رياح الاحتجاجات في لوس أنجلوس… هل ستؤثر على نتائج انتخابات 2028 الرئاسية؟

رياح الاحتجاجات في لوس أنجلوس… هل ستؤثر على نتائج انتخابات 2028 الرئاسية؟

تم تحديثه الخميس 2025/6/12 07:18 م بتوقيت أبوظبي


مع تطور أكبر موجة احتجاجات في ولاية دونالد ترامب الثانية، بات كبار القادة في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، تعيد تشكيل السياسة الأمريكية

مع تطور أكبر موجة احتجاجات في ولاية دونالد ترامب الثانية، بات كبار القادة في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، يواجهون حسابات محفوفة بالمخاطر وتعديلات سريعة.

فمظاهرات لوس أنجلوس، المناهضة للهجرة باتت أكثر من كونها مجرد احتجاجات، مع انعكاساتها على السياسة الأمريكية، بحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية، التي قالت إنها قد تحدد مسار رئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومدى نجاح أو فشل مسيرة الديمقراطيين، فضلا عن كونها أداة قد تُشكل الانتخابات المستقبلية.

وفي حين يعتقد البيت الأبيض أنه يمتلك كل الأوراق، يتواصل تصعيد الأحداث في لوس أنجلوس مهد الاحتجاجات التي تحدد موضوعين رئيسيين في الولاية الثانية لترامب وهما رغبته في الظهور بمظهر القوي، والاستيلاء على مزيد من السلطة، بحسب الشبكة الأمريكية.

وأشارت «سي إن إن» إلى أنه في الوقت الذي يواصل فيه الديمقراطيون البحث عن تفسير لهزيمتهم في انتخابات 2024 والتعامل مع سياسات ترامب الصادمة مع مواجهة خطر الظهور كضعفاء وغير مؤهلين، ظهر حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، ليصبح أخيرا الصوت الذي يدافع عنهم، ويواجه الرئيس الجمهوري، حتى لو كان ذلك بسبب طموحه بشأن انتخابات 2028.

ويمتلك الديمقراطيون قاعدة سياسية تتطلع إلى مواجهة الرئيس، لكن على الحزب أن يشعر بالقلق من «ردود الفعل المتطرفة» من جناحه اليساري التي ستؤدي إلى نفور الناخبين الذين صوتوا ضدهم العام الماضي، بحسب الصحيفة الأمريكية.

مأزق سياسي

وربما يكون البيت الأبيض مقتنعًا بأن أزمة الاحتجاجات ستضع الديمقراطيين في مأزق سياسي حاليا، لكنّ ترامب «يؤجج التوترات بشكل قد يجعل من الصعب السيطرة عليها لاحقا، مع وضع القوات بالقرب من المتظاهرين الأمر الذي يشكل مقامرة يُخاطر خلالها الرئيس باندلاع صدامات قد تتحول إلى مأساة».

ويُعيد الجمهوريون إحياء رواية ناجحة ساعدت ترامب على الفوز بالسلطة مرتين، وهي أن الديمقراطيين يكرهون الشرطة؛ فاعتبرت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن معارضة الديمقراطيين لترامب «أجبرتهم على الانحياز إلى جانب المجرمين الأجانب غير الشرعيين في مجتمعاتهم، ومثيري الشغب على حساب ضباط إنفاذ القانون».

وهاجمت ليفيت وطنية الديمقراطيين وزعمت أنهم يقفون إلى جانب الأعداء، قائلة: «لم تكن هذه الهجمات تستهدف إنفاذ القانون فحسب، بل الثقافة والمجتمع الأمريكي نفسه. أحرق مثيرو الشغب الأعلام الأمريكية، وهتفوا (الموت لدائرة الهجرة والجمارك) ورسموا شعارات معادية لأمريكا على المباني».

هذه الرواية مُصممة لإخفاء أزمة دستورية متفاقمة حول ما إذا كان ترامب يملك سلطة استخدام القوات العاملة على الأراضي الأمريكية.

