثيرة تناقش أيضا شراكات تجارية جديدة قد تؤتي ثمارها لاحقا.