«نحو تهدئة وحل عبر المفاوضات».. رسائل عراقية حول التوترات بين إيران والولايات المتحدة

أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن بغداد تدعم التوصل إلى مقاربة عادلة ومتوازنة في ملف المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، مشدداً على أن التصعيد لا يخدم الاستقرار في المنطقة.
جاء ذلك خلال لقائه، الخميس، سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية في بغداد، حيث استعرض أبرز مواقف الحكومة العراقية من التطورات الإقليمية، مشيراً إلى أن قمة بغداد شكلت نقلة نوعية في تعزيز التكامل العربي والشراكة البناءة.
السوداني قال إن العراق يدعم إيجاد مقاربة عادلة ومتوازنة تفضي إلى نتائج إيجابية للمفاوضات الإيرانية الأمريكية، وأن التصعيد لا يخدم الحل، مشيراً إلى استمرار الجهود العراقية في دعم التفاهمات التي تسهم في استقرار المنطقة.
وفي وقت سابق اليوم، دعت واشنطن رعاياها إلى تجنب السفر إلى العراق، مشيرة إلى “مخاطر أمنية متزايدة”، في تحذير يعكس تصاعد التوترات الإقليمية.
يأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الإيرانية توتراً متصاعداً على خلفية تعثّر مفاوضات البرنامج النووي، وسط تهديدات متبادلة وتلويحات بردود فعل ميدانية.
وكانت مليشيات “حركة النجباء” العراقية أعلنت في وقت سابق عن عزمها تنفيذ هجمات ضد إسرائيل والمصالح الأمريكية، بسبب ما أسمته “مواصلة حصار الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
تكامل عربي
من ناحية أخرى، أكد السوداني أن العراق كان ولا يزال جزءاً فاعلاً من محيطه العربي، وقد قدّم عبر قمة بغداد مبادرات تسعى لتعزيز التكامل العربي ومعالجة التحديات التنموية عبر شراكات استراتيجية فعّالة.
كما شدد على دعم العراق لجهود التنمية العربية والتكامل الاقتصادي، لافتاً إلى أن الاستقرار السياسي والأمني الذي تحقق داخل العراق ساعد في فتح فرص واسعة على صعيد البنى التحتية والمشاريع الاستراتيجية.
غزة
وفي الشأن الإقليمي، حمّل السوداني “العدوان الإسرائيلي” المتواصل على غزة مسؤولية تغذية التوتر وزعزعة الاستقرار في المنطقة، داعياً المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته و”وقف حرب الإبادة الجماعية” ضد المدنيين الفلسطينيين، ووضع حد لخروقات الهدنة المتكررة، لا سيما الاعتداءات المستمرة على جنوب لبنان.
وشدد رئيس الوزراء على التزام حكومته بحل الملفات الداخلية العالقة عبر المسارات الدستورية والقانونية، وبما يضمن حقوق جميع المواطنين في مختلف محافظات العراق، مؤكداً أن الاستقرار الداخلي هو الأساس لأي انفتاح إقليمي ودولي.
من جانبهم، أشاد السفراء العرب بمواقف العراق الإقليمية والدولية، وأكدوا دعمهم لمبادراته في قمة بغداد، بحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي اطلعت عليه “العين الإخبارية”.
واعتبر السفراء أن مشاريع الإصلاح داخل الجامعة العربية ستنطلق بقوة من هذه الروح التشاركية التي عززها العراق، بما يسهم في استعادة زخم العمل العربي المشترك وتعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة.