إحتمالية تصعيد ضد إيران: الإعلام الإسرائيلي يعلن عن استعدادات عسكرية والموساد ينفذ عمليات سرية

عاش الإعلام الإسرائيلي، مساء الخميس، أجواء حرب شديدة مع إيران، في الوقت الذي سعى فيه الجيش الإسرائيلي للتهدئة.
وتحدثت وسائل إعلام عن هجوم إسرائيلي محتمل على إيران، لكنها ربطته بنتائج الجولة القادمة من المحادثات الأمريكية الإيرانية يوم الأحد المقبل في سلطنة عمان.
وبدأت وسائل الإعلام بنشر أنباء أثارت بلبلة في إسرائيل ومنها ما نشره رئيس بلدية مدينة رمات غان، وهي جزء من تل أبيب الكبرى، كرميل شاما.
وكتب في منشوره تحت عنوان: “الاستعداد لسيناريو هجوم إيراني” إن “احتمال ردٍّ مباشر من إيران أكبر من أي وقت مضى. ليس هناك يقين، لكن لديّ مسؤولية. وكما أُعِدّ عائلتي، من المهم أن تكونوا أنتم أيضًا مستعدين”.
وأضاف: “ما هو المهم أن نعرف وما الذي يجب أن نستعد له؟ أولا، هجوم ذو شدة مختلفة – قد يكون هناك آلاف الصواريخ والطائرات بدون طيار لساعات طويلة أو أيام، وثانيا، نعم، من المتوقع إرسال إشعار مسبق قبل حوالي ساعتين عبر الهاتف المحمول ووسائل الإعلام، وثالثا، قد يكون هناك صواريخ تسقط دون إنذار بعد الموجة الأولى”.
ودعا للتأكيد من أن “غرفة الطوارئ تحتوي على: الماء، والطعام، والمصباح اليدوي، والأدوية، والشواحن، ومستلزمات الأطفال، أو أي شيء آخر تحتاجه معك”.
وعلى إثر المخاوف في الشارع الإسرائيلي قال الجيش الإسرائيلي في بيان: “خلافًا للإشاعات التي يتم ترويجها في الإعلام والشبكات التواصل تنوي قيادة الجبهة الداخلية التوضيح انه لم يطرأ اي تغيير في التعليمات إلى الجمهور ويجب الانصياع إلى التعليمات في القنوات الرسمية”.
كيف الوضع داخل الحكومة؟
قالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: “تم استدعاء وزراء مجلس الوزراء السياسي والأمني لجلسة إحاطة أمنية في مجلس الأمن القومي يوم الأحد المقبل. ولم تُقدم لهم أي تفاصيل”.
من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية: “تشير التقديرات في إسرائيل إلى وجود فجوات كبيرة في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، وأن الأطراف لم تقترب بعد من التوصل إلى اتفاق”.
محادثات الفرصة الأخيرة؟
ورغم الفجوات الكبيرة بين الإيرانيين والأمريكيين، فقد قال دبلوماسيون غربيون لقناة “إسرائيل 24” إن “الإدارة الأمريكية لا تتعامل حاليا مع محادثات يوم الأحد في عمان على أنها محادثات الفرصة الأخيرة”.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير “ننتظر لنرى ما سيحدث يوم الأحد (في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران) – إذا كان رد الإيرانيين من النوع الذي لا يستطيع الأمريكيون التعايش معه، فإن الوضع قد يتصاعد بسرعة كبيرة من جانبنا أيضا”.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس “الموساد” دافيد برنياع ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر غدا الجمعة في بلد لم يحدد مع المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف من أجل إسماعه الموقف الإسرائيلي مما يجري.
فهل إسرائيل قادرة على ضرب إيران منفردة؟
وتجري نقاشات في إسرائيل حول ما إذا كان بقدرة إسرائيل مهاجمة إيران منفردة.
وقالت القناة الإخبارية 13 الإسرائيلية: “هناك خلاف حاد في أعلى مستويات القيادة الإسرائيلية حول قدرة إسرائيل على التحرك منفردةً في إيران، ومدى التنسيق المطلوب مع الولايات المتحدة”.
وأضافت: “أعرب رئيس الأركان، إيال زامير، عن موقف حازم في مناقشاته مع رئيس الوزراء، مؤكدًا أن إسرائيل لا تستطيع التحرك منفردةً، وأن كل خطوة في إيران يجب أن تتم بالتنسيق مع إدارة ترامب”.
ونقلت عن مصدر مطلع على مضمون المحادثات، قوله: “أصر رئيس الأركان على موقفه”، وشارك وجهة نظره مع قائد سلاح الجو، تومر بار.
وردا على سؤال صحيفة “يديعوت أحرونوت” “إذا انهارت المفاوضات وفكرت الولايات المتحدة في العمل العسكري، فهل ستتحرك بمفردها أم بالتعاون مع إسرائيل؟” أجاب السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي: “لا أعتقد أنني أستطيع الإجابة على هذا السؤال بشكل قاطع، لأن ذلك يعتمد على: على كلا البلدين اتخاذ قرارات مستقلة حول كيفية مشاركتهما، وما يرغبان بفعله. ولست في وضع يسمح لي بالقول: هكذا ستسير الأمور عسكريًا”.
لكن ردا على سؤال: “هل يمكن لإسرائيل شنّ ضربة دون موافقة أو تنسيق أمريكي؟” قال السفير الأمريكي: “لن أتخذ هذا القرار. لا أعتقد أن ذلك سيحدث نظرًا لقرب العلاقة والثقة المتبادلة، وهذه هي الكلمة التي أؤكد عليها – هناك ثقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. أقول دائمًا: لدينا أصدقاء وحلفاء، لكن ليس لدينا سوى شريك واحد، إسرائيل، وعندما أقول هذا، لا أعني أنه لا تربطنا علاقات وطيدة مع دول أخرى. لكن في الواقع، لا توجد دولة نتشارك معها هذا المستوى من التعاون الاستخباراتي، والمعدات العسكرية، والاستراتيجيات، والأهداف المشتركة”.