ويبدو أن بعض خطابات الإدارة تهدف -أيضًا- إلى إعطاء زخم لحملة الترحيل، التي خيّب حجمها ظن بعض المسؤولين، وإلى تطبيع استخدام الجيش في هذا الجهد.

وفي مقال رأي بصحيفة “وول ستريت جورنال”، كتب السيناتور الجمهوري توم كوتون “أرسلوا القوات، بكل جدية”، ودعا إلى “استعراض قوة ساحق لإنهاء أعمال الشغب”.

وفي بودكاست “بود فورس وان” التابع لصحيفة “نيويورك بوست”، قال ترامب: “أستطيع أن أكون أقوى في الهجوم على لوس أنجلوس”، مشيرا إلى هامش الحرية الأكبر الذي يشعر به في ولايته الثانية في حين قالت المدعية العامة بام بوندي: “لسنا خائفين من المضي قدمًا.. إذا لزم الأمر”.

هل سيحظى ترامب بدعم شعبي؟

وإذا استطاع ترامب إقناع الجمهور بأن الوضع خطير حقًا، فقد يحظى بدعم لانتهاكه أحد المحرمات المتعلقة باستخدام القوات الأمريكية على الأراضي الأمريكية، وغالبا ما حظيت خطابات ترامب الأكثر قوة بأكبر قدر من هتاف ناخبيه حيث تحظى التكتيكات المتشددة ضد المهاجرين والمتظاهرين باستحسان قاعدته الانتخابية.

ويعتقد مسؤولو البيت الأبيض -أيضًا- أن سياسة ترامب الصارمة بشأن الحدود وخطته للترحيل قد استحوذت على تأييد شريحة أوسع من الناخبين. ومع ذلك يكمن الخطر في أن الاحتجاجات قد تثير أزمة تخرج عن السيطرة وتُودي بحياة الناس.

وإذا تفاقم العنف ستقع المسؤولية على عاتق ترامب بشكل يفقده ثقة الجمهور ويجعل من المستحيل استعادتها، وقد تصل الأمور إلى نقطة الانهيار إذا اتسع نطاق عمليات الترحيل.

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة، أنه رغم تأييد الأمريكيين لعمليات الترحيل فإنهم لا يتفقون معها عندما تطال الأصدقاء والجيران والملتزمين بالقانون.

وضع ديمقراطي صعب

في المقابل، يواجه الديمقراطيون وضعًا سياسيًا بالغ التعقيد في غياب قائد وطني يعترف به معظم أنحاء البلاد.

وفي حين بدا خطاب نيوسوم مُخططًا جزئيًا لإضفاء بعض التوجيه والقوة على الحزب وأنصاره، إلا أن كل ما يقوله ويفعله سينعكس في الاعتقاد السائد بأنه يخطط للترشح للرئاسة.

وبالنسبة لنيوسوم وغيره من الحكام الديمقراطيين الذين يفكرون أيضًا في الترشح، تُمثل هذه الأزمة فرصة ومخاطرة في آن واحد، حيث يمكن لرد قوي أن يكسبهم رضا الناخبين الأساسيين، إلا أنه نادرا ما يتفوق الديمقراطيون في مواجهة ترامب باستثناء رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي.

وسيستخدم ترامب نفوذ منصبه لإيذاء منافسيه، وبالفعل كان يحاول قبل احتجاجات لوس أنجلوس، خفض المساعدات الفيدرالية لكاليفورنيا ساعيًا إلى معاقبة سكان الولاية على طريقة تصويتهم.

ومن بين التحديات التي يواجهها نيوسوم وغيره من الديمقراطيين هي معضلة تجنّب إثارة غضب الناخبين المتعاطفين مع المهاجرين، مع حشد الدعم بين الوسطيين والمستقلين والجمهوريين المعتدلين الذين ما زالوا يطالبون بسياسات حدودية أكثر صرامة.

وتُشكّل احتجاجات «حياة السود مهمة» في عام 2020 تحذيرًا للديمقراطيين، حين تحوّلت الدعوات إلى “سحب تمويل الشرطة” التي أطلقتها بعض الجهات المعزولة داخل القاعدة التقدمية إلى كارثة سياسية طاردت الحزب في الانتخابات اللاحقة.