قيادي في “صمود” لـ “العين الإخبارية”: تجربة “الإخوان” في السودان تعمل كنموذج كامل للإرهاب المنظم.

قيادي في “صمود” لـ “العين الإخبارية”: تجربة “الإخوان” في السودان تعمل كنموذج كامل للإرهاب المنظم.

تم تحديثه الخميس 2025/6/12 12:21 م بتوقيت أبوظبي


تتنامى الدعوات المطالبة بتصنيف جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، في السودان، بسبب دورها في تقويض مؤسسات الدولة وتأجيج الحرب والانقسامات على مدار أكثر من 3 عقود، في توجه لم يعد محصورا على الدول العربية فقط بل أصبح جزءًا من موجة دولية متصاعدة ضد التنظيم.

وفي تصريحات لـ”العين الإخبارية”، قال القيادي بالتحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية “صمود”، عروة الصادق إن تصاعد الاهتمام العالمي بخطر الإخوان على الأمن والسلم الدوليين، يمثل فرصة تاريخية يجب عدم التفريط فيها، مطالباً القوى السياسية الديمقراطية وكل منظمات المجتمع المدني والنشطاء في السودان، بالتحرك نحو الاستفادة من اللحظة الدولية الراهنة، لتبصير المجتمع الدولي بأن تجربة التنظيم الإخواني في السودان، تعد نموذجا مكتملا للإرهاب العالمي والإقليمي المنظم.

وفي نهاية مايو/أيار الماضي، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الحكومة “اتخاذ إجراءات بأسرع وقت ممكن” لمواجهة خطر الإخوان على “نسيج المجتمع والمؤسسات الجمهورية” في بلاده خلال اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع والأمن القومي عقب تقرير أمني بشأن تحركات الجماعة.

وفي واشنطن، أعلن السيناتور الجمهوري تيد كروز، الأسبوع الماضي، عبر منصة «إكس» أنه “في الأيام المقبلة، سأقوم بتوزيع وإعادة تقديم نسخة مُحدثة من قانون تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، وهو القانون الذي كنت أدفع به طوال مسيرتي في مجلس الشيوخ”.

كروز أكد أن جماعة الإخوان استخدمت إدارة الرئيس السابق جو بايدن لتعزيز نفوذها وتعميقه، لكنّ الإدارة الحالية بقيادة دونالد ترامب والكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون لم يعد بإمكانهما تحمل تكلفة تجنب التهديد الذي يشكلونه على الأمريكيين وعلى الأمن القومي للبلاد.

الإرهاب في السودان

وتماشياً مع الحراك الدولي ضد الإرهاب الذي تغذيه جماعة الإخوان عبر أذرعها وواجهاتها المتعددة، لم تبتعد مطالب الملايين من السودانيين، عن ضرورة تصنيف الحركة الإسلامية السودانية- الواجهة السياسية للتنظيم الإخواني في السودان “منظمة إرهابية” تُمجد العنف وتتبنى شعارات الإقصاء للخصوم جسدياً.

وفي تصريحات نقلها إعلام محلي، اطلعت عليها “العين الإخبارية”، قال الوزير السابق والقيادي في تحالف “صمود”، خالد عمر يوسف، في معرض تعداد أسباب تنامي الدعوات المحلية لتصنيف الجماعة إرهابية، إن “أجندة الحركة عمّقت الانقسام وقادت إلى جرائم إبادة، ولا تزال تشعل الحرب وتُطيل أمدها”.

وشدد على أن “تكثيف الضغوط على هذه الجماعة الإرهابية ومحاصرتها أمر في غاية الأهمية من أجل تحقيق الاستقرار في العديد من المناطق التي تضرّر أمنها بشدة نتيجة لأنشطة هذا التنظيم، منوهاً إلى أن هذه الاستفاقة، قد تمثل مدخلاً نحو جهد دولي وإقليمي منسّق لمواجهة خطر الإرهاب ومحاصرته بشكل فعّال، بما يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها”.

وفي تصريحات مماثلة، أكد وزير العدل السوداني السابق، نصر الدين عبد الباري، أن “حركة الإخوان أسهمت في بناء أجهزة القمع، ولعبت دورًا محوريًّا في إشعال حرب الـ15 من أبريل/نيسان 2023، مستذكرًا ارتباطها تاريخيًّا بشبكات التطرف العالمي، في تشديده على ضرورة خطوة تصنيفها لـ “تفكيك الإرهاب”.

قرار تأخر كثيرا

وفي حديث لـ”العين الإخبارية”، يقول القيادي بـ”صمود”، عروة الصادق إنّ الدعوات المتصاعدة لتصنيف جماعة الإخوان في السودان “منظمة إرهابية” ليست فقط ضرورية، بل تأخرت كثيرًا. ويضيف: “دفع السودان، والمنطقة، والعالم بأسره، ثمنًا باهظًا لثلاثة عقود من التمكين، والفساد، والقمع، والدمار الذي خلّفه نظام إخواني تغلغل في مفاصل الدولة والمجتمع السوداني، ومارس أبشع الفظائع تحت غطاء أيديولوجي ديني زائف، وانتهج أفدح السياسات الخاطئة وأسس لأعنف الدكتاتوريات الباغية في المنطقة”.

وأوضح أن النظام الإخواني في السودان لم يكتفِ بالانقلاب على الديمقراطية في عام 1989م، بل دمر المؤسسات، وقسّم المجتمع، وفتح أبواب البلاد لحروب أهلية دموية راح ضحيتها ملايين القتلى والمهجرين، ومن جنوب السودان إلى دارفور، ومن جبال النوبة إلى النيل الأزرق، استخدم النظام المجاعة كسلاح، والاغتصاب كأداة قهر، والمليشيات كذراع للقتل والتطهير العرقي، وحوّل الدولة إلى منصة للابتزاز باسم الدين”.

نموذج مكتمل للإرهاب

وقدّم الصادق خلال حديثه لـ”العين الإخبارية “، سردية مأساوية حول الإرهاب الذي تجلى عبر تجربة التنظيم الإخواني في حكم السودان، قائلاً: “لم تسلم الجامعات في السودان، من القمع وتصفية الكوادر الحزبية والنشطاء وسحل الطلاب والطالبات، ولا الصحافة من الرقابة، ولا النساء من الإهانة والاغتصاب، ولا الأطفال من التجنيد القسري والتجارة بهم.

كما تم تفكيك الخدمة المدنية عبر سياسة “التمكين” لصالح الحزب (المؤتمر الوطني الذراع السياسي لإخوان السودان)، وتفكيك مؤسسات الدولة القومية، وفُصل آلاف الكفاءات من وظائفهم ليحل محلهم الموالون للحزب تحت مسمى “الصالح العام”، فتدهورت مؤسسات الدولة، وتفشى الفساد بصورة فاحشة، وانهار الاقتصاد رغم الثروات، واستضاف النظام الإخواني في العاصمة الخرطوم، أكبر ركن من أركان التطرف والإرهاب التي تمثلها مجموعات القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن.

ومضى قائلا: “وحتى داخل الحركة الإسلامية نفسها، لم يتورع النظام عن تصفية خصومه، ووأد كل صوت إصلاحي، مؤكدا أن “ما جرى في السودان ليس تجربة حكم فاشلة فقط، بل نموذج مكتمل للإرهاب السياسي المنظم، الذي يرتدي عباءة الدين لتبرير البطش والسرقة والخراب”.