اضطرابات لوس أنجلوس: ما سبب تغيير رد فعل ترامب على احتجاجات فلويد؟

مع استمرار احتجاجات لوس أنجلوس في التصاعد، لا يتوانى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التأكيد على استعداده لتفعيل قانون التمرد.
قد تبدو احتجاجات لوس أنجلوس وكأنها فرصة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمواجهة مع حاكم ديمقراطي بينهما سجال طويل إلا أن الواقع يشير إلى أن ترامب يرى في الاحتجاجات فرصة لإعادة صياغة استجابته لموجة الاضطرابات المدنية التي شهدتها ولايته الأولى، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.
مع اندلاع الاحتجاجات بعد مقتل جورج فلويد عام 2020، كان ترامب يرغب في نشر آلاف الجنود في الخدمة الفعلية في جميع أنحاء المدن الأمريكية لكن بعض مسؤولي الإدارة قاوموا الفكرة وحثوا الرئيس على عدم اللجوء إلى قانون التمرد للقيام بذلك.
بعد خمس سنوات، يرى ترامب شيئًا مألوفًا مع اشتعال الاحتجاجات في جميع أنحاء لوس أنجلوس ردًا على مداهمات الإدارة للهجرة فسارع إلى نشر 4 آلاف من أفراد الحرس الوطني و700 من مشاة البحرية لدعم إنفاذ القانون.
واعتبر ترامب أن قراره منع “مدينة عظيمة” من “الاحتراق عن بكرة أبيها”، وأشار مجددا إلى استعداده لاستخدام قانون التمرد إذا استمرت الاحتجاجات في التصاعد.
وهناك عامل مهم يدفع ترامب إلى اتخاذ هذا القرار العدواني، فالرئيس الأمريكي حريص على تجنب تكرار صيف الاحتجاجات الذي أعقب مقتل ضابط شرطة في مينيابوليس للشاب الأسود “فلويد” والتي أضافت بُعدًا آخر إلى الاضطراب الذي كان يواجهه في ذلك الوقت وسط معاناة البلاد من جائحة كوفيد واستعداد الناخبين للعودة إلى صناديق الاقتراع.
هذه المرة، حشد ترامب إدارته بالموالين، وأصبح أقل تحفظًا وغير محاط بمسؤولين، كالذين حذروا في إدارته الأولى من أن يؤدي نشر قوات عسكرية إلى تأجيج التوترات، وأن يُنظر إليه كخطوة نحو الأحكام العرفية.
ونقلت “بوليتيكو” عن مصدر مقرب من البيت الأبيض قوله إن “الرئيس يثق بحدسه هنا ويعتقد أن ميلي وإسبر قدما له نصائح خاطئة قبل 5 سنوات”، في إشارة إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق مارك ميلي ووزير الدفاع السابق مارك إسبر اللذين خالفا رغبة ترامب في إرسال القوات.
ويقول مسؤولو الإدارة وحلفاؤها إن نهج الرئيس المتشدد يُرسل أيضًا تحذيرًا لقادة المدن والولايات الأخرى، مع انتشار الاحتجاجات خارج لوس أنجلوس.
وقالت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم “في 2020، كنتُ حاكمةً لولاية مجاورة لتيم والز، وشاهدته يُتيح لمدينته أن تحترق” وأضافت “لقد تحدثتُ أنا والرئيس عن هذا سابقًا: لم يكن ليسمح بحدوث ذلك لمدينة أخرى حيث اتخذ حاكمٌ سيئ قرارًا خاطئًا”.
وقال مات شلاب، أحد المقربين من ترامب ورئيس الاتحاد الأمريكي للمحافظين “السبب الرئيسي لإعادة انتخاب ترامب هو مسألة الحدود.. إنه ينفذ بالضبط ما وعد به، وفجأة، اندلع العنف في الشوارع، وأُطلقت القنابل الحارقة، وشُنت هجمات على رجال الشرطة”.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن إنفاذ قوانين الهجرة استمر في جميع أنحاء البلاد رغم الاحتجاجات. وأضاف “على سكان المدن الأخرى أن يدركوا أن أعمال الشغب لن تمنع عمليات إنفاذ قوانين الهجرة في مدنهم أيضًا”.
ووفق كين كوتشينيلي، الذي شغل منصب نائب ترامب لشؤون الأمن الداخلي خلال ولايته الأولى “لقد ناضل مارك إسبر بكل ما أوتي من قوة لتجنب قانون التمرد.. ولم يكن الوحيد”.
وأضاف “بينما المدعية العامة بام بوندي ووزير الدفاع بيت هيغسيث يُقدمان النصائح فقط، ويقولان إنه إذا كان هذا هو المسار الذي ترغب في اتباعه، سيدي الرئيس، فسنحييك ونمضي قدمًا في هذا المسار وهذا يُشير إلى وحدة في الحكومة لم تكن موجودة في الولاية الأولى”.