فقاعات الحيتان تكشف عن رؤية جديدة لفهم إشارات الذكاء الكوني

كشف باحثون عن ظاهرة بحرية غريبة قد تعزز فهمنا لكيفية تواصل الكائنات الذكية، سواء على الأرض أو في الفضاء.
هل يمكن للبشر التواصل مع المخلوقات الفضائية؟ علماء يبحثون عن لغة كونية
خلال دراسة استمرت بين عامي 2019 و2023، وثّق الباحثون من معهد البحث عن ذكاء خارج كوكب الأرض ( SETI )، 12 حالة نادرة أطلقت فيها حيتان الحدباء (الهامباك) فقاعات دائرية ضخمة تشبه “حلقات الدخان” أثناء اقترابها من البشر في المحيط، في تصرف وصفوه بأنه محاولة للتواصل أو الترحيب، وليس مجرد سلوك غريزي كالمعتاد.
وقال العلماء في في فريق “WhaleSETI” ، إن هذه أول مرة يُلاحظ فيها استخدام الحيتان لهذه الحلقات الهوائية أثناء التفاعل مع البشر في بيئتها الطبيعية. ورجّح الفريق أن هذه الحلقات قد تكون طريقة الحيتان لجذب انتباه الإنسان، مثل قول “مرحباً” بطريقة مرئية.
وأشارت الدراسة المنشورة في دورية “مارين ساينس”، إلى أن هذه الفقاعات ظهرت في ثلاث سياقات رئيسية: عند الراحة، أو أثناء التغذية، أو بدافع الفضول ، وكان الأخير هو الأكثر تكراراً، وإذ كانت الحيتان تقترب من القوارب والسباحين بشكل سلمي، تطلق فقاعات من فتحة النفَس بقطر يصل إلى 3 أمتار، وتنتظر استجابة من البشر القريبين.
الباحثون في فريق “WhaleSETI” وهو مشروع تابع لمعهد ” SETI ” يهدف إلى دراسة ذكاء الحيتان كنموذج لفهم التواصل مع كائنات فضائية محتملة، اعتبروا أن هذا السلوك دليل على محاولة الحيتان إقامة “حوار” مع البشر، وأنه قد يساعد في تطوير نماذج لفهم الإشارات غير التقليدية القادمة من الفضاء.
ويقول الدكتور فريد شارب، المؤلف المشارك بالدراسة من جامعة كاليفورنيا-ديفيس: “الحيتان تنفث هذه الحلقات نحونا وكأنها تدعونا للّعب، أو لمراقبة رد فعلنا، وربما للتواصل معنا بطريقة لم نفهمها بعد.”
وفي مثال سابق، نجح الفريق عام 2023 في إجراء “محادثة” استمرت 20 دقيقة مع حوت في ألاسكا يُدعى “تواين”، حيث رد على أصوات مسجلة لحيتان أخرى بطريقة تُشبه الحوار.
ويُضيف الدكتور لورانس دويل من معهد ” SETI ” : “سلوك الحيتان الحدباء الفضولي هذا قد يُسلط الضوء على شكل الذكاء الذي قد نواجهه في الفضاء، وهو ذكاء يتطور بشكل مستقل عن البشر، لكنه يشاركنا الرغبة في التواصل”.
ويأمل الباحثون في أن يساعد هذا النوع من الدراسات في تعديل معادلة دريك الشهيرة، التي تحاول حساب عدد الحضارات الذكية القادرة على التواصل في مجرتنا.
فإذا كانت صفات مثل الفضول والتواصل الودي ضرورية لنشوء حضارات متقدمة وقادرة على إرسال إشارات يمكن التقاطها، فإن دراسة الحيتان قد تُحدث فرقا كبيرا في الطريقة التي نبحث بها عن حياة ذكية خارج كوكب الأرض.