تأثير تغير المناخ على الجبن الفرنسي الفاخر: انتبه لما تتناوله!

تحظى أنواع الجبن الفرنسية المختلفة بشعبية واسعة حول العالم؛ لمذاقها الطيب وجودتها العالية. لكن مع تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، يزداد الضغط على الموارد المستخدمة في تصنيع الجبن؛ خاصة وأنّ فرنسا من الدول التي تعاني من آثار الاحتباس الحراري، وتتأثر جودة الح
هذا ما وجدته مجموعة بحثية فرنسية أرادت استكشاف تأثيرات الحرارة والجفاف على غذاء الأبقار، ما يؤثر بدوره على جودة الحليب، ونشروا ما توّصلوا إليه في “جورنال أوف دايري ساينس” (Journal of Dairy Science) في 20 فبراير/شباط 2025.
محاكاة!
أراد الباحثون اختبار إلى أي مدى تتأثر الأبقار عند محاكاة الجفاف والانتقال إلى نظام غذائي بالعشب وأعلاف أخرى كالذرة؛ حيث تتسبب التغيرات المناخية في تعزيز حالة الجفاف في المناطق التي تُربى فيها الأبقار، ما يؤثر على الغذاء المتوفر لها؛ فيُضطر بعض منتجي الألبان للتحول إلى أعلاف أخرى مثل الذرة كنوع من التكيف مع التغيرات الحاصلة حولهم وعدم توافر العشب المحلي بالقدر الكافي.
ومن هذا المنطلق، راح مؤلفو الدارسة يراقبون 40 بقرة حلوب من سلالتين مختلفتين ويجرون محاكاة الجفاف ويُكملون العشب المتاح بأعلاف أخرى كالذرة لمدة 5 أشهر في عام 2021. خلال فترة المحاكاة، كانوا يأخذون عينات من الحليب من جميع الأبقار على فترات منتظمة.
أراد الباحثون من ذلك معرفة كيف يؤثر التغير المناخي على القيمة الغذائية للجبن وبعض خصائصه كالطعم واللون والملمس. لذلك، استخدموا تقنية لفصل المواد تُسمى “الاستشراب الغازي” أو “الكروماتوغرافيا الغازية”. كما حددوا الميكروبات المفيدة في الحليب؛ مستعينين بمزراع الميكروبات على أطباق البتري.
جودة أقل
توصل الباحثون إلى أنّ التغيرات التي حدثت في النظام الغذائي، أدت إلى انخفاض نسبة غاز الميثان الناتج عن تجشؤ الأبقار؛ علمًا بأنّ غاز الميثان أحد الغازات الدفيئة المتسببة في الاحتباس الحراري وتُعادل قوته الاحترارية ثاني أكسيد الكربون 80 مرة. وهذا أمر إيجابي، لكن لاحظوا أيضًا أنّ جودة الجبن قد تراجعت؛ فجُبن الأبقار التي تتغذى على العشب كان غني ولذيذ ويحتوي على كميات أكبر من أحماض أوميغا 3 الدهنية بالإضافة إلى عدد أكبر من بكتيريا حمض اللاكتيك الحيوية، مقارنة بجُبن الأبقار التي كانت تتغذى على الذرة.