«قد يصبح موقعاً غير آمن».. ترامب يتحدث لأول مرة عن الإخلاء في الشرق الأوسط

«قد يصبح موقعاً غير آمن».. ترامب يتحدث لأول مرة عن الإخلاء في الشرق الأوسط


في أول تعليق له على عمليات الإخلاء الأمريكية الجارية في الشرق الأوسط، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ إدارته شرعت بالفعل في سحب موظفيها من المنطقة.

وحذر ترامب، في تصريحات صحفية بمركز كينيدي بواشنطن، من تصاعد المخاطر الأمنية، مجددًا موقفه المتشدد حيال طهران بقوله: «إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا. لن نسمح بذلك».

لتصاعد «المخاطر الأمنية» بالمنطقة.. سفارة أمريكا في العراق تستعد للإخلاءمصدر عراقي لـ«العين الإخبارية»: الإخلاء يخص شركات متعاقدة مع السفارة الأمريكية

وقال ترامب، مساء الأربعاء، إن بلاده بدأت في سحب موظفيها من الشرق الأوسط، قائلاً: «قد يكون مكاناً خطيراً، سنرى ما سيحدث»، بحسب «أكسيوس».

وعند سؤاله عمّا يمكن أن يُخفّض التوترات، شدد ترامب بلهجة حاسمة: «إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً، لن نسمح بذلك»

وفي سياق متصل، نقلت شبكة «سي.بي.إس» الأمريكية أن ترامب سُئل عن سبب السماح لأُسر العسكريين الأمريكيين بمغادرة الشرق الأوسط، فردّ بإيجاز قائلاً: «سترون».

وجاءت تصريحات ترامب، بعد أيام من اجتماع أمني رفيع المستوى عقده مع كبار مستشاريه في منتجع كامب ديفيد، وسط حالة استنفار متزايدة في المنطقة تحسبًا لتصعيد عسكري محتمل، في وقت تشير فيه معلومات استخباراتية إلى أن إيران تدرس استهداف قواعد أمريكية في حال تعرضت منشآتها النووية لهجوم.

سحب الموظفين وتحذيرات بريطانية

وبالتزامن مع تصريحات ترامب، أعلنت الولايات المتحدة عن بدء إجلاء الموظفين غير الأساسيين من سفارتها في بغداد، والسماح بالمغادرة الطوعية لعائلات العسكريين في عدة قواعد أمريكية بالخليج، وذلك بناءً على تقييمات أمنية حديثة لوزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين.

كما أصدرت وحدة العمليات البحرية البريطانية تحذيرًا فوريًا للسفن التجارية من «تصاعد التوترات» في الخليج العربي، وخليج عمان، ومضيق هرمز، داعية إلى الإبحار بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.

وتُعَد هذه الخطوات استثنائية في توقيتها، إذ تأتي قبل جولة حاسمة من المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران، وسط مؤشرات على احتمال انهيار المسار الدبلوماسي، في ظل رفض طهران حتى الآن الرد على المقترح الأمريكي الذي تسلمته عبر القنوات العمانية.

إسرائيل في حالة تأهب… والدبلوماسية الإيرانية ترد

وفي تل أبيب، نقلت مصادر أمنية أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب القصوى منذ عدة أيام تحسبًا لاحتمال تنفيذ عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، بالتوازي مع تصاعد التهديدات الإيرانية ضد المصالح الغربية.

من جهتها، علقت بعثة إيران في الأمم المتحدة على التطورات بالقول: «الدبلوماسية هي السبيل الوحيد إلى الأمام. تهديدات القوة لن تغيّر الواقع. إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، والعسكرة الأمريكية لا تجلب سوى مزيد من عدم الاستقرار».

نذر مواجهة وشيكة؟

وبينما أكد ترامب أنه لا يزال يُفضّل الوصول إلى اتفاق نووي، إلا أنه أعاد التذكير بأن «البديل سيكون المواجهة». وبحسب مصادر مطلعة، كان ترامب قد حدد مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق مع طهران، وتنتهي هذه المهلة هذا الأسبوع، ما يُضفي مزيدًا من الجدية على التحركات العسكرية والدبلوماسية المتسارعة.

ويُتوقع أن يصوّت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، على قرار يدين إيران بسبب عدم التزامها بتعهداتها النووية، وهو ما قد يدفع طهران لاتخاذ خطوات تصعيدية، كما هدّدت مرارًا.

البنتاغون: أولويتنا حماية قواتنا وعائلاتهم

وقال مسؤول في البنتاغون إن وزير الدفاع بيت هيغسيث صادق على عملية الإجلاء في ضوء «الوضع الأمني المتقلب» في الشرق الأوسط، مضيفًا أن «سلامة وأمن قواتنا وعائلاتهم تظل أولويتنا القصوى، والقيادة المركزية تراقب التوترات عن كثب».

في المقابل، شددت آنا كيلي، نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض، على أن القرار الأمريكي في بغداد جاء نتيجة «مراجعة أمنية حديثة»، فيما اكتفى مسؤول في البيت الأبيض بالقول إن الرئيس ترامب «مطلع» على هذه الإجراءات، دون تقديم تفاصيل إضافية.

الأيام المقبلة حاسمة

رغم هذه المؤشرات التصعيدية، لا يزال الباب مفتوحًا أمام المسار الدبلوماسي، لكن احتمالات انعقاد الجولة السادسة من المحادثات النووية في سلطنة عُمان الأحد المقبل باتت ضعيفة، وفقًا لمصادر أمريكية.

وفي ظل تمسك إيران بمطالبها، ورفضها حتى الآن شروط ترامب، يبدو أن الإدارة الأمريكية تتهيأ لكافة السيناريوهات، بما فيها استخدام «الخيار العسكري»، إذا ما اقتضى الأمر، مع تصاعد الاستعدادات العسكرية في إسرائيل، بحسب «أكسيوس».