OpenAI تتجاوز قيود التكاليف المرتفعة.. إيرادات مليارية وخطط للتوسع العالمي.

OpenAI تتجاوز قيود التكاليف المرتفعة.. إيرادات مليارية وخطط للتوسع العالمي.


في زمن تتحكم فيه الخوارزميات بجزء متزايد من تفاصيل حياتنا، تبرز OpenAI، الشركة المطورة لـChatGPT، كمحرك رئيسي للثورة التكنولوجية العالمية.

لكنها لم تعد مجرد مختبر أبحاث للذكاء الاصطناعي، بل أصبحت آلة اقتصادية ضخمة تجني المليارات، وتخطط لإعادة رسم خريطة الاقتصاد الرقمي العالمي من جذورها.

ومع أن هذه الشركة الناشئة، التي يقودها المثير للجدل والطموح سام ألتمان، لا تزال تعاني من عجز مالي كبير، فإن استراتيجيتها لا تركز فقط على تحقيق الربح، بل على بناء منظومة ذكاء اصطناعي شاملة ومهيمنة، قد تغير شكل العالم كما نعرفه.

أوبن إيه.آي تفتح مكتبا جديدا في كوريا الجنوبية.. ChatGPT السبب

عائدات ضخمة… والبداية فقط

وقالت صحيفة لوتون السويسرية إنه على الرغم مما تلتهمه من مليارات الدولارات لتدريب النماذج اللغوية، ودفع فواتير الكهرباء، وبناء مراكز بيانات عملاقة، تظل OpenAI شركة تعاني من خسائر مالية ثقيلة.

وأشارت الصحيفة الناطقة بالفرنسية إلى أن الجديد اليوم هو أن هذه الشركة، المعروفة بمنتجها الأشهر ChatGPT، بدأت تُظهر قدرة كبيرة على تحقيق الإيرادات.

ووفقًا لموقعي CNBC وThe Information المتخصصين في شؤون التكنولوجيا والاستثمار، فإنه في الأشهر القليلة الماضية، بدأت آلة توليد الأرباح في OpenAI بالعمل بكفاءة مذهلة. فقد تمكنت الشركة من الوصول إلى عائدات سنوية متكررة (ARR) تُقدَّر بـ10 مليارات دولار، وهو رقم مرشح للارتفاع إلى أكثر من 12 مليار دولار بحلول عام 2025، في ظل النمو المتسارع لخدماتها ومنتجاتها.

وللمقارنة، قالت لوتون إن هذا الرقم كان لا يتجاوز 5.5 مليار دولار في نهاية عام 2024، وبمعنى آخر، فإن الشركة تمكنت خلال ستة أشهر فقط من مضاعفة قدرتها على توليد الإيرادات.

تكلفة هائلة مقابل طموحات بلا حدود

وبحسب لوتون، فإن OpenAI تصرف ملياراتٍ على عدة مستويات؛ تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة مثل GPT‑4 وGPT‑4.5 K، وفواتير الكهرباء الضخمة لتشغيل الخوادم على مدار الساعة، وبناء بنية تحتية هائلة من مراكز بيانات عابرة للقارات.

لكن رغم هذا “النزيف المالي”، فإن الشركة لا تبدي قلقًا واضحًا. بل تسعى إلى بناء “نظام بيئي متكامل للذكاء الاصطناعي”، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة في المرحلة الأولى، على أمل جني عوائد مستقبلية غير مسبوقة.

استراتيجية توسع عالمي تبدأ الآن

ورغم كل هذه النجاحات التجارية، تعتبر OpenAI نفسها في “بداية الطريق” فقط. فوفقًا لتقارير إعلامية موثوقة، تخطط الشركة لتوسيع وجودها العالمي بشكل أكبر، سواء من خلال فتح مراكز بيانات جديدة في أوروبا وآسيا، أو عقد شراكات مع شركات تكنولوجيا واتصالات محلية، أو إطلاق إصدارات محلية من ChatGPT مدعومة بلغات ولهجات متعددة، أو تطوير أدوات مخصصة للمؤسسات والحكومات باستخدام نماذجها اللغوية.

ذكاء اصطناعي “شامل”… رؤية ألتمان الجريئة

رؤية الرئيس التنفيذي سام ألتمان لا تتوقف عند تقديم مساعد رقمي ذكي، بل تتخطّاها إلى تصور عالم تصبح فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد، والتعليم، والرعاية الصحية، بل حتى الحوكمة. ويعتقد أن OpenAI قد تصبح خلال سنوات قليلة أشبه بـ”بنية تحتية رقمية عالمية”، مثل الإنترنت تمامًا.

وفي هذا السياق، لم تُخفِ الشركة رغبتها في بناء ذكاء عام اصطناعي (AGI)، وهو ما وصفه ألتمان سابقًا بأنه “أعظم مشروع في تاريخ البشرية”، وهو الهدف الذي، رغم غرابته، يحظى بتمويل ودعم من كبرى شركات العالم، وعلى رأسها مايكروسوفت.

جهاز بلا شاشة.. «أوبن إيه آي» و«جوني آيف» يعيدان تعريف التكنولوجيا

بين الأرباح والهيمنة التقنية

النجاح المالي الذي بدأت OpenAI بجنيه لا يعكس فقط براعة تقنية، بل استراتيجية مدروسة تقوم على الاستثمار الثقيل من أجل مستقبل تتحكم فيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي في مفاصل الحياة اليومية.

aXA6IDE1NC43My4yNDkuMjYg