يونس بك يفكوروف: خليفة «عرش فاغنر» في أفريقيا

أصبح معتادا على عواصم أفريقيا، يُطل في عدد منها بقوامه الضخم وزيه العسكري وشاربيه، فارضا نفسه كزعيم لمجموعة «فاغنر» ثم «وريثا لعرشها».
يونس بك يفكوروف، الرجل الذي أصبح خلال سنوات قليلة فقط ممثلا رئيسيا للدبلوماسية العسكرية للكرملين في أفريقيا، والذراع القوية للرئيس فلاديمير بوتين بالقارة السمراء، وفق إعلام غربي.
شخصية عسكرية صارمة لا تستهويها الأضواء، يعمل في الظل لكن بشغف، وتقول تقارير إعلامية إنه نجح إلى حد كبير في كسب ثقة المسؤولين في عدد من الدول الأفريقية؛ مثل أفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وحتى في ليبيا.
«ذهب تحت الحماية».. هل يعيد «فيلق أفريقيا» الروسي رسم «خريطة الكنوز»؟
عينه بوتين نائبا لوزير الدفاع الروسي، ونجح في أن يحقق المعادلة الصعبة في القارة السمراء ليكون بذلك رقما صعبا بإستراتيجية موسكو فيها، حيث يلتقي قادتها مرتديا قبعات كثيرة، فهو زعيم مجموعة «فاغنر» و«فيلق أفريقيا»، لكن أيضا ممثل رئيسي لدبلوماسية بوتين العسكرية.
عناوين كثيرة تتقاطع عند شخصية بدأ الإعلام الغربي يسلط الضوء عليها بإسهاب، في محاولة لسبر أغوار رجل يدرك الجميع أن وجوده في القارة السمراء لن يمر دون تحقيق مكاسب كبيرة لموسكو في ثغرة غياب فرنسا بشكل خاص.
فمن هو يونس بك يفكوروف؟
في تقرير لها، استعرضت مجلة «جون أفريك» أهم معلومات أساسية قالت إنه لا بد من الاطلاع عليها لمعرفة جوانب صورة شخصية هذا الرجل.
النشأة والدراسة والمسار
ولد العام 1963 في أوسيتيا الشمالية، في عائلة ممتدة تضم 12 طفلا.تلقى تعليمه في مدينة بيسلان، ثالث أكبر مدن الجمهورية بعد فلاديقوقاز وموزدوك.ينحدر من إثنية الإنغوش المسلمينتجند في مشاة البحرية السوفياتية عام 1982، قبل أن يختار لنفسه لاحقا مسارا عسكريا.حقق حلمه حيث تخرج في عام 1989 من المدرسة العليا لقادة القوات المحمولة جوا التابعة للحرس في مدينة ريازان، وهي مؤسسة تعليمية تابعة لوزارة الدفاع الروسية.
مسيرة حافلة:
خدم في عدة بلدان خارج البلاد، من ذلك مشاركته في حرب أفغانستان، وأيضا في كوسوفو والشيشان.حاصل على لقب «بطل روسيا» لدوره في الهجوم على مطار بريشتينا بكوسوفو، في 12 يونيو/حزيران 1999، حيث قاد هذا التحرك وحقق نجاحا جعله يحظى بأعلى وسام وطني في البلاد.وبعد عودته من الشيشان، عاوده الحنين إلى مواصلة مسيرته العسكرية من الجانب الأكاديمي.تخرج في 2004 من أكاديمية هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية.ومن هذه المؤسسة العريقة تخرجت ثلة من كبار قادة الجيش الروسي، ما يعني تميز درجتها، وهو ما أهله لاحقا للعمل في الإدارة العامة للاستخبارات العسكرية “جي آر يو”.
رئيسا لإنغوشيا
في 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2008، عينته موسكو رئيسا لإنغوشيا، الجمهورية الواقعة في جنوب غرب روسيا ضمن منطقة القوقاز، لكن طوال فترة منصبه، واجه صراعات مع القيادة الدينية فيها.
ولذلك، لم يكن من المفاجئ أن يتعرض، في 22 يونيو/ حزيران 2009، لمحاولة اغتيال في مدينة نالتشيك بجمهورية إنغوشيا، لكنه تمكن من النجاة فيما قتل عدد من مساعديه.
ونقلت المجلة تفاصيل الحادث، مشيرة إلى أن يفكوروف أصيب بشكل بالغ إثر استهداف موكبه بهجوم بسيارة مفخخة، في اعتداء اعتقد محللون حينها وحتى السلطات أنه انتحاري.
ورغم ذلك، استمر الرجل في مهامه إلى عام 2019 حين قرر الاستقالة من رئاسة إنغوشيا.
«فاغنر» و«فيلق أفريقيا»
بدايته مع فاغنر كانت في يونيو/حزيران 2023، حين كلفته السلطات الروسية بالتفاوض مع زعيمها يفغيني بريغوجين لوقف تمرد أعلنه -آنذاك- مقاتلو المجموعة ضد الجيش الروسي، في مهمة حقق فيها نجاحا.
ولاحقا، وبعد وفاة بريغوجين، وتحديدا اعتبارا من منتصف 2023، بدأ يفكوروف، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية، قيادة عملية إعادة السيطرة على فاغنر، وخصوصا أنشطتها في أفريقيا.
أجرى الرجل جولات كثيرة في العديد من دول القارة السمراء، ما مكنه من التعريف بنفسه وإقامة شبكة علاقات واسعة، وساعده في ذلك شخصيته الصارمة التي لم تكن تخلو من بساطة في عمقها.
ووفق المجلة. فإن يفكوروف من الشخصيات الرئيسية وراء نشر «فيلق أفريقيا»، الهيكل الذي يهدف إلى دمج أفرع مجموعة فاغنر ضمن منظومة وزارة الدفاع الروسية.
ترقية
في نهاية 2024، حصل يفكوروف على ترقية إلى رتبة جنرال، تقديرا لجهوده ونجاحه بمختلف مهامه ومسيرته الحافلة.
رتبة توجت مسيرة رجل استطاع أن يصبح في وقت وجيز أحد أبرز الوجوه في إستراتيجية بوتين الأفريقية، وذراعه الضاربة في القارة السمراء.
aXA6IDE1NC43My4yNDkuMTkg