خياران دبلوماسيان وتحذيرات: أمريكا وإسرائيل عند مفترق الطريق النووي الإيراني

خياران دبلوماسيان وتحذيرات: أمريكا وإسرائيل عند مفترق الطريق النووي الإيراني


فيما تواصل طهران وواشنطن التحضير لجولة جديدة من المفاوضات النووية، كشف مسؤولون أمريكيون

وإسرائيليون عن خلافات متزايدة بين البلدين بشأن طريقة التعامل مع إيران.

وبينما تتزايد المخاوف من انزلاق الوضع نحو مواجهة عسكرية محتملة، فإنه يقابلها إصرار من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منح المسار الدبلوماسي فرصة أخيرة.

خيارات الجيش الأمريكي

وأثار قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، الانتباه خلال جلسة استماع في الكونغرس، الثلاثاء، عندما أكد أن البنتاغون قدّم للبيت الأبيض مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية لاحتواء البرنامج النووي الإيراني.

وردا على سؤال من رئيس لجنة القوات المسلحة، النائب الجمهوري مايك روجرز، حول ما إذا كانت القيادة مستعدة “للرد بقوة ساحقة”، أجاب كوريلا بـ«نعم»، مشيرًا إلى أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة إذا فشلت المساعي الدبلوماسية.

إيران تعد برد رسمي

بالتوازي، أعلنت إيران أنها ستقدم قريبا عرضًا مضادًا على المقترح النووي الأمريكي، الذي وصفته طهران بـ«غير المقبول».

وأكدت مصادر دبلوماسية أن الرد الإيراني سيحمل رفضًا رسميًا في أغلب بنوده، ما يعقد فرص التوصل إلى توافق سريع.

وتستعد سلطنة عمان لاستضافة الجولة السادسة من المحادثات بين الوفدين الأمريكي والإيراني الأحد المقبل، حيث سيجتمع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وسط ضغوط أمريكية متزايدة.

ترامب يفضل الحوار

ورغم تصاعد التوترات، أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مكالمة هاتفية، الإثنين، أنه لا يزال يفضل المسار التفاوضي مع إيران.

وأكد أن «هناك فرصة حقيقية» للتوصل إلى اتفاق، بحسب مصادر أمريكية وإسرائيلية نقلها موقع «أكسيوس» الأمريكي.

وأكد ترامب لنتنياهو أنه لا يؤيد العمل العسكري في الوقت الراهن، رغم إحباطه من تعنت الإيرانيين.

كما شدد على أن المفاوضات مع طهران «مرتبطة مباشرة بجهود التهدئة في غزة»، معتبرًا الأزمتين جزءًا من واقع استراتيجي إقليمي متشابك تحاول واشنطن إعادة تشكيله.

نتنياهو يدعو لتصعيد الضغط

وخلال المكالمة، حاول نتنياهو إقناع ترامب بأن إيران تمارس المماطلة والمراوغة، وأن التهديد العسكري هو السبيل الوحيد لجعلها تتنازل، لكن ترامب لم يُبدِ اقتناعًا بهذا الطرح.

وأكدت مصادر في البيت الأبيض أن ترامب حذر نتنياهو من اتخاذ خطوات أحادية قد تعرض المحادثات للخطر، في إشارة إلى تقارير تتحدث عن إمكانية تنفيذ إسرائيل ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

كما قال ترامب صراحة لنتنياهو: «أريدك أن تُبقي الحرب النووية خارج الطاولة»، في تلميح إلى رفضه لأي تصعيد مفاجئ من جانب إسرائيل.

فجوة متزايدة في الرؤى

ويعكس هذا التباين العلني بين الولايات المتحدة وإسرائيل فجوة متزايدة في كيفية التعامل مع إيران.

ففي حين ترى واشنطن فرصة للتفاوض، تعتبر تل أبيب أن الوقت ينفد وأن الردع العسكري يجب أن يكون الخيار الأول.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن إيران أصبحت على بُعد أسابيع فقط من امتلاك قدرة نووية عسكرية، وهو ما ترى فيه تهديدًا وجوديًا.

هل تتكرر تجربة 2015؟

وتسعى إدارة ترامب لإحياء اتفاق نووي جديد أكثر صرامة من اتفاق 2015 الذي انسحب منه عام 2018.

لكنها تواجه عراقيل داخلية وخارجية، أبرزها التشدد الإيراني، والانقسام السياسي داخل الكونغرس، والتوتر مع الحلفاء.

ويحذر مراقبون من أن الفشل في إحراز تقدم في محادثات عمان المقبلة قد يدفع الأطراف إلى حافة الانفجار، خاصة إذا قررت إسرائيل التصرف بمفردها أو وقعت حادثة ميدانية تُسرّع المواجهة.

ومع اقتراب موعد الرد الإيراني، وتحرك عسكري أمريكي محتمل في الخلفية، تبدو واشنطن وتل أبيب على مفترق طرق حاسم، بين التقدم باتجاه اتفاق نووي جديد، أو الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة قد تشتعل في أي لحظة.