لأول مرة.. تم تسجيل أول نجم أضاء “بداية الكون”

التقط علماء الفلك لمحة من أحد أقدم المشاهد في تاريخ الكون، وهي لحظة ولادة أولى النجوم التي بددت الظلام الكوني قبل 13 مليار سنة.
«توأم درب التبانة».. اكتشاف أقدم مجرة حلزونية في الكون
تُعدّ هذه اللحظة الفارقة، التي وقعت بعد نحو 800 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم، من أكثر الفترات غموضًا وإثارةً لحيرة العلماء.
واليوم، ولأول مرة، تمكن تلسكوب أرضي من رصد إشارات خافتة تعود إلى تلك الحقبة الغامضة المعروفة بـ”فجر الكون”، وذلك بفضل مصفوفة التلسكوبات المتطورة ” CLASS” المثبّتة على ارتفاع شاهق في صحراء أتاكاما شمال تشيلي، في إنجاز علمي غير مسبوق.
يقول البروفيسور توبياس ماريج، من جامعة جونز هوبكنز وقائد الفريق: “كان يُعتقد أن التقاط إشارات من فجر الكون من سطح الأرض مستحيل، نظرا لتداخل الغلاف الجوي والتشويش البشري، لكننا فعلناها، وهذا إنجاز تقني غير مسبوق”.
وقد التقط فريق مصفوفة التلسكوبات المتطورة ” CLASS”، إشارات دقيقة من الضوء الميكروي المقطب، وهي بصمة باهتة جدا خلفتها أولى النجوم عندما بدأت بإطلاق إشعاعات قوية مزّقت ذرات الهيدروجين، مما أعاد الكون إلى مرحلة “الظلام الكوني” مؤقتا.
ولفهم هذه الإشارات، قارن العلماء بيانات مصفوفة التلسكوبات المتطورة “CLASS” مع بيانات من أقمار صناعية مثل “بلانك” و”WMAP”، لتصفية الضوضاء وتمييز الإشارات الكونية الأصيلة.
ويشرح الباحث يونيانغ لي هذه العملية بتشبيه بسيط: “كما تزيل النظارات الشمسية المستقطبة وهج الضوء، تساعدنا هذه التقنيات على إزالة الوهج الكوني وكشف الضوء الأول الذي انعكس عن سطح فجر الكون”.
يمثل هذا الكشف خطوة مهمة نحو فهم كيفية تشكل النجوم والمجرات الأولى، ويمنح العلماء أداة جديدة لفك شيفرة بدايات الكون ومكوناته الغامضة مثل المادة المظلمة والنيوترينوات.
وقد نُشرت نتائج هذا الاكتشاف الرائد يوم الأربعاء 2 يونيو في مجلة “ذا أستروفيزكال جورنال”، وسط توقعات بمزيد من الاكتشافات من مشروع مصفوفة التلسكوبات المتطورة ” CLASS”، الذي استطاع بالفعل مسح 75% من السماء لالتقاط أضعف الإشارات من ماضي الكون السحيق